دعاء الخروج من المجلس
جدول المحتويات
دعاء الخروج من المجلس وما يقال في المجلس، فعلى المسلم أن يحرص على متابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأذكار والأدعية التي ثبتت عنه -عليه السلام- لكي يتقرب بها إلى الله تعالى، وفي هذا المقال سنذكر دعاء الخروج من المجلس وسنوضح ما يقال في المجلس، كما سنذكر الآداب والأحكام التي تتعلق بالمجالس، وسنبين أنواع الجلساء ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأدعية والمعلومات والأحكام الشرعية التي تنفع الفرد المسلم في شتى جوانب حياته.
ما يقال في المجلس
ورد عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يردد دعاء في المجلس ويستحب للمسلم أن يواظب على قوله وهو:
“رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ” وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يعده في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم.
دعاء الخروج من المجلس
إن دعاء الخروج من المجلس هو “سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك” فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً قط، ولا تلا قرآناً، ولا صلى صلاة إلا ختم ذلك بكلمات قالت: فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس “مجلساً” ولا تتلو قرآنا، ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهؤلاء الكلمات؟ قال:”نعم من قال خيراً خُتم له طابع على ذلك الخير ومن قال شراً كن له كفارة، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”.[1]
شاهد أيضًا: دعاء الخروج من المنزل وأفضل ما يقال عند الخروج من المنزل ودخوله
كفارة المجلس
ورد في السنة المطهرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء كفارة المجلس وهذا الدعاء هو:
“سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”
هل دعاء كفارة المجلس يكفر الغيبة والنميمة
إن كفارة المجلس لا تكفر الغيبة أو النميمة لأن الغيبة هي حق لمن تمت استغابته، ولهذا لابد لصاحب الغيبة أن يتحلل من صاحبها وأن يطلب منه الصفح والعفو فإن لم يتيسر له ذلك فعليه أن يدعو لمن استغابه أو أن يذكر محاسنه التي يعرفها عنه في المواضع التي اغتابه فيها، وعليه أن يندم على فعله هذا وأن يتوب إلى الله -تعالى- وأن يستغفر ويعزم ألا يعود إلى مثله.
حُكم الدعاء بكفّارة المجلس وفضله
إن حكم قول كفارة المجلس مندوب وذلك لفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحرصه على التلفظ به بعد نهاية كل مجلس، وكان السلف الصالح يواظبون على هذا الذكر المبارك، فهو من الأمور المُستحَبّة؛ وبين النبي -عليه السلام- فضائل كفارة المجلس وهي: أنه إن كان كلام الجالس في هذا المجلس حسن فسيزيده الله من فضله احسانًا، وإن كان في كلامه إثم وسيئات فإن هذا الدعاء يكون كفارة له على صغائر ذنوبه، وأما الكبائر فتحتاج إلى توبة صادقة من الله تعالى.
شاهد أيضًا: دعاء الدخول والخروج من المسجد
فضل ذكر الله في المجالس
شرع الإسلام ما ينظم المجالس وحذر من الغيبة والنميمة وإضاعة الوقت فيها بغير نفع، كما حث الإسلام على ذكر الله في المجالس وتلاوة القرآن، ورغب بذلك، فقد أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-أن أصحاب مجالس الذكر يُذكَرون في الملأ الأعلى؛ وذلك لما روي عنه -عليه السلام-:”إن لله ملائكة سيارةً فضلاً يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا”،[2] حتى قوله -عليه السلام- فيما يرويه عن الله -تعالى-: “فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، فيقولون: رب فيهم فلان، عبد خطّاء، إنما مرّ فجلس معهم، فيقول: وله غفرت؛ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”.[2]
آداب المجلس
ينبغي للمسلم أن يتخلق بالأخلاق الحسنة وأن يلتزم بآداب المجلس، وفيما يلي بعضًا من هذه الآداب:
- مصاحبة الجليس الصالح: فعلى المسلم اختيار الجليس الصالح، وكذلك اختيار المجالس التي يُذكَر فيها الله -تعالى- وذلك لقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: “لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ”.[3]
- اختيار المجالس الواسعة: على المسلم أن يختار المجالس الواسعة، وأن يفسح للأخرين وأن يوسع عليهم في جلوسهم وهذه أحد الآداب التي أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
- احترام الكبير: فعلى المسلم أن يوقر العلماء والكبار في السن وأن يوسع لهم في المجالس.
- عدم تضيع الوقت في المجالس: فعلى الانسان أن يقدر هذا الوقت وأن لا يضيعه في الأمور التافهة بل عليه أن يستغله بالأمور النافعة.
- الاستئذان عند الجلوس بين شخصين: فمن جاء ليجلس بين شخصين فعليه أن يستأذن منهما.
- احترام مكان الجلوس: فعلى المسلم أن يحترم مكان الجلوس فلا يطلب من غيره أن يقوم ليجلس مكانه، وإذا قام أحد من مكانه ثم عاد إليه فهو أحق في الجلوس فيه، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن قامَ مِن مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِ، فَهو أحَقُّ بهِ”.[4]
- اختيار المكان المناسب للجلوس: فمن غير المحبب الجلوس في الطرقات ومن جلس في الطريق فعله أن يتأدب بآداب الجلوس من رد السلام، وغض البصر.
- الانصات للمتحدث: فعلى المستمع أن يستمع بإنصات إلى المتحدث وأن ينظر إليه، وأن يحسن عند الرد عليه.
- عدم النوم في المجلس: فمن غير المحبب للمسلم أن ينام في مجلس فيه الناس مستيقظين، ففي ذلك احتمال لكَشف عورته، لأن الانسان يكون فاقد للإدراك في نومه وقد يصدر منه أمر يكره حصوله.
شاهد أيضًا: دعاء دخول السوق
محرمات المجالس
هناك العديد من المحرمات التي يجب على المسلم أن يتجنبها في المجالس، ومنها ما يلي:
- الجلوس بشكل غير مناسب: بأن يجلس بشكل فيه محظور شرعي، أو فيه كشف للعورة، ومن الجلسات المكروهة: الاتكاء على اليد اليسرى خلف الظهر، والاستلقاء على الأرض ووضع رجل على الأخرى، وسبب ذلك احتمال انكشاف العورة.
- عدم حفظ الجوارح: كالنظر، أو الاستماع إلى ما لا يحل، أو الغيبة، والنميمة، أو الاستهزاء بالآخرين.
- الجلوس في مجالس الغفلة: لقوله -تعالى-: “وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ”.[5]
- إيذاء الناس في المجالس: من الأقوال أو الأفعال أو المزاح معهم بشكل مؤذي.
- التلفظ بالألفاظ السيئة: كالسب أو الشتم أو التلفظ بالألفاظ الخارجة عن الحياء.
- التحلّي بالأخلاق السيئة في المجالس: كالعبوس والفظاظة في الكلام وسرعة الغضب وعدم التحلي بآداب الحوار وكثرة الضحك، وعدم خفض الصوت؛ فقد قال الله -تعالى-: “وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”.[6]
- افشاء أسرار المجلس: فيحرم افشاء اسرار المجالس، لإن الكلام الذي يقال في المجالس أمانة، فلابد للمسلم أن يحترم هذه الأمانة وحفظها.
- التجسس على الآخرين: فيحرم التجسس على الآخرين في المجالس.
مستحبات المجالس
هناك العديد من المستحبات التي تسن في المجالس، ومنها ما يلي:
- الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى.
- قول دعاء كفارة المجلس وهو “سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك” عند انتهاء المجلس.
- افشاء السلام على مَن في المجلس، عند الدخول، والخروج.
- البشاشة والابتسام في المجالس.
شاهد أيضًا: دعاء لبس الثوب الجديد
أنواع الجلساء
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”،[7] فبيّن الحديث الشريف أنّ هناك نوعَين من الناس الذين يمكن أن يُجالسهم الانسان، وهما على التفصيل الآتي:
- الجليس الصالح: وهو من كان عنده دين وكان حسن الأخلاق فينبغي للمسلم أن يحرص على صحبته فالأخلاق الحسنة تؤثر في الجليس، والإنسان مجبول على التأثر بالناس، وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك أو الطّيب، إما أن يعطيَ غيره مسكا أو طِيبا على سبيل الهدية أو أن يبيعه هذا المسك والطيب، أو أن يجد منه ريحا طيبة، وكذلك الجليس الصالح.
- الجليس السوء: وهو من كان سيء الاخلاق والدين، فينبغي للمسلم أن يحرص على الابتعاد عن مجالسته وقد شببه الرسول بنافخ الكير، ونافخ الكير هو الحداد والكير هو زق أو جلد غليظ ذو حافات، ويقوم الحداد بالنفخ فيه أثناء الصهر وهذا الكير يقوم بطرد الشوائب من الحديد عند النفخ، ويحدث أن تصيب هذه الصهارة من كان بمحيطه فيؤدي ذلك إلى أن يحترق ثوب من كان بجانبه، أو قد يؤدي ذلك إلى إيذاء من كان بجانبه من ريح الخبث التي تخرج من الحديد والكير، لذا شبه الرسول رفيق السوء بنافخ الكير الذى يصيب من حوله بالأذى.
شاهد أيضًا: فضل دعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ذكرنا في هذا المقال دعاء الخروج من المجلس ووضحنا ما يقال في المجلس، كما ذكر الآداب والأحكام التي تتعلق بالمجالس فعلى المسلم أن يحافظ على أسرار المجالس، و أن يحترم الكبير في السن ويوقره، وان يفسح ويوسع المكان في المجالس وان يفشي السلام وبينا أنواع الجلساء وهم الجليس الصالح والجليس السوء.
المراجع
- الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 1619 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2689 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- الراوي : أبو سعيد الخدري وأبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2700 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2179 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- سورة النساء - الآية 140
- سورة لقمان - الآية 19
- لراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2628 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التعليقات