هل يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية؟

هل يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية؟ بالتزامن مع اقتراب حلول رأس السنة الهجرية، والذي يتوافق مع اليوم الأول من شهر محرّم وانتهاء شهر ذي الحجة من كل عام يستعد الكثير من المسلمين إلى استقبال هذه المناسبة المميزة بحفاوة وترحيب، باعتبارها ذكرى هجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لذا يهتم موقع المرجع بالإجابة على السؤال المطروح هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟، وما حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية.

هل يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية؟

جاء في رأي بعض علماء الدين والفقه الإسلامي بأنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية جائز ولا حرج فيه، لذا فإنّ الكثير من المسلمين يحتفلون برأس السنة الهجرية كما يحتفلون بغيرها من المناسبات الدينية الأخرى كالإسراء والمعراج، والمولد النبوي الشريف، وبما أنّ الاحتفال لا يحتوي على أي من المأكولات أو المشروبات أو الأمور الأخرى المخالفة للشريعة الإسلامية، وإنّما هو إظهار للفرحة والسرور فلا بأس فيه، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[1].

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟

اختلف العلماء في جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية، حيث رأى البعض منهم أنّ هذا الاحتفال جائز ولا حرج فيه، ومنهم من رأى أنّه حرام وغير جائز ولكلّ منهم أدلّته التي اعتمدوا بها على أقوالهم وآرائهم وهي كما يلي:

  • القول الأول: إنّ الاحْتفال برأسِ السّنة الهجريّة من الأمور المحدثة والبدع التي لا يجوز إظهارها والاحتفالُ بها، لأنّه سبب حصل في عهد السّلف ولم يحتفلوا به، ولو كان في ذلك خير لسبقونا إليه، ولا يجوز للمسلم الاحتفال سوى بالأعياد المشروعة في الإسلام وهي عيد الفطر والأضحى.[2]
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّه لا يتوجب على المسلم الابتداء بالتهنئة برأس السنة الهجرية، وإنّما لو ابتدأه الناس بالتهنئة فلا بأس بأن يردّ عليه بأفضل منها كما جاء في المذهب الحنبلي، ولكن لم يثبت إباحة الاحتفال بهذا اليوم، وإنّما جواز رد التهنئة على من يبادر بذلك.[3]

حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية إسلام ويب

يُعتبر الاحتفَال برأسِ السَّنة الهجريَّة من الأمور المحدثة والبدع، وقد أنكر شيخ الإسلام الاحتفال بها، لأنها ليست من الأعياد المشروعة للمسلمين، وهما يوم الأضحى ويوم الفطر، وباعتباره حدث حصل في عهد السلف الصالح والخلفاء الراشدين، ولم يحتفلوا به وهم أسبق إلى ذلك لو كان الأمر به خيرًا، فإنّ حكم الاحتفال به غير جائز سواءً بالموائد والزينة أو بتبادل التهنئات وتقديم المعايدات فيه.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم صيام رأس السنة الهجرية

لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم

سميت السنة الهجرية بهذا الاسم نسبة إلى هجرة الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- من دياره في مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة المنورة)، وقد اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) هذه الحادثة وتفريق الحق عن الباطل بداية للتاريخ الإسلامي، بعد أن تناقش مع الصحابة الكرام واعتمدوا هذه المناسبة بداية للتقويم الإسلامي، إضافة إلى اعتماد شهر محرّم الشهر الأول لهذه السنة الهجرية.[5]

متى بدأت السنة الهجرية

اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- السنة الهجرية كتاريخ إسلامي في العام السابع عشر من هجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن أرسل له أبو موسى الأشعري كتابًا يقول فيه: أنّ الكتاب الذي يرسله أمير المؤمنين يذكر فيه الشهر، ولا يذكر لهذا الشهر تاريخ سنوي، فاجتمع أمير المؤمنين مع الصحابة، واتفقوا على أن تكون ذكرى هجرة رسول الله هي التاريخ الإسلامي للمسلمين، وذلك في عام 622 ميلادي.

شاهد أيضًا: متى إجازة راس السنة الهجرية

حكم التهنئة بالسنة الهجرية ابن باز

قال فضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- أنّ التهنئة بالعام الجديد لا علم له بأصل عنها من السلف الصالح، ولا كذلك من الكتاب أو السنة الشريفة؛ مما يدل على مشروعيتها، ولكن من بادر بتقديم التهنئة أو قول “كل عام وأنت بخير” فلا مانع من الرد عليه بقول وأنت بخير إن شاء الله، أمّا بالنّسبة للمبادرة بتقديم التهنئة، فلم يرد عن السلف الصالح أي دليل يؤكد على مشروعيتها أو ضرورة العمل بها، والله أعلم.[6]

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا من خلال فقراته عن هل يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية؟ ومن ثم تنقلنا في الحديث عن هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية، وحكم التهنئة بالسنة الهجرية لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *