صحة حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر

صحة حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر ما يتساءل عنه الكثير من المسلمين، حيثُ أنّه في يوم الجمعة المُباركة يتسارع الرجال من المسلمين إلى المساجد لأداء فريضة صلاة الظّهر بشكل جماعي، وهناك البعض منهم ينتظر حتّى آذان الظّهر ومن ثمّ ينطلق إلى الجامع، فما هي صحة الحديث في الإبكار إلى الجامع يوم الجمعة، هذا ما سيوضّحه لنا هذا المقال ضمن موقع المرجع مستندًا بذلك إلى الفتاوى الشّرعيّة من علماء الفقه والدّين.

حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر

إنّ ليوم الجمعة فضائل وأجور عظيمة يكسبها المسلم من خلال عمله الصّالح، والمسارعة في الذّهاب لأداء فريضة الصّلاة جماعةً في المساجد وذلك لما ورد في الحديث الصّحيح:[1]

عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو رضي الله عنهم بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإمام، واستمع، وأنصت، ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها من بيتِه إلى المسجدِ، عملُ سَنَةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.

شاهد أيضًا: ما صحة حديث إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان

صحة حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر

إنّ حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر هو حديثُ صحيح حسن ولا بأس فيه، وهو حديثُ معروفٌ ومتداولٌ كثيرًا بين المسلمين، فالمقصود منه الاغتسال والطّهارة في يوم الجمعة سواءً بغسل الرأس أو بغسل البدن بعد الجماع مع زوجته، كما يحثُّ المسلمون على الذّهاب في وقت مبكّر إلى صلاة الجمعة والحرص على ذلك، ليجد مكانًا بالقرب من الإمام يُحسن الإنصات والاستماع إلى خطبته فهي تُعادل ركعتين من فريضة صلاة الظّهر.[2]

معنى حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر

إنّ المقصود من الحديث الشّريف بأنّ من “غسل يوم الجمعة واغتسل” أي غسل رأسه بشكل خاص أو أنّه غسل جميع أعضاء جسده بنيّة الوضوء، واغتسل أي غسل جسده كاملًا مع الرأس، وربّما المقصد من ذلك بأنّه قد جامع زوجته قبل الخروج إلى الجمعة ليغضّ بصره، فالمقصود بذلك الطّهارة والنّظافة في كلا الحالتين، ومن ثمّ بكّر في الذّهاب إلى الجمعة فحضر خطبة الإمام من أوّلها ولم يفته شيء من ذلك، وكان ذاهب إلى المسجد سيرًا على الأقدام لأنّ الأجر على قدر المشقّة والتّعب، وجلس بالقرب من الإمام يستمع لحديثه منصتًا لكلامه لا يتحدّث إلى أحد ممن يجلس إلى جانبه، فمن عمل ذلك كلّه في يوم الجمعة كُتب له أجر سنة كاملة من الصّيام والقيام، بقدر خطواته التي مشاها من بيته إلى المسجد، وربّما المقصد بأنّ في كلّ خطوة له تُكتب حسنة وتمحو عنه سيّئة.[3]

شاهد أيضًا: حديث عن فضل قيام الليل في استجابة الدعاء

فضل الإبكار الى صلاة الجمعة

نستنتج من الحديث الشّريف بأنّه من الأفضل للمسلم الاغتسال والذّهاب في الوقت المبكّر إلى الجمعة والاستماع جيّدًا لخطبة الإمام لما في ذلك اليوم والصّلاة فضلٌ وأجرٌ عظيم عند الله سبحانه وتعالى وقد وضّحنا ذلك في معنى وصحّة الحديث، كما أنّه هناك الكثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة التي تحثُ المسلم على فضل يوم الجمعة والعبادة فيه، فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ”[4]، وهذا دليل واضح على أهميّة يوم الجمعة بالنّسبة للمسلمين وضرورة أداء العبادات والعمل بها لكي ينال الأجر والثّواب الّذي وعد به الله سبحانه وتعالى.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا الحديث الّذي وضّحنا لكم فيه صحة حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر، ومن ثمّ تنقّلنا إلى نص الحديث الشّريف كامل، ومعنى الحديث الشريف، لنختتم المقال بفضل الإبكار في الذّهاب إلى صلاة الجمعة.