شروط التفكير الناقد

شروط التفكير الناقد، والذي يعبر عن تقييم الحقائق والأدلة تحليل عقلاني موضوعي ودون تحيُّز، إذ اختلف الفلاسفة في تعريفه، ومن خلال موقع المرجع سيتم تعريف التفكير الناقد واختلاف العلماء في ذلك، وأهميته في المجالات الأكاديمية، بالإضافة إلى مهارات وخصائص وشروط التفكير الناقد.

التفكير الناقد

يعرّف بشكل عام بأنه القدرة على التفكير بعقلانية ومنطقية ووضوح، والربط بين الأفكار وفهم العلاقة المنطقية بينها، بالإضافة إلى تحديد وتقييم الحجج، وقد عُرّف أيضا بأنه العملية المتقنة لوضع المفاهيم، وبأنه مهارة للانغماس في شيء ما وبتفكير مشكّك، وقد نال هذا الموضوع الجدل الواسع من قبل علماء النفس، كسقراط وأفلاطون، ويُرى أن التفكير الناقد يتكون من عنصرين، الأول مجموعة من المعلومات والمهارات لتوليد المعتقدات وتحليلها ومعالجتها، والعنصر الثاني هو العادة التي تقوم على الالتزام الفكري من أجل صقل هذه المهارات في توجيه السلوك، وقد يختلف التفكير الناقد بحسب الدافع الذي استخدم من أجله، فمن الممكن أن يتركز على دافع أناني لتحقيق مصلحة المفكر.[1][2]

شاهد أيضًا: ما هو التفكير الناقد

شروط التفكير الناقد

إنّ للتفكير الناقد أهمية في المجالات الأكاديمية والمهنية، وتكمن أهميته في هذين المجالين، لأنه يتيح للمفكر أن يفهم ويحلل ويستنتج الأفكار، وبالتالي بناء معتقد منطقي غير زائف، ويشترط بالتفكير النقدي أن يتم إخضاعه لخصوصية وطبيعة المجال الذي يُطبق فيه، وفيما يلي شروط التفكير الناقد:[3][4]

• الوضوح: وهو من أهم معايير التفكير الناقد، والمدخل الرئيسي لبقيتها، فبعدم الوضوع سنفتقر إلى الفهم وبالتالي عدم القدرة على الحكم.
• الصحّة: وهي أن تكون الأفكار والمعلومات صحيحة وثقة.
• البحث: وهو إيجاد معلومات وحجج منطقية ومقنعة من مصادر موثوقة، إذ أنه في حال البحث في المصادر الغير موثوقة سيتم حجب الحقائق وإرباكها.
• الدقة: بحيث يخلو من الأخطاء والشوائب، بالإضافة إلى التيقُن من صحة المعلومات التي بُني عليها، كما يجب أن يتوافق توافقا تام مع الحقيقة.
• الأهمية: وهي أن يتم تحديد المعلومات بالتدريج حسب ارتباطها في المشكلة، أي تحديد الأولوية في جمع البيانات.
• التوسُع: بأن يتم التحقق فيما إذا كانت هناك مصادر وطرق ووجهات نظر من الممكن أن يتم اتخاذها بعين الاعتبار.
• الربط: ويعبر عن مدى التوافق بين المشكلة وطرق التحليل والاستنباط.
• العمق: وهو التعمق في فهم وتحليل ومعالجة المشكلة بما يتناسب مع تعقيدات المشكلة وتفرُّعها.
• المنطق: وهو تسلسل الأفكار والبيانات وتنظيمها وربطها، بحيث تؤدي إلى حجج ونتائج منطقية.
• الإنصاف: ويعبر عن النزاهة والعدالة بصرف النظر عن توجهات المفكر وعدم التحيُّز.

علماء النفس والتفكير الناقد

اختلف الفلاسفة في تعريف التفكير الناقد، وذلك لاختلاف المعرفة الفلسفية والثقافية ووجهات النظر فيما بينهم، إذ يرى الفيلسوف جون ديوي بأنه تفكير تأملي، وبحسب الفيلسوف أنيس فهو تفكير عقلاني تأملي بحيث يركز على اتخاذ القرارات بما يجب على المرء اعتقاده أو عمله، أما بالنسبة لعالم النفس هواتت فيعرفه بأنه بذل نشاط عقلي لتقـديم الفرضيات والحجـج، ومن ثمّ إصدار الأحكام واتخاذ الإجراء المناسب لذلك، كما قدّمت ديانا هالبرن تعريف آخر بأنّه التفكير الذي يـستخدم مهارات معرفية التي تزيد من احتمالية الوصول إلى نتائج فعالة ومناسبة، أي أنه نمط من التفكير الهادف، يستعين بالاسـتدلال والاحتمـالات الممكنة، واتخاذ القرارات المناسبة لحل مشكلات محددة، وإنجاز مهام معينة”.[4]

لم يقتصر الأمر على علماء النفس السابقين فقد عرّفه أيضًا بروكفيلد بأنّه تفكير عقلاني وعاطفي، ليس نشاط عقلاني وحسب، بل أن الجانب العاطفي أيضًا هو جوهر للتفكير الناقد كالحدس الإحساس، الـشعور، والاستجابة العاطفية، كما قدّمت بيلين وآخرون خمسة عناصر للتفكير الناقد، وجاء ذلك بناءً على دراسات العديد من الباحثين، وهذه العناصر هي:[4]

• القاعدة المعرفية.
• معرفة المفاهيم النقدية.
• المعرفة الإجرائية بمعايير التفكير الجيد.
• الفعالية في الاستكشاف.
• العادات العقلية.

اقرأ أيضًا: خطوات التفكير الناقد

مهارات التفكير الناقد

نظرًا لتعدُّد تعريفات التفكير الناقد واختلاف الفلاسفة والباحثين في الاتفاق عليه، ظهر العديد من التصنيفات لمهاراته بحسب كل عالم وميوله وثقافته، وفيما يلي جزء من هذه التصنيفات:[4][5]

تصنيف واطـسون وجليسر

ويعد من أشهر هذه التصنيفات، وقد قسّما هذه المهارات إلى خمس مهارات وهي، التعرف على الافتراضات والذي يدعو إلى التمييز بين الحقيقة والرأي، التفسير، الاستنباط، الاستنتاج، وتقويم الحجـج وهي القدرة على طرح الفكرة ومن ثمّ قبولها أو رفضها.

تصنيف نيدير

وقد قدّم نيدير اثنتي عشرة مهارة للتفكير الناقد، والتي تتلخّص بما يلي:

• القدرة على تحديد المشكلات.
• تمييز أوجه الشبه وأوجه الاختلاف.
• تحديد المعلومات المتعلقة بالموضوع.
• صياغة الأسئلة التي تسهم في فهم أعمق للمشكلة.
• القدرة على تقديم معيار للحكم على نوعية الملاحظات والاستنتاجات.
• القدرة على تحديد ما إذا كانت العبارات مرتبطة معًا ومع السياق العام.
• القدرة على تحديد القضايا البديهية، والأفكار التي لم تظهـر بـصراحة فـي
  البرهان والدليل.
• تمييز الصيغ المتكررة.
• مهارة القدرة على تحديد مصداقية المصادر.
• تمييز الاتجاهات والتصورات المختلفة لوضع معين.
• تحديد قدرة البيانات وكفايتها ونوعيتها في معالجة الموضوع.
• مهارة التنبؤ بالنتائج الممكنة أو المحتملة، من موقف أو مجموعة من المواقف.

تصنيف فاشيون

بحسب ما يعتقد فاشيون، فإنّ للتفكير الناقد ست مهارات وهي كالآتي:

• التفسير، ويشمل التـصنيف، واسـتخراج المعنى وتوضيحه.
• التحليل، ويشمل فحص الأفكار، وتحديد وتحليل الحجج.
• التقويم، ويضّم تقدير الادعـاءات، وتقيـيم الحجج.
• الاستنتاج، ومن مهاراته الفرعية، البحـث عـن البـدائل والوصول إليها وإلى الاستنتاجات.
• الشرح، ويشتمل على إقرار النتائج، تبرير الإجراءات، وتقديم الحجج.
• التنظيم الذاتي، ويضّم فحص وتصحيح الـذات.

خصائص المفكر

بناءً على ما يراه نيكرسون وريموند، فإنّ هناك عدد من الخصائص التي يجب أن يتمتع بها المفكّر الناقد، والتي يجب أن يتبعها أثناء التفكير وأن تتمثّل في سلوكياته، وهذه الخصائص هي:[4]

• يستخدم الأدلة بكفاءة مرتفعة.
• ينظّم أفكاره ويصرّح بها بشكل متماسك.
• القدرة على التعلُّم الذاتي.
• يؤجّل إصدار الحكم في غياب الأدلة الكافية لدعم أي قرار.
• يفهم الفرق بين الاستدلال والتبرير.
• التنبُّؤ بالنتائج المحتملة.
• تطبيق تكنيكات لحل المشكلات في المجالات الجديدة.
• القدرة على إدراك أوجُه التشابه والاختلاف التي لا تبدو ظاهرة.
• يفهم الفرق بين النتيجة التي قد تكون حقيقة، والنتيجة التي يجب أن تكون حقيقة، ويميز بين الاستنتاجات المنطقية وغير المنطقية.
• محاولة فهم كافة الافتراضات المتاحة، والموضوعية في الآراء.

اقرأ أيضًا: مادة التفكير الناقد من يدرسها

التفكير الناقد والإبتكار

قام تورانس بتعريف الإبتكار على أنّه القدرة على الإحساس بالثغرات والمشاكل في المعلومات، والقدرة على صياغة الفرضيات والأفكار واختبارها وتعديلها، ومن ثمّ التوصُّل إلى النتائج، وبذلك فإنّ الإبتكار يقوم بالتركيز على توليد الأفكار والبدائل دون إخضاعها لمعايير معينة، بينما يتضمن التفكير الناقد توليد الافتراضات والحجج ومن ثمّ اتخاذ القرار، وفيما يلي أوجه المقارنة الأخرى بين التفكير الناقد والإبتكار:[5]

التفكير الناقد وحل المشكلات

يُعدّ التفكير الناقد من الحلول المُثلى في اتخاذ القرارات وحل المشكلات في المجالات المختلفة، إذ يُقدّم حلول مدروسة ومناسبة بفترة زمنية معقولة، وتكم أهمية التفكير الناقد في التعامل مع المشكلات بما يلي:

• يساعد في الوصول إلى حلول للمشاكل بسرعة وسهولة.
• يؤدي إلى انتقاء القرارات السليمة.
• يساعد على جعل الفرد أكثر وضوحًا في حل المشاكل.
• يؤدي إلى عدم الوقوع في الأخطاء نفسها.
• تطبيق الحوار والتعاون للتوصُّل لحلول مناسبة.

شاهد أيضًا: هل يجب ان يخشى المفكر الناقد الفشل

استراتيجيات التفكير الناقد

هناك العديد من استراتيجيات التفكير الناقد، ويرجع سبب تعددها إلى اختلافها في طريقة تنمية مهارات التفكير الناقد لدى المُفكّر، وفيما يلي بعض هذه الاستراتيجيات:[5]

استراتيجية ماري ماكفرلاند

وتنقسم إلى استراتيجيتين، استراتيجية الدفاع عن وجهة النظر، واستراتيجية الكلمات المترابطة، وتمّ تقديم هاتين الاستراتيجيتين على أساس أنّ لكل استراتيجية هدف ووصف لخطوات تنفيذها، وملاحظات وإجراءات عنها، بالإضافة إلى علاقتها بمهارات التفكير الناقد في تمييز البيانات ذات العلاقة عن غيرها.

استراتيجية أوريلي

وتُعرّف هذه الاستراتيجية بأنّ أول خطوة لجعل الفرد مفكّرًا ناقدًا، هي أن يراوده الشك فيما يسمع ويقرأ، وهذا بالطبع يتطلب مهارة في التفكير الناقد، ولذلك يجب عليه تعلُّم خطوات المهارات، وإرشاده في بداياته في استخدام التفكير الناقد أولًا بأول.

استراتيجية مونورو وسلاتر

تعتمد هذه الاستراتيجية على مهارة التمييز بين الرأي والحقيقة، حتى يتم توضيح الخطوات التي يجب على المفكّر الاستدلال بها عندما يتم التخطيط لتعلُّم التفكير الناقد، وتقوم هذه الاستراتيجية على ثمانية خطوات لتعليم الطلاب مهارات التفكير الناقد، والمفاهيم التي تتعلق بها.

تحميل كتاب التفكير الناقد وحل المشكلات pdf

لتحميل كتاب التفكير النقدي وحل المشكلات (الطبعة الثانية) بصيغة pdf للمؤلفين جون بتروورث وجيف ثويتس “من هنا“.

يجب على المفكر أن يقوم بتحديد المشكلة وتحليلها بشكل جيد وربطها بمعلومات من مصادر موثوقة، وبهذا ننهي هذا المقال الذي تحدثنا من خلاله حول شروط التفكير الناقد، ومفهومه وأهميته، بالإضافة إلى مهارات وخصائص التفكير الناقد.