هل الجنابة تبطل الصيام

هل الجنابة تبطل الصيام، شرع الله -تعالى- الزواج، وجعل فيه المودّة والرحمة بين الرجل وزوجته، وجعله أساساً لتكوين الأُسرة المُسلمة التي تُعدّ عماد المجتمع، ومن جانب آخر تجدر الإشارة إلى أنّ التّوجيهات الشرعية المتعلّقة بالعلاقة الزوجية في شهر رمضان توصي الزوجين بالحذر من تبعاتِ الأفعال المقترنة بالشهوة، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ علىْ أحكام الجنابة في رمضان، وهل يجوز الصيام على جنابة.

ما هي الجنابة

إن الجنابةُ لغويًا هي كَلمة مُضادّة لمُصطلحِ القرب والقَرابّة، أيْ ما يتجنبّهُ الإنسانُ ويبتعدُّ عنّه ويتركّهُ جانبًا، وقدْ سُميّ جُنبًا وهو مصطلحٌ يطلقُ على الذكرِ والأنثى، لأنّ الإسلام نهى فيّهِ عن الاقترابِ من الصلاة في حالةِ عدّم الطهارة، أي تجنبّهُ ذلكَ، أما في الشرعِ الإسلاميّ، فالجنابةُ هِيّ الأمر المعنويّ القائم في البَدَن، المانع من الصلاة، أي أنّ الجَنابة تُطلق على مَن جَامَعَ، أو أخرج المَني، وسُمِّيت بذلك؛ لأنّ مَن كان على جنابة يجتنب المسجد، والصلاة، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابه

هل الجنابة تبطل الصيام

اتفقتْ المذاهبُّ الأربعة على صحةِ صيّامَ الجُنُب، حيثُ إنّ الطهارةُ من الجنابّة شرطًا من شروطِ صحة الصلاة، وليسِ صحّة الصيّام، لما أخرجهُ البخاريّ في صحيحه عن عائشة وأمّ سلمة -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ)،[1] فالحديث النبويّ يبينُ أن رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- كانَ يُجامعُ زوجاتَهُ في شهرِ رمضان المُبارك ليلاً، ويتأخّر في غُسله إلى ما بعد طلوع الفجر، لكنّ الصومَ يفسدُ إنْ كانت الجنابة بسبب الجِماع تعمُّدًا في نهار رمضان، وعليه يجب القضاء، إضافةً إلى الكفّارة.

شاهد أيضًا: ما حكم النوم على جنابه

ما يحرم على الجنب

ما حُرم في الحدثِ الأكبرَ أيْ الجنابة فإنّهُ يحرم في الحدثِ الأصغر، والتطهرُ من جميعها شرطًا لقبول العبادات، ومن الأمور المُحرمة على الجُنب ما يأتّي:

  • الصلاة: حيثُ قالَ الله -سبحانهُ وتعالى-: (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).
  • قراءة القرآن الكريم: والقراءة هنا تعني التَّلفُّظ بالآيات، ويُسثنى منها الذِّكر المعتاد والأدعية المأثورة التي تشتمل على آيات، لما جاءَ عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنّهُ-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُقرئُنا القرآنَ على كلِّ حالٍ ما لم يكن جُنبًا).
  • مس المصحف الشريف: حيثُ قال الله -سبحانه وتعالى-: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).[3]
  • الطواف حول الكعبة المشرفة: حيث يُمنَعُ على الجُنُبِ الطَّواف في الحرم المكِّي حول الكعبةَ، فالطوافُ بالبيتِ صلاة كما جاءَ عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • دخول المسجد أو الاعتكاف فيّه: حيثُ يحرم على الجنب الدخول إلى المساجد والاعتكاف فيّها، فالمساجدُّ بيوتَ الله.

العبادات المباحة للجنب

يُباح لمنْ كان على جنابّة بعضًا من الأعمالِ الدينيّة من الذكر، والتسبيحَ، والتهليلَ، والتكبيّر، وغير ذلك من الذِّكْر؛ لِما ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ)[4]، فكلّ العبادات والأعمال الصّالحة الّتي لا تتطلّب الطّهارة كالصلاة والطّواف وقراءة القرآن يقبلها الله تعالى من الجُنُب قبل الاغتسال، ولكن الإسراع في الاغتسال والحرص على عدم تأخيره أفضل وأحسن للمسلم.

حكم تأخير غسل الجنابة في رمضان

لا حرجَ من تأخيرِ غُسلَ الجنابةِ في رمضان، ولكنّ الأفضلُ والأخيرُ الاغتسالَ قبلَ طلوعِ الفجر، لعقدِ نيّة الصيامِ على طهارة، ولأداءَ صلاة الفجرِ المفروضّة على وقتِها، أمّا فيما يتعلّق بصلاة الفجر في حقّ مَن أخّر الغُسل إلى ما بعد الفجر، فإن تركها يومًا واحدًا فقط، وكانت عادته أن يؤدّيها، فيترتّب عليه إثمٌ كبيرٌ، بسبب تأخير صلاة الفجر عن وقتها، إلّا أنّ صيامه صحيحٌ، لأنّ الطهارة من الجَنابة لا تُعدّ شرطاً لصحّة الصيام.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا هل الجنابة تبطل الصيام، حيثُ تعرفنا على أنّ الجنابةَ لا تفسد الصوم، حيثُ أنّ الجماع العمد في نهارِ رمضان سببًا من أسبابِ فساد الصوم وبُطلانِه.

المراجع

  1. صحيح ابن حبان , عائشة وأم سلمة ، ابن حبان ، 3487 ، أخرجه في صحيحه
  2. سورة المائدة , الآية 6
  3. سورة الواقعة , الآية 79
  4. صحيح مسلم , مسلم ، عائشة ام المؤمنين ، 373 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *