اتق المحارم تكن أعبد الناس خطبة الجمعة

اتق المحارم تكن أعبد الناس خطبة الجمعة، فقد ورد عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلّم- أحاديث شريفة أوصى بها المسلمون على اتباع ما جاء فيها من حكم ومواعظ لهداية الناس إلى دين الحق والابتعاد عن الضلالة، ومن الأحاديث الشريفة التي ذكرها رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم قوله “اتق المحارم تكن أعبد الناس”، لذا يهتم موقع المرجع بتوضيح ما معنى اتق المحارم تكن أعبد الناس، بالإضافة إلى خطبة جمعة في شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس.

صحة حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ-: “من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعمَلُ بِهنَّ، أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ، فقالَ أبو هريرةَ قلتُ أنا يا رسولَ اللَّهِ، فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا وقالَ اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَكَ تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِكَ تَكُن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِكَ تَكن مسلِمًا، ولا تُكثرِ الضَّحِكَ، فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القلبَ”، حديث حسن.[1]

اتق المحارم تكن أعبد الناس خطبة الجمعة

بسم الله الرّحمن الرحيم، والحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، كما أوصيكم بما أوصانا به رسولنا الكريم محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد كان النبي الكريم ينوّع وصاياه التي يوصي بها صحابته الكرام لحكمة وعبرة منه يعتبر منها المسلمون من بعده، ومن أولى الوصايا الخمس التي أوصى بها كما رواها لنا أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ-: “من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعمَلُ بِهنَّ، أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ فقالَ أبو هريرةَ قلتُ أنا يا رسولَ اللَّهِ فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا وقالَ اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ“، أي احذر الوقوع فيما حرّم الله عليك، أي لا تترك فعل ما أمرك الله وبه، وابتعد عن ما نهاك عنه جلّ وعلا، فإنّ ترك أمر من فريضة أو واجب أمر به الله تعالى يجعل العبد المسلم يقع في الآثام، والوقوع في الآثام يجعلك تنال الإثم والذنب الذي تعاقب عليه من الله تعالى، فمن أحسن العمل كان من أعبد الناس، فيلزم العبد المسلم أن يحرص على أداء الفروض والواجبات التي أمره بها الله تعالى، فهناك البعض من المسلمين يترك الفريضة ويجتهد في النافلة، فالأبدا هو قيام الأصل في العبادات ومن ثم الاجتهاد في السنن والنوافل، وإن أردت أن تكون من أعبد الناس فأدّ الفرائض ولا تضيّع أجرها، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضًا: خطبة جمعة عن الزكاة مكتوبة pdf

شرح حديث الوصايا الخمس اتق المحارم

فقد أوصى الرسول الكريم صحابته -رضوان الله عليهم- والمسلمين أتباعه بخمس وصايا ذكرها في حديثه الصحيح “اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ”، وجاء شرح وصايا خير الناصحين، وأشرف المرسلين محمد صلوات الله عليه وسلامه فيما يلي:[2]

اتق المحارم تكن أعبد الناس

فالمحارم التي أوصانا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- هي حقوق الله -سبحانه وتعالى- على عباده المسلمين كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها من الواجبات والفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، فالعمل بها يُكسب العبد المسلم جزاءها ورضا الله عز وجل، وتركها يوقع المسلم في ارتكاب الذنوب والمعاصي، ومن فعل ما أمر به، وترك ما نهى الله عنه، فقد اتقى محارم الله وكان من أعبد الناس وأولياءه الصالحين.

وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس

إنّ الرضا بما قسمه الله تعالى من مظاهر حسن العبادة والقناعة والتسليم لله عزّ وجلّ، فلحكمة من الله -عزّ وجل- اقتضت أن يكون بين الناس الغني والفقير، وعلى المسلم أن يكون راضيًا بقسمته ونصيبه الذي منّ به الله تعالى عليه، فكم من غني لم يرضى بقسمة الله، وما زال يركض في الدنيا ركض الوحوش في البرية لجني المزيد من المال، وكم من فقير رزقه الله بقوت يومه، ولكنّه سعيد بما منّ الله به عليه، فالغنى هو غنى النّفس لا كثرة المال والنقود بين يديك.

شاهد أيضًا: خطبة مؤثرة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة

وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا

فقد أوصى الرسول الكريم بالجار في مواضع عدّة منها ما صوّره الرسول الكريم في حديثه الشريف “ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننتُ أنه سيورثه”[3]، وإن لم يوفّق العبد المسلم إلى الإحسان إلى الجار، فمن أقلّ ما يتوجّب عليه فعله هو أن يكفّ أذاه عن جاره، فالإحسان إلى الجار أو كفّ الأذى عنه دليل إيمان وعقيدة في قلب المسلم، قال صلّى الله عليه وسلّم: “خير الجيران عند الله خيرهم لجاره”[4].

وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا

ومن وصايا الرسول الكريم أيضًا أن يحبّ المرء المسلم لأخيه المسلم ما يحبّ لنفسه من الخير، فإنّ تلك المشاعر تحجز النّفس عن الأنانيّة، وتبعد العين عن الحسد الذي يؤدي إلى البغضاء والكراهية، فمن امتلك ذلك فقد كمُل الإسلام في قلبه، وتغلّب حبّ الخير على نفسه الأمّارة بالسوء، ورغبته في إشاعة الخير بين الناس، سواءً كان عدوًا أو صديق.

ولا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك يميت القلب

فالمقصود من وصيّة رسول الله الخامسة في حديثه الشريف عدم الإسراف في الضحك، لأنّ ذلك دليل على فراغ القلب من الاشتغال بما ينفع المسلم في دنياه وآخرته، فعندما يكون القلب فارغًا من المسؤوليات سواءً الدينية أو الدنيوية تجد أصحابها مشغولين بالهرج والرّغي، ويبحثون عن كل أمر يجعلهم يكثرون من الضحك، وإنّ ذلك لإماتة للقلب بالغفلة عن ذكر الله وأمور دينه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا”[5].

شاهد أيضًا: خطبة عن الظلم في الأشهر الحرم مكتوبة جاهزة للطباعة

اتق المحارم تكن أعبد الناس خطبة الجمعة قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي يهدي من يشاء من عباده إلى الصراط المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم أجمعين، أمّا بعد:

إنّ أفضل القول كتاب الله، وخير الهدى هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالتمسوا عباد الله الهداية من نورهما، وابتغوا الخير في العمل بأوامرهما والابتعاد عن نواهيهما، فقد أفلح من سار على نهجهما، ومن وصايا خير الناصحين “اتق المحارم تكن أعبد الناس” فالمحارم أيّها المسلمون هي حقوق الله وواجباته عليك من صلاة وصيام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فمن أراد أن يكون عبدًا من أولياء الله عمل بما أمره الله به واجتنب ما نهاه عنه، وأداء الفرائض أحقّ وأولى من النافلة التي يجتهد بها البعض من الناس، فيترك الفريضة التي وجبت عليه ليصلّي قيام الليل، أو يترك صيام شهر رمضان ويصوم يوم عرفة؛ لأنّه كفّارة عن سنتين، فإنّ ترك تلك الفرائض حرام، وترك العمل بالذنوب ما صغر منها وما كبر واجب، فمن فعل ما أُمر به وترك ما نهى الله عنه، فقد اتقى الله وكان من أوليائه وخاصّيته، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[6]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا من خلاله عن اتق المحارم تكن أعبد الناس خطبة الجمعة، بعد أن ذكرنا الحديث الصحيح اتقِ المحارم تكن أعبد الناس، بالإضافة إلى شرح حديث الوصايا الخمس، لنختتم بخطبة جمعة قصيرة في معنى اتق الله تكن أعبد النّاس.

المراجع

  1. صحيح الترمذي , الألباني، أبو هريرة، 2305، حسن.
  2. ar.islamway.net , شرح خمس وصايا نبوية كريمة , 11/08/2022
  3. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمر، 6015، صحيح.
  4. السلسلة الصحيحة , الألباني، عبد الله بن عمرو، 103، صحيح.
  5. صحيح البخاري , البخاري، انس بن مالك، 6486، صحيح.
  6. سورة يونس , الآية 62 - 63

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *