دعاء الغبار وهبوب الرياح القوية من السنة النبوية

إنّ دعاء الغبار وهبوب الرياح القوية من السنة النبوية هي إحدى الأمور المهمّة التي يتوجّب على الإنسان المُسلم أن يكون مُحيطًا بها، انطلاقًا من ضَرورة تطبيق السُّنة النبويّة المُباركة في جميع الأمور خيرها وشرّها، فقد نوّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ما يُقال في حالات الرّعد القَوي والرّياح الضاربة وغيرها، وهو ما سنتعرّف به عبر مَوقع المَرجع الذي نعرض فيه متى تنتهي موجة الغبار في الرياض بالإضافة إلى أدعية من السنة النبوية عند هبوب العواصف الرمليّة.

معلومات عن العاصفة الرملية

إنّ العاصفة الرّمليّة أو الترابيّة هي إحدى أنواع العَواصف الخَطيرة التي تَضرب عدداً واسعاً من الدّول التي تُحيط بها مَناطق صحراويّة ذات طبيعة رمليّة، وتُعرف بأسماء مُتعدّدة كالسَّموم والعَجاج وغيرها، وهي عاصفة من الهواء القوي تقوم على حمل ذرّات الرّمل عبرها، وأبرز معلوماتها:

  • تقوم الرّمال المحمولة بحمل حبّات وذرّات الرّمل والتراب إلى ارتفاعات ضمن مسار العاصفة وتعمل على حملها إلى المدن والسّاحات، ممّا يتسبّب بعدد واسع من الأضرار الجانبية بسبب سوء الرؤيّة.
  • تُعتبر حبّات الرمل من الأشياء الثقيلة نسبيًا فهي لا تزيد في الارتفاع عن 50 سم في الحالات الطبيعيّة، إلّا أنّ بعض حبّات الرّمل تصل في ارتفاعها إلى مترين.
  • يختلف قطر حبّات الرّمل في العاصفة الرمليّة، ممّا قد يتسبّب بعدد من الجروح الخطيرة في حال كانت العَاصفة قويّة.
  • تُعتبر العاصفة الرمليّة ذات خطورة مرتفعة في حال كان الإنسان يُعاني من أمراض في الجهاز التنفسي، كالرّبو والجيوب الأنفيّة وغيرها من الأمراض التي تعمل على إعاقات تنفسيّة.
  • يستمرّ هبوب العواصف الرّمليّة في شدّة مرتفعة من ثلاثة إلى خمس ساعات، إلَّا أنّها قد تزيد على ذلك في حال كانت الرياح قويّة والمؤشّرات مساعدة على ذلك.

شاهد أيضًا: دعاء الريح والغبار مكتوب 2021 ، أجمل أدعية الرياح والعواصف الشديدة

دعاء الغبار وهبوب الرياح القوية من السنة النبوية

ورد ذكر الرّياح والعواصف في عدد واسع من أحاديث الرّسول المُصطفى -صلى الله عليه وسلّم- وعليه فقد تعدّد صيغ الأدعية التي قالها الصَّحابة مع تلك الحَادثة المميّزة، وأبرزها: [1]

  • الدّعاء المَأثور في الريّاح والعواصف: “اللهم إنا نستغفرك لكل ذنب يدعو إلى غضبك أو يدني إلى سخطك أو يميل بنا إلى ما نهيتنا عنه أو يبعدنا عما دعوتنا إليه”.
  • وقد جاء في صيغة أخرى شهيرة، وهي: “اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يبرمه إلحاح الملحين”.
  • وقد تردّد على لسان السّلف الصّالح الدّعاء المأثور: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء”.
  • وجاء أيضًا في إحدى الصّيغ، وفق الآتي: “يا لطيف.. يا لطيف.. يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي وأعني بقدرتك”.
  • وممّا تردّد أيضًا: “اللهم أني أنتظر فرجك وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك لا إله إلا الله الرحمن الرحيم وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا”.
  • “اللهم إنا نستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك، اللهم إنا مستغيثون نستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك”.
  • “اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجاً ومخرجاً وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنوبي وثبت رجاك في قلبي واقطعه ممن سواك حتى لا أرجو أحد”.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا

أحاديث عن هبوب الرياح القوية من السنة النبوية

ورد على لسان الصّحابة الكِرام أنّ رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- قد حدّثهم عن كل الأمور في الدّنيا، وقد جاءت الرّياح في عدد من الأحاديث المهمّة التي نقلها السّلف، وأبرز المواطن التي جاءت بها أحاديث الرّسول، هي:

  • روى الإمام أبو داود في سننه وابن ماجه في سننه أيضًا، عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الريحُ من روحِ اللهِ تعالى، تأتي بالرحمةِ وتأتي بالعذابِ، فإذا رأيتُموها فلا تسبُّوها واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا باللهِ من شرِّها”.[2]
  • ورُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان إذا هبّت الرّيح تغيّرت أحواله من الخشية والخوف من الله تعالى، كما قالت عائشة رضي الله عنه: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به، قالَتْ: وإذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عنْه، فَعَرَفْتُ ذلكَ في وَجْهِهِ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: لَعَلَّهُ، يا عَائِشَةُ كما قالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا”[3].
  • عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: “اللهم لقحًا لا عقيمًا” رواه ابن حبان بسند حسن، ورواه ابن السني بإسناد صحيح، وصححه الألباني.[4]

أدعية مأثورة للرياح والعواصف

ردّد النّاس على مرّ عصور كثير من الأدعية المهمّة التي تُقال في حالات الرياح والأعاصير، وتتوجّه تلك الأدعية لله تعالى بالرّحمة والعبوديّة إلى الله تعالى، وجاءت في عدد من الصيغ، أبرزها:

  • اللهم أنت الحَق وقولك الحَق، لا إله إلّا أنت، سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، اللهم أنت لها ولكلّ كبيرة، ارحم ضعفنا وقلّة حيلتنا واجعلنا من عبادك الصّالحين، الشّاكرين في الرّخاء والحامدين في الشّدائد.
  • بسم الله والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، اللهم إليك المشتكى وعليك الاتّكال، فأنت الخالق الجبار، ونحن عبادك الضّعفاء، فخذ بناصيتنا إليك، وبارك لنا فيما أعطيت.
  • اللهم استودعناك أنفسنا وأهلينا مع هذه الريح العاتية، ونسألك أن تحملنا الخير، وأن تُجنّبنا فيها الشّر، لا إله إلَّا أنت سبحانك، إنّا كنّا من الظالمين.
  • اللهم نُشهدك ونُشهد حَملة عرشك، أنّك الله، لا إله إلا أنت سبحانك، ناصيتنا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، وعدلٌ فينا قضاءط، ارحم شقاوتنا وتوفّنا مؤمنين.
  • اللهم ارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وتجاوز عنّا ذنوبنا وتقصيرنا، واجعلنا من عبادك الفائزين يا أرحم راحمين، الحمد لله على هذا الحال، وعلى كلِّ حال.

شاهد أيضًا: دعاء المطر والرعد والبرق

ذكر الرياح والاعاصير في القرآن الكريم

ورد ذكر الله الرّيح في كتاب الله تعالى في عدد من الآيات العظيمة، فهو الخالق العظيم الذي خلق الأشياء كلّها بقدر، من أجل الحفاظ على توازن الدّنيا واستمراريّتها، وأبرز المواطن التي جاءت فيها، هي الآتي:

  • بعد أعوذ بالله من الشيطان من الرجيم: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”. [5]
  • قال تعالى: “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. [6]

تغريدات عن الغبار وهبوب الرياح القوية تويتر

تفاعل النّاشطون من أبناء المملكة العربية السعودية مع العاصفة الرمليّة التي ضربت العاصمة الرياض وعدد من المدن السعوديّة بعبارات وكلمات مميّزة عبر تويتر، وأبرز ما جاء فيها:

  • إنّ من رحمة الله تعالى بالنّاس، أن خلق لهم رسائل ومؤشّرات، فتنقلب تلك الأرواح عن غيّها وتعود مُسرعة إلى الله، اللهم ارزقنا خيرها وخير ما فيها، واجعلها ريح خير.
  • اللهم إليك الأمر كلّه، لك الحمد في السّراء ولك الحمد في الضّراء، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، نسأله تعالى أن يجعل منها رياح خير، وأن يحمي جميع الأهل والأحباب في المملكة.
  • إنّ الرياح العاصفة هي إحدى رحمات الله تعالى، التي تزيدنا أمانًا بملكه وجبروته، وتُعيدنا إلى رحمته طائعين، فاللَّهم لك الحمد على تلك النعم، ولك الحمد على كلّ حال.
  • هي أحد جنود الله تعالى التي أهلكت الكافرين في أقوام مضت، وحملت الخير إلى عباده المؤمنين، فاللهم نسألك أن تجعل لنا فيها كلّ خير، وأن تُغنينا عنها وعن شرورها.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول دعاء الغبار وهبوب الرياح القوية من السنة وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال في طرح حديث متكامل عن الرياح والعواصف الرمليّة وأحاديث نبوية عن الرياح القويّة لنختم أخيرًا مع تغريدات جميلة عن الرياح القوية.

المراجع

  1. saaid.net , حال المؤمن عند هبوب الرياح , 03/03/2022
  2. تحقيق رياض الصالحين , النووي، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم : 549 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
  3. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم : 899 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  4. الأذكار , النووي ، سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم : 233 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
  5. سورة البقرة , الآية 164
  6. سورة الروم , الآية 48 -53

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *