منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه

منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه عند القيام بهذه المنقصات، فالإيمان مما يزيد وينقص؛ وهذا يعتمد على قيام العبد المسلم على طاعاته أو الإتيان بالمعاصي، فكلما زادت عبادة العبد المسلم كلما زاد إيمانه في قلبه وأدى ذلك بجوارحه، وكلما قام بالمعاصي كلما نقص الإيمان من قلبه وجوارحه، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على مفهوم الإيمان، وما هي منقصات الإيمان، ونجيب على منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه، وما الفرق بين منقصات ونواقض الإيمان في هذا المقال.

مفهوم الإيمان

إنَّ الإيمان جاء في اللغة على وزن أفعال، وهو من الأمن؛ وقد جاء كتعريف بمعنى التصديق والإقرار، وقد قال الراغب: إن الأساس في الإيمان جاء من الأمن الذي هو طمأنينة النفس وذهاب الخوف، حيث قال تعالى: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ[1] وقال أيضًا سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ[2] وأما الإيمان اصطلاحًا فهو من التصديق الجازم والاعتقاد الكامل بوجود الله -عز وجل- مع الإقرار بأقسام التوحيد الثلاثة من الربوبية والألوهية، والأسماء والصفات، والتصديق بنزول الرسل والأنبياء والكتب السماوية، ووجود الملائكة، مع اقتران ذلك بالقول باللسان والعمل بالجوارح واعتقاد كامل بالقلب، فهذه الثلاثة أمور يجب أن تكون سويًا حتى يكتمل إيمان العبد المسلم؛ وقد ذكر ابن عثيمين في ذلك: [3]

الإيمانُ في اللُّغةِ بمعنى التصديقِ، لكِنَّه إذا قُرِنَ بالباءِ صار تصديقًا متضَمِّنًا للطُّمَأنينةِ والثَّباتِ والقَرارِ، فليس مجرَّدَ تصديقٍ، ولو كان تصديقًا مُطلقًا لكان يُقالُ: آمَنَه، أي: صَدَّقه، لكِنْ «آمن به» مُضَمَّنةٌ معنى الطُّمأنينةِ والاستقرارِ لهذا الشَّيءِ، وإذا عُدِّيَت باللَّامِ، مِثلُ: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت: 26] فمعناه أنَّها تضَمَّنت معنى الاستسلامِ والانقيادِ.

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان

ما هي منقصات الإيمان

إنَّ الإيمان كما ذكرنا قد يزيد وينقص وهذا بالاعتماد على صدق العبد بالطاعة والعبادة، وحضور القلب في ذلك، فهذه المسألة مما جاء به الكصير من التفصيلات بين العلماء، ومنقصات الإيمان ما هي إلا أفعال وأقوال تنقص من إيمان العبد، وهي على النحو الآتي:

  • الشرك الأصغر: وهو مما نهى عنه الشرع الإسلامي؛ حيث قال رسول الله: “أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر – فسئل عنه فقال: الرياء“.[4]
  • الكفر الأصغر: كبائر الذنوب والمعاصي والتي لا تخرج صاحبها من الملة.
  • النفاق الأصغر: وهو النفاق عند القيام بالأعمال والعبادات، بالقيام بها مع عدم الإيمان بها.
  • البدع: الإتيان بعبادة أو طاعة لم ترد في الكتاب والسنة، هذا مما حذر منه رسول الله حيث قال: “كلُّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النارِ“.[5]
  • الذنوب والمعاصي: هي فعل المنكرات وصغائر الذنوب من تقصير في العبادات والطاعات، والتي يأثم بها العبد المسلم.

شاهد أيضًا: من امثلة شعب الايمان المتعلقة بالقلب

منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه

لقد ذكرنا فيما سبق أن منقصات الإيمان هي القيام بأعمال وأقوال تنقص من إيمان العبد ولكن لا تخرجه من الملًة، بل هي تجعل من العبد عدم خشوع في القلب وقيام بالجوارح للطاعات بصدق واعتقال جازم، ولهذا فإن عبارة منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه هي:

  • الإجابة: عبارة صحيحة.

شاهد أيضًا: ما هي أركان الإيمان

الفرق بين منقصات الإيمان ونواقض الإيمان

إنَّ الفرق بين منقصات الإيمان ونواقض الإيمان؛ مما ذكره العلماء في كتب التوحيد، ولهذا فإن المنقصات هي التي تنقص الإيمان ولا تبطله، وأما نواقض الإيمان فهي الأعمال والأقوال التي تبطل إيمان العبد في الحياة الدنيا، وبالتالي خسران الآخرة، وسنذكر بعضًا منها كما يأتي:[6]

  • الشرك الأكبر.
  • النفاق الأكبر.
  • إنكار معلوم بالدين بالضرورة.
  • الاستهزاء والاستخفاف بالدين الإسلامي ومما جاء به.
  • تكذيب الأنبياء والرسل، وادعاء النبوة.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه، وتعرفنا على صحة العبارة الآتية، وتعرفنا على معنى الإيمان، ومن ثم تطرقنا للتعرف على منقصات الإيمان، وما الفرق بين منقصان الإيمان ونواقض الإيمان في الشرع الإسلامي.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 61
  2. سورة يوسف , الآية 17
  3. dorar.net , تعريف الإيمان , 05/10/2021
  4. شرح كتاب التوحيد لابن باز , ابن باز، محمود بن لبيد الأنصاري، 59، جيد
  5. مجموع فتاوى ابن عثيمين , ابن عثيمين، 310/2، صحيح
  6. www.alukah.net , نواقض الايمان , 05/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *