اضحية البقر عن كم شخص

اضحية البقر عن كم شخص يمكن أن يضحَّى بها هو ما سيدور الحديث حوله في هذا المقال، لأنه مع اقتراب موعد عيد الأضحى لا بدَّ للمسلم أن يتعرف على جميع الأحكام المتعلقة بالأضحية، حتى يتمكن من تقديم أضحيته على أكمل وجه دون الوقوع في أخطاء قد تبطل الأضحية أحيانًا، وسوف يقدم موقع المرجع لزواره الكرام تفصيلًا في بعض أحكام الأضحية وحول أضحية البقر عن كم شخص وشروط أضحية البقر، وغير ذلك من الأحكام.

هل الأضحية فرض أم سنة

يقوم المسلمون كل عام بتقديم الأضاحي لله تعالى وذبحها في عيد الأضحى، والأضحية في الإسلام سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا”،[1] وفي هذا الحديث علَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعل الأضحية بإرادة الشخص، والواجب لا يعلق على الإرادة، لذلك رجَّح الفقهاء أنَّها سنة مؤكدة.[2]

اقرأ أيضًا: شروط الأضحية من النساء وآداب ذبحها

اضحية البقر عن كم شخص

إن أضحية البقر تجزئ عن سبعة أشخاص في الإسلام، وقد أجاز ذلك الفقهاء من أهل العلم استنادًا إلى الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ”،[3] وفي حديثٍ آخر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كُنَّا نَتَمَتَّعُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالعُمْرَةِ، فَنَذْبَحُ البَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ نَشْتَرِكُ فِيهَا”.[4]

هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية

كما سبق فإنَّ أضحية البقر يمكن أن يشترك فيها حتى سبعة أشخاص، وهذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك يجوز أن يشترك فيها من شخص إلى سبعة أشخص، وطبعًا يجوز أن يشترك فيها أربعة أشخاص، ولكن لا يجوز أن يشترك فيها أكثر من سبعة، لأنَّ الحديث يدلُّ أنَّها تجزئ عن سبعة فقط، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كُنَّا نَتَمَتَّعُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالعُمْرَةِ، فَنَذْبَحُ البَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ نَشْتَرِكُ فِيهَا”.[2]

اقرأ ايضًا: هل الاضحية واجبة على المتزوج

هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية

لا يجوز الاشتراك في أضحية البقر أكثر من سبعة أشخاص، ولكن اختلف الفقهاء في الجزور من الإبل وهي التي تصلح للذبح، فقال بعضهم تجزئ عن سبعة أشخاص فقط مثل البقر، استنادًا إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقال بعضهم إن الجزور تجزئ عن عشرة أشخاص، ويجوز أن يشترك في الجزور أكثر من سبعة أشخاص حتى يصل العدد إلى عشرة، وذلك اعتمادًا على الحديث الذي رواه ابن ماجه وصححه الألباني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “كنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ في سفرٍ ، فحضرَ الأضحى ، فاشترَكنا في الجزورِ عن عشرةٍ ، والبقرةِ عن سبعةٍ”،  ولكن الراجح أن البدنة والبقرة عن سبعة أشخاص فقط.[5]

حكم الاشتراك في الأضحية بالبقر عند المالكية

لقد انفرد المالكية في حكم الاشتراك في الأضحية بالبقر، فعلى الرغم من قول الجمهور بأنَّ البدنة والبقرة تجزئ عن سبعة أشخاص ويجوز الاشتراك فيها حتى سبعة، إلا أنّ المالكية ذهبوا إلى أنَّ البقرة والبدنة مثل الشاة تجزئ عن شخص واحد فقط ولا يجوز الاشتراك فيها، ولكن يجوز للرجل أن يشرك أهل بيته معه في الأجر، وقال ابن هبيرة عن ذلك: “واتفقوا على أنه تجزئ البدنة عن سبعة، وكذلك البقرة، والشاة خاصة عن واحد؛ إلا مالكا فإنه قال: البدنة والبقرة كالشاة لا تجزئ إلا عن واحد، إلا أن يكون رب البيت يشرك فيها أهل بيته في الأجر فإنه يجو”، والله أعلم.[4]

اقرأ ايضًا: هل يجوز ذبح الاضحية في بلد اخر

شروط الأضحية من البقر إسلام ويب

لقد حدد الفقهاء العديد من الشروط في الأضحية حتى تكون صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، لأنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وفيما يأتي سيتم توضيح شروط الأضحية من البقر اسلام ويب :[6]

  • بلوغ السن المعتبرة في الشرع: لقد حدد الشرع الإسلامي عمرًا محدد للأضحية حتى تجزئ عن صاحبها، ولكل نوع من الذبائح سن محدد، وفي البقر يجب أن تبلغ سنتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ.”.
  • خلوها من العيوب: يجب أن تكون الأضحية من البقر خالية من العيوب التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث حين قال: “لا يُجزِئ في الأضاحِي العوراءُ البينُ عورُها ، والمريضةُ البيّنُ مرضهُا ، والعرجاءُ البيّنُ ضلعُها ، والكسيرةُ التي لا تُبقِي”.
  • ألا يشترك فيها أكثر من سبعة: لأنَّ أكثر عدد يمكن أن يشترك في الأضحية من البقر عن سبعة أشخاص، أمَّا أكثر من ذلك فلا يجوز ولات جزئ عنهم.
  • أن تذبح وقت الأضحية: حتى تكون الأضحية صحيحة وتقبل من الله تعالى يجب أن تذبح في وقت التضحية المحدد في الشرع الإسلامي، وهو من بعد صلاة العيد حتى عصر رابع أيام التشريق، ففي الحديث عن البراء بن عازب قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا، ومَن نَحَرَ فإنَّما هو لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

ما يستحب في أضحية البقر

بعد معرفة شروط الأضحية من البقر لا بدَّ من ذكر الأمور المستحبة في البقر، حيثُ يستحب أن يتوافر فيها صفات الكمال والتمام مثل السمن وجمال المنظر وكثرة اللحم وارتفاع الثمن لا تدنيه، وذلك لقوله سبجانه وتعالى: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”، ولذلك يستحب أن يكون وزن الأضحية من البقر جيدًا وتكون سمينة.[6]

كيفية تذكية الأضحية من البقر

إنَّ تذكية الأضحية هو ذبحها أو نحرها، وتتم تذكية الأضحية من البقر بأن تكون على الأرض على جانبها الأيسر، ويتم توثيق جميع قوائمها ما عدا الرجل اليمنى، ويقوم الشخص الذي يريد الذبح بالإمساك برأسها باليد اليسرى ويمسك السكين باليد اليمنى، ولكن يحرص على يتوجه هو والأضحية باتجاه القبلة، ويقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر، وهذا هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.[7]

في نهاية مقال اضحية البقر عن كم شخص تعرفنا على حكم الأضحية وتحدثنا عن كم شخص تجزئ الأضحية وتعرفنا على اضحية البقر كُمْ عمرها يجب أن يكون وقت الأضحية، كما تعرفنا على شروط الأضحية من البقر وعلى معظم المعلومات والأحكام المتعلقة بأضحية البقر.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة، 1977، صحيح
  2. dorar.net , تعريف الأضحية , 08/06/2024
  3. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1318، صحيح
  4. islamweb.net , مذاهب العلماء في العدد الذي تجزئ عنه أضحية البقرة، وكيفية التضحية بها , 08/06/2024
  5. islamqa.info , هل يجوز أن يشترك في بقرة أضحية بأقل من السُّبع؟ , 08/06/2024
  6. islamweb.net , أحكام الأضحية , 08/06/2024
  7. al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 08/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *