يطهر جلد الميتة ب

يطهر جلد الميتة ب وساطة عملية ما تصبح من خلالها الجلود طاهرة ومُعدّة للاستعمال البشري سواء كان ذلك صلاة يؤديها المرء على ذلك الجلد أم ارتداء ذلك الجلد على البدن أو في القدم أو نحو ذلك، وفي هذا المقال يتوقف موقع المرجع مع بيان تلك العملية التي يطهر من خلالها جلد الحيوان الميت بعد سلخه بعد ذبحه، إضافة للوقوف على أحكام جلد الميتة عند الحنابلة والمالكيّة وعند جمهور فقهاء المسلمين.

يطهر جلد الميتة ب

إنّ جلد الحيوان الميت يُستعمل في كثير من الأمور التي تنفع الإنسان، ولكن قبل أن يستعمل الإنسان هذا الجلد فإنّه ينبغي له أن يطهّره كي تصح لبسته ويصحّ استعماله، وبناء على ذلك فإنّه يطهر جلد الميتة ب:

  • الدباغ.

شاهد أيضًا: حسن الظن بالله يُحمل على العمل الصالح والحث عليه، وإن حُمل على البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور

معنى الدباغ في الفقه

الدباغ في الفقه هو تطهير جلود الحيوانات بنزع الفضلات من عليها باستعمال الأدوات الحادة والماء وبعض المواد كالقرظ والعفص ونحوهما، يقول الخطيب الشربيني: “الدَّبْغُ نَزْعُ فُضُول الْجِلْدِ، وَهِيَ مَائِيَّتُهُ وَرُطُوبَاتُهُ الَّتِي يُفْسِدُهُ بَقَاؤُهَا، وَيُطَيِّبُهُ نَزْعُهَا بِحَيْثُ لَوْ نُقِعَ فِي الْمَاءِ لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ النَّتْنُ وَالْفَسَادُ”، واشترط بعض الفقهاء أن يكون بما يحرف الفم ويلذع اللسان كالقرظ والعفص كما مرّ آنفًا، ويُشترط في الدباغ أن يكون “مُنَشِّفًا لِلرُّطُوبَةِ مُنَقِّيًا لِلْخَبَثِ، مُزِيلًا لِلرِّيحِ”، ولا يشترط أن تكون بفعل فاعل، أو أن يكون الدابغ مسلمًا أو طاهرًا، بل يمكن أن يكون الدابغ كافرًا أو نجسًا.[1]

شاهد أيضًا: الاصل في جميع الاطعمه والاشربه

أحكام دباغ جلد الميتة في الفقه

لقد اختلف العلماء في المذاهب الأربعة حول حكم جلد الميتة بعد الدباغة، تفصيل أقوالهم فيما يلي:

دباغ جلد الميتة عند الحنابلة

لقد ذهب الحنابلة إلى أنّ جلد الميتة النجسة لا يطهر بالدباغ، ولكن يُباح استعماله في جامد لا مائع شرط أن يكون الحيوان طاهر في حياته سواء كان مما يؤكل كالشاة والغنم أو مما لا يؤكل كالهرة، ودليلهم الحديث الذي يرويه عبد الله بن عكيم أو حكيم الجهني الذي يقول فيه: “أتانا كتابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا غلامٌ شابٌّ قبلَ موتِه بشهرٍ أو شهرينِ: أنْ لا تَنتفِعوا مِن المَيتةِ بإهابٍ ولا عصَبٍ”،[2] فوجه الدلالة من الحديث عندهم أنّ النهي يدل على التحريم، وأنّ الميتة نجسة العين ونجس العين لا يمكن تطهيره، وأنّ الجلد جزء من الميتة فكان حرامًا لتحريم الميتة في القرآن الكريم.[3]

دباغ جلد الميتة عند المالكية

إنّ القول المشهور عند المالكيّة هو نجاسة جلد الميتة ولو كان مدبوغًا، فلا يطهر عندهم لا ظاهرًا ولا باطنًا، وأجازوا استعماله بعد الدبغ في اليابسات والماء الطهور خاصة، يعني يمكن أنو يوضع فيها شيء من اليابسات كالفول والعدس والحبوب ونحوها، ولكن لا يلبس في صلاة أو غير ذلكن والله أعلم.[4]

دباغ جلد الميتة عند الجمهور

ذهب الشافعية والحنفيّة وقول عند الحنابلة وهو قول للإمام أحمد إلى أنّ جلد الميتة يطهر بالدباغ إلّا أن يكون الحيوان نجسًا كالكلب والخنزير، وذلك لنجاسة عينها، واختار هذا القول ابن تيمية من المتأخّرين.[3]

شاهد أيضًا: كل أرض طاهرة تصح الصلاة فيها ويستثنى من ذلك عدة أماكن هي

وإلى هنا يكون قد تم مقال يطهر جلد الميتة ب بعد الوقوف على إجابة المسألة السابقة، إضافة للوقوف على معنى الدباغ في الفقه وحكم جلد الميتة في المذاهب الأربعة.

المراجع

  1. shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية , 03/10/2021
  2. تنقيح التحقيق , أحمد بن حنبل، عبدالله بن عكيم الجهني، الرقم: 1/103، حديث إسناده جيّد.
  3. shamela.ws , الفقه الميسر , 03/10/2021
  4. islamweb.net , مذهب المالكية في استعمال جلد الميتة ولبسه , 03/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *