حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم
جدول المحتويات
حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم والأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق هوما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، فالطّلاق هو أبغض عند الله تعالى من بين الأمور الّتي حللها للإنسان، رغم أنّ الطلاق حلال، لكنّ آثاره عظيمة ًوبغيضة وسلبيّة، وموقع المرجع سيعرّفنا على حكم الطلاق لعدم التفاهم بين الزوجين، والأسباب الّتي تحلّل الطلاق للزوجين، كذلك سنتعرّف على شروط صحة الطلاق.
حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم
إنّ أبغض الحلال إلى الله هو الطلاق، فهو مباح في حال عدم التفاهم إلا أنّ أهل العلم قالوا أنه آخر الحلول، فالطلاق إذا كان لحاجة فهو مباح، وقد قال ابن قدامة رحمه الله: “مباح، وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة، وسوء عشرتها، والتضرر بها من غير حصول الغرض بها” ولكن من المهم للرجل والمرأة التريث قبل اتّخاذ القرار، وعدم التّعجل من الرجل في الطلاق، وعلى الرجل والمرأة أن يغضّا الطرف عن الأخطاء والزلات ويصفحا ويعفوا عن التقصير، والنظر دومًا إلى الجانب المضيء، وأن يحرصا على سدّ أبواب الفتنة والخلاف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ”.[1] ويمكن للرجل والمرأة تقريب الحلول وتوسيط أهل الحلّ والعقد من العائلتين للتقريب بينهما قبل الوصول للطلاق.[2]
حكم المرأة التي تطلب الطلاق من أجل رجل آخر
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها لأجل رجلٍ آخر، وهذا الأمر رجسٌ من عمل الشيطان، فرغبة المرأة بالزواج برجل آخر غير زوجها من أكبر المحرمات، وهو أمرٌ غير جائز، ولو وجد من ترغب بالزواج منه فهي ارتكبت المعصية بهذه الرغبة، وارتكبت المعصية بخيانة زوجها، وارتكبت المعصية بحديثها مع الفاجر الذي يعدها بالزواج بعد طلاقها، وهو ذئبٌ من ذئاب البشر، فلا هي حفظت حقّ الله ولا حق زوجها، ولم تحفظ تربية أهلها لها، ولم تحفظ حرمة الزواج وعقد الزواج الذي بينها وبين زوجها، فلا يجوز لامرأةٍ أن تطلب الطلاق لأجل هذا الأمر أبدًا والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق
هل طلاق المرأة بدون سبب حرام
ببيان حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم فإنّ من الجدير بالذكر أنّ الرجل لا يجوز له طلاق المرأة بغير سبب، وقد اختلف أهل العلم في حكم أهل المسألة، فقال بضعهم أنّه يكره الطلاق بغير سبب، وآخرين قالوا يحرم الطلاق بغير سبب، فطلاق المرأة إضرارٌ بها، وليس للرجل أن يفعل ذلك إلا لسبب معقول شرعًا، ففي الطلاق كفران للنعمة، والنكاح نعمة من نعم الله على عباده، ومن الجدير بالذكر أن الشرع لا يطالب الزوج ببيان السبب لكنه بينه وبين نفسه لا بدّ أن يكون عادلًا حكيمًا، فأمر الطلاق أمراً عظيماً لا ينبغي للمسلم أن يتساهل به وأن يقدم عليه إلا لأمرٍ مشروع، ومن استخف بأمر الطلاق فقد أساء للإسلام ولنفسه، وعلى الرجل أن يراقب نفسه ويحاسبها قبل أن يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى والله ورسوله أعلم.[4]
حكم طلب الطلاق من دون سبب
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق بغير سبب ولا عذر، فقد ورد عن ثوبان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”.[5] وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنّ المختلعات هنّ المنافقات، وقد عرّف أهل العلم البأس أنّه الشدة والمشقة وسوء عشرة الزوج ودمامته، أو بغضها لزوجها، فطلب المرأة للطلاق أو الخلق من غير عذرٍ شرعي، هو منع تحريم، وقيل منع كراهة، وقد ذكر ابن قدامة قال: “ولو خالعته لغير ما ذكرنا: كُرِهَ لها ذلك، ووقع الخلع” ولا يكون الخلق صحيحًا إلا في حالة بغضها لها، فلا يجوز لها طلب الطلاق لغير حاجة، وذلك لما في ذلك من أضرار بنفسها وبزوجها وإزالة مصالح النكاح من غير حاجة والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: متى يكون الطلاق واجب
متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق
بعد بيان حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم، فإنّ من المهم بيان متى يباح للمرأة أن تطلب الطلاق، وقد ذكر أهل العلم أنّه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق بغير سبب، ومن الأسباب التي تبيح للمرأة طلب الطلاق ما يأتي:[7]
- إضرار الزوج بها: وذلك يكون بغير حق، ولو كان الضرر ماديًا أو معنويًا، كأن يهجرها بلا موجب شرعي، وضربها من غير سبب وسب أهلها، وأن يطأها في دبرها.
- فقد الزوج: فلا تدري عنه الزوجة أهو حي أم ميت، ولا يعلم مكانه، ويمضي على ذلك زمان، وفصل في ذلك أهل العلم ووضعوا له شروط وضوابط.
- العيب الجسدي: فإن كان الزوج به عيب جسدياً لم تعلم به الزوجة قبل الزواج ولم ترض عنه بعد الزواج كالجب كاملُا أو بعضًا، والعنّة، والجذام والبرص ونحو ذلك.
- فسق الزوج: فلو كان الرجل فاسقًا عاصيًا مجاهرًا بالمعصية لا يسمع لنصحٍ ولا توجيه، جاز للمرأة أن تطلب الطلاق منه.
- كره الزوجة لزوجها: فلو وجد الزوجة في نفسها نفرةً شديدة منه ولم تعرف سبب ذلك فهي معذورة في طلب الطلاق، بل يستحب لزوجها تطليقها لما يرى منها عدم التحمل معه.
- حرمان الزوجة من أهلها مطلقًا: وبالتّحديد والداها فلا يجوز له منعها منهما.
شروط صحة الطلاق
قبل اختتام حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم، فمن المهم للمسلم أن يعلم أنّ للطلاق شروطاً لا بدّ من تحقيقها ليكون الطلاق صحيحًا، وهي شروطٌ تتعلق بالمطلق وأخرى بالمطلقة، وأخرى بصيغة الطلاق.
شروط الطلاق المرتبطة بالمطلق
حيث ذكر أهل العلم عديد الأمور التي لا بدّ من توافرها في المطلق ليصح طلاقه وهي:[8]
- أن يكون زوجًا بينه وبين المطلقة زواجًا صحيحًا.
- أن يكون بالغًا فلا يقع طلاق الصغير بقول جمهور أهل العلم.
- أن يكون عاقلًا فقد ذهب أهل العلم إلى أنّ طلاق المجنون أو المعتوه لا يقع واختلفوا في طلاق السكران.
- القصد والاختيار فلا يكون مجبرًا على الطلاق.
شروط الطلاق المتعلقة بالمطلقة
من المهم أن تتحقق عديد الأمور في المطلقة ليقع الطلاق عليها، ومن تلك الشروط:[8]
- قيام الزوجية حقيقةً أو حكمًا على خلاف بعض الصور والحالات الداخلة تحت الشرط.
- تعيين المطلقة بالإشارة وبالصفة أو بالنية وهو شرطٌ اتفق عليه أهل العلم.
شروط الطلاق المتعلقة بلفظ الطلاق
ولفظ الطلاق هو صيغته، وهو اللفظ الذي يتم التعبير به عنه، لفظًا أو كتابة، وشروطه هي:[8]
- القطع أو الظن بحصول اللفظ وفهمه، فيجتمع عند الرجل اللفظ مع فهم اللفظ.
- نية وقوع الطلاق باللفظ، وهذا يخص الكنايات من الألفاظ من غير الصريح.
شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق على الحامل
بهذا نختتم مقال حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم، والذي بيّن حكم الطلاق من غير سبب، وحكم المرأة التي تطلب الطلاق من أجل رجلٍ آخر، ومتى يحلّ للمرأة طلب الطلاق وبيّن شروط الطلاق.
المراجع
- صحيح مسلم , مسلم/ أبو هريرة/ 1469/صحيح
- islamweb.net , حكم تطليق الزوجة لعدم الشعور بالسعادة معها , 21/03/2022
- islamweb.net , ما حكم الشرع في طلب الطلاق رغبة في الزواج من رجل آخر؟ , 21/03/2022
- aliftaa.jo , تحذير الزوج من الطلاق لغير سبب , 21/03/2022
- صحيح أبي داود , الألباني/ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم/ 2226/ صحيح
- islamqa.info , هل ورد وعيد للزوج إذا طلق بلا سبب كما في حال الزوجة ؟ , 21/03/2022
- islamweb.net , الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق , 21/03/2022
- islamweb.net , شروط صحة الطلاق من حيث المطلِق والمطلقة والصيغة , 21/03/2022
التعليقات