هل الضبع يتحول من ذكر الى انثى

هل الضبع يتحول من ذكر الى انثى فدائما ما اختلف تفكير الناس من حيث تفسيرهم للمحيط الذي يعيشونه، بكل ما يملكه هذا المحيط من مكونات حيوية أو غير حيوية، ويعتمد الفكر القديم على فهم الإنسان للبيئة وما يدور فيها، حيث كانوا يفسرونها كما يرونها، دون معرفة السبب الذي يؤدي إلى وجود الأشياء أو عدم وجودها، والغريب في الأمر، أن الإنسان بقي يفسر الأشياء حسب مفهومها القديم بالرغم من التفسير الحديث لها، ومن بين هذه الأمور، مجموعة من الخرافات التي تدور حول حيوان الضبع، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذا الحيوان وجميع الخرافات التي تدور حوله ونفسرها، كما سنتعرف على كل ما يخص حياة هذا الكائن الحي من حيث تكاثره وولادته وغيرها. 

هل الضبع يتحول من ذكر الى انثى

الضبع لا يمكن أن يتحول من ذكر الى أنثى من حيث البنية البيولوجية لجسمه، وهذا اعتقاد خاطئ للغاية، حيث أنه تعتبر الضباع من الحيوانات التي تظهر بعض التطور البيولوجي المختلف أحياناً في بنية جسمها، وهذا ما جعل الكثير من الأساطير تدور حولها، ومن بين ما جعل أسطورة أن الضبع يتحول من ذكر إلى أنثى، أنه اتضح أن إناث الضباع لديها بظر متضخم للغاية، ويبلغ طوله نصف قدم، أي ما يعادل 17 سم تقريباً، والذي يشبه القضيب الذكري إلى حد بعيد، أما أسفل القضيب، يتم دمج شفرتي كتلة البظر، لتشكيل كيس الصفن الذي يحتوي على الدهون والأنسجة الضامة التي تشبه الخصيتين، وتمتد القناة البولية التناسلية على طول البظر، وبدلاً من التبول من الأسفل، يمكن لأنثى هذا أن يتبول مع العضو مما يجعله يبدو كقضيب حقيقي، كما ويحتوي القضيب الأنثوي على أنسجة الانتصاب، وهو الجسم الإسفنجي، والتي تسمح له بالانتصاب مثل تلك الموجودة في القضيب الذكري من نفس النوع، ولذلك ظهرت هذه الخرافة شبه مؤكدة لدى الناس بالرغم من عدم صحتها، لا بيولوجياً ولا منطقياً.[1]

شاهد أيضًا: لماذا الخنزير لا ينظر للسماء

لماذا تمتلك أنثى الضبع الأعضاء التي تجعلها تشبه الذكور

يرجع سبب ذلك إلى أن إناث الضباع، وخاصة الضباع المرقطة، أن لها تسلسل هرمي مهيمن، والقضيب المنتصب هو إشارة للخضوع، فعندما تتفاعل اثنتين من الإناث مع بعضهما البعض في صراع من أجل الهيمنة، فإن الشخص الذي يريد التراجع يشير إلى ذلك عن طريق نصب قضيبها، ولا أحد يعرف لماذا طورت إناث الضباع طريقة الإشارة هذه، وفي سبب آخر بشرحه علماء الأحياء، أن الانتصاب هو أيضاً خاص في حفل الاجتماع، فعندما تستقبل الحيوانات بعد انفصالها، تقترب الحيوانات من بعضها البعض وتقف جنبًا إلى جنب من رأسها إلى ذيلها، ويرفع أحدها أو كليهما ساقها الخلفية، وذلك للسماح بفحص قضيبه المنتصب، وعندما يُظهر عضو واحد فقط منهما الترحيب عبر الانتصاب، فهي عادة ما تكون تابعة وجاهزة للتزاوج، والجدير بالذكر أن هذا العضو الزائف هام وضروري وليس عضو زائد، فهو عضو للتكاثر والولادة في نفس الوقت.[1]

التكاثر عند الضبع

من حيث التكاثر والتزاوج، فإن الضباع من ثنائيي الجنس، ولذلك نشاهد فيها الذكور والإناث، والذي يميز إناث هذه الحيوانات، هو وجود البظر المتضخم للغاية، والذي يشبه القضيب الذكري لذكور هذه الحيوانات إلى حد بعيد، والذي يبدو أنه  مكتملًا بما في ذلك وجود خصيتين، وهما في الواقع شفاه كتلة البظر التي تم طيها واندماجها، ولكن الجدير بالذكر، أن العلماء اكتشفوا أن أنثى الضبع تتزاوج وتلد من خلال قناة هذا القضيب، فعند التزاوج، تقوم الأنثى بسحب القضيب على نفسها، مما يخلق فتحة يدخل فيها الذكر قضيبه الذكري، ويقع قضيب الأنثى في نفس مكان قضيب الذكر، وذلك في أعلى البطن من المهبل في معظم الثدييات، ولذلك، يجب على الذكر أن ينزلق من مؤخرته تحت الأنثى عند التزاوج، وذلك حتى يصطف قضيبه مع قضيبها.[1]

كم تلد أنثى الضبع

تلد أنثى الضبع من 2 إلى 3 أشبال كل عام  وأنثى الضبع، هي من الثدييات الوحيدة المعروفة التي ليس لها فتحة مهبلية خارجية، ولذلك يجب عليها التبول والجماع والولادة من خلال قضيبها الزائف متعدد المهام، هذا العمل الفذ الأخير الذي يسيل للعيون، هو أمر في غاية الخطورة على حياة هذا الكائن، حيث يموت 10% من أمهات الضباع لأول مرة في هذه العملية، كما أن مصير أشبالهم محفوف بالمخاطر بدرجة أكبر، وذلك نظرًا لأن الحبل السري أقصر من أن يتنقل في قناة الولادة، التي لا يبلغ طولها ضعف طول الثدييات المماثلة الحجم فحسب، بل تشتمل على دبوس شعر صفيق يتحول في منتصف الطريق لأسفل، وهذا يجعل ما يصل إلى 60% من الأشبال، يختنقون في طريقهم للخروج من رحم أمهاتهم.[2]

صفات الضبع

ينتمي الضبع من حيث التصنيف، إلى مملكة الحيوان، شعبة الفقاريات أو الحبليات، فصيلة الثدييات وعائلة الكلبيات، حيث تشبه الكلاب الموجودة في آسيا وإفريقيا وتشتهر بعادات النبش، ويعد الموطن الأكثر انتشاراً لهذه الحيوانات المفترسة هو في غابات إفريقيا، وتمتلك الضباع أرجل أمامية طويلة ورقبة وأكتاف قوية للتقطيع وحمل الفريسة، والضباع غالباً لا يصطادون، وإنما يتطفلون على غرائس غيرهم أو يأكلون الجيف، ويتمتعون برؤية وسمع ورائحة ممتازة، وهذا ما يمكنهم من تحديد مكان الجيف، وبالرغم من أنهم لا يصطادون كثيراً، إلا أنهم صيادون ليليون بارعون أيضًا، ولذلك جميع الضباع ليلية إلى حد ما، ومن صفات الضباع الأخرى، أنها ذكية وفضولية للغاية، كما أنها انتهازية إلى حد كبير، حيث تنتهز أي فرصة لتسرق الطعام بدل أن تصطاد.[2]

سلوكيات حيوان الضبع 

هناك بعض السلوكيات التي تصدر عن هذه المخلوقات الطفيلية، والتي تجعلها متميزة عن غيرها من أقرانها في الطبيعة الأم، ومن أهمها:[3]

  • هذه الحيوانات تعمل غالباً كقطيع واحد، فهي حيوانات اجتماعية وصيادة جماعية، فأثناء الصيد، تعمل الضباع معًا بشكل فعال لعزل الحيوان الذي يكون مريضًا أو ضعيفًا عن القطيع، وتعمل على متابعته حتى الموت، وغالبا ما يتشاجر المنتصرون على الغنائم، إما فيما بينهم، أو مع حيوانات قوية أخرى مثل الأسود.
  • الضباع، وخاصة الضباع المرقطة، هي حيوانات صوتية للغاية، وتصدر مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك الضحك وغيرها، الذي ارتبط منذ فترة طويلة باسمها.
  • الضباع يعيشون في معظم أنحاء إفريقيا، وشرقًا عبر شبه الجزيرة العربية إلى الهند، وتعيش الضباع معًا في مجموعات كبيرة تسمى العشائر التي قد تضم ما يصل إلى 80 فردًا، والتي تقودها الإناث المهيمنة.
  • من السلوكيات البارزة لدى هذه الكائنات، أنها ترعى صغارها بشكل جماعي، فجميع القطيع مسؤول عن تأمين الطعام لصغار القطيع، كما أنهم مسؤولين عن حمايتهم

هل صحيح أن الضبع يضبع الإنسان؟

هناك العديد من الخرافات التي تدور حول هذا المخلوق، ومقولة أن الضبع يضبع الإنسان، هي من أكثر الخرافات المنتشرة حول هذا الحيوان، فيقال أن الضبع يقوم بالتبول على طرف ذيله، ويقوم برشق البول باتجاه الإنسان، مما يجعله مضبوعاً، أي تابعاً له، وبالتالي يخاف الإنسان، ويسر الضبع ويتبعه الإنسان في سيره خلفه، ويجر الضبع الإنسان إلى مكان عيشه، ليقوم فيما بعد بالتهامه، فيقولون بذلك أن إنسان مطبوع، أو قد تبول عليه الضبع فضبعه، ولكن هذا الأمر غير صحيح ومجرد خرافات، وفي حقيقة الأمر أن هذا السلوك، تقوم به جميع الكائنات الحية المسيطرة والمفترسة، لتحديد أماكن سيطرتها وتهديد وإبعاد الحيوانات الأخرى عن منطقتها، والجدير بالذكر، أن جميع المفترسات، بما فيهم الضبع، فهي تشتم الخوف في فرائسهم من خلال اشتمام الأدرينالين في الدم.[3]

ما مدى خطورة الضباع على الإنسان 

يعتبر الموطن الأصلي، والمكان الأكثر تواجد فيه للضباع  هو القارة السمراء إفريقيا، وهناك نوع من العلاقة الحذرة بين الضباع والإنسان في هذه المناطق، فهي حيوانات مفترسة بالنهاية، وتختلف عن باقي فصائل الكلبيات التي تنتمي إليها، أنها حيوانات صعبة الترويض والتدجين، ومع ذلك، تتواصل الضباع والبشر بشكل متكرر في المناطق الإفريقية، ومن أغرب العادات لبعض الشعوب التي تعيش هناك، ومن بينهم شعب الماساي في كينيا وتنزانيا، فهم يتركون موتاهم حتى تلتهمهم الضباع، ومع ذلك، فإن هذه الحيوانات الذكية والانتهازية والجريئة، تداهم مخازن الأغذية والمحاصيل التي يبنيها بني البشر، ويتم إلقاء اللوم عليها في العديد من الماشية التي تموت مقتولة أو مفترسة في المناطق التي تتواجد فيها الضباع، وحتى في بعض الوفيات البشرية، ولذلك، في بعض المناطق تم اصطيادها بكثافة، وذلك باعتبارها آفات مدمرة.[3]

خرافات عن الضباع

من بعض الخرافات التي يتم تداولها عن الضباع في السابق، والتي مازال بعضها متداول حتى اليوم، ما يلي:[4]

  • الضباع تنوم الناس مغناطيسياً عن طريق بولها، أو ما يعرف بالعامية بقوله الإنسان تم ضبعه.
  • من الخرافات أيضاً أن بول إناث الضبع، وخاصة من عضوها الذكري الزائف، يستخدم في أعمال السحر والشعوذة والدجل، لجذب الحبيب، وتقريب البعيد، وربط الإنسان، وما إلى ذلك من هذه الخرافات.
  • من الخرافات أيضاً، أن الضباع لا تأكل ضحاياها من البشر مباشرة، بل تقوم بامتصاص دمهم أولاً من رقابهم، ثم تقوم بتركهم حتى تتعفن جثتهم.
  • في بعض الخرافات تقول أن الضباع يلبسهم الجن، والجن هو الذي يقوم بضبع الناس.
  • بعض الخرافات تقول أن الضباع تقوم بنبش القبور، وذلك لعطشها لدم الإنسان أو بقاياه المتحللة، وهذا أمر لم يتم مشاهدته بشكل فعلي.

شاهد أيضًا: ما هو الحيوان الذي يكون سنة ذكر وسنة انثى

الضبع في الحضارات القديمة

عبر العصور ما قبل التاريخية، جسد الإنسان القديم معاناته مع الطبيعية في جميع مكوناتها، بما في ذلك الأساطير التي وضعها عن الأشياء الموجودة وغير الموجودة، وكان للضبع نصيب من هذا التجسيد، وقد استمر الفلكلور الإنساني في تجسيدها منذ قرابة 4000 سنة قبل الميلاد، وفي عدة حضارات قديمة، مثل الحضارة الفرعونية، التي طالما ربطت أشكال آلهتها القديمة بأشكال الحيوانات، مثل الإله رع وآمون وغيرهم، وقد سطروا أساطيرهم على شكل آلهتهم التي تحارب الآلهة الأخرى، والتي بدورها تأتي أشكالها بأشكال حيوانات، ومن بينها، كانت ثور تبرز الآلهة العدو على شكل ضبع، بينما تقوم آلهتهم بإمساك الضبع من فكيه وتقوم بقتله، أو تلتف حوله وتخنقه، أو ترمب الضبع وتجعله خيلاً لها مما يدل على السيطرة، وغيرها من الصور التجسيدية.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل الضبع يتحول من ذكر الى انثى والذي تعرفنا من خلاله على ما هي الضباع وصفاتها، وهل يتحول ذكورها إلى إناث ولماذا تمتلك الإناث هذه الأعضاء الذكرية الزائفة، كما تعرفنا على التزاوج والتكاثر والولادة عند هذه الحيوانات، وأكثر الخرافات الشائعة حولها.

المراجع

  1. genderinclusivebiology.com , Gender-Inclusive Biology , 29/12/2021
  2. britannica.com , hyena , 29/12/2021
  3. nationalgeographic.com , Spotted Hyena , 29/12/2021
  4. google.com , Everything you know about hyenas is wrong — these animals are fierce, social and incredibly smart , 29/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *