دليل على فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها

دليل على فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها فقد حثّنا الدّين الإسلامي على وجوب صلة الأرحام وعدم قطعها، حيثُ أنّ الأرحام هم كل من يجمعنا بهم صلة قرابة ودم، وقد ورد الكثير من الأحاديث النّبويّة والآيات القرآنيّة التي تدلّ على ضرورة أن يصل المسلم رحمه ولا يقطعها أبدًا، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نستعرض لكم الأدلّة على فضل صلة الرّحم وعقوبة قاطعها.

ما المقصود من صلة الرحم وحكمها

إنّ كلمة الرّحم في اللّغة تعني رحم المرأة، وهو المكان الّذي يعيش فيه الجنين حتّى يحين وقت المخاض ويخرج إلى الحياة.

أمّا صلة الرّحم شرعًا فالمقصود بالصلة: هي الوصل عكس القطع، والرّحم: هو كلّ من تربطه بك صلة قرابة من جهة الأب أو الأم، وكذلك من تربطك به صلة من النّكاح كالأصهار، وهي واجبة شرعًا على كلّ مسلم ومسلمة ولا يجوز قطعها أو إجبار الزّوجة على قطع رحمها، فمن يقطع رحمه فقد قطع وصله مع الله سبحانه وتعالى ولا يُقبل له عمل في الدّنيا وعقوبته نار جهنّم في الآخرة.

دليل على فضل صلة الرحم

إنّ صلة الرّحم من أعظم وسائل التّقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد تجلّى فضل صلة الرّحم في العديد من الأدلّة من الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النّبويّة الشّريفة، والتي تحثُ وتؤكّد على ضرورة صلة الرّحم والأجر العظيم الّذي يحصل عليه المسلم الواصل لرحمه، فهي من الطّاعات الواجبة التي تدخل فاعلها الجنّة، ومن يقطعها فقد وقع في الكبائر وكانت سببًا في إدخاله نار جهنّم، لذا فمن الواجب على المسلم عدم قطع رحمه لأنّ الله تعالى جعل ذلك متعلّقٌ به بأنّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله تعالى.

شاهد أيضًا: حديث عن فضل صلة الرحم من كتاب رياض الصالحين

دليل على فضل صلة الرحم من القرآن الكريم

تُعتبر صلة الرّحم من الأمور الواجبة شرعًا وعلى المسلم الالتزام بها وعدم قطعها، وقد دلّ ذلك في الكثير من المواضع من القرآن الكريم، ومن تلك الآيات الدّالة على وجوب صلة الرّحم كالآتي:

  • قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}[1].
  • قال جلّ وعلا: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[2].
  • قال عزّ وجلّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}[3].

دليل على فضل صلة الرحم من السنة النبوية

ورد أيضًا العديد من الأحاديث النّبويّة الشّريفة التي تحثّ على ضرورة صلة الرّحم وعدم قطعها، بل فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين ، ومن تلك الأدلّة من السّنّة كما يلي:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنَّ الله خلقَ الخَلْق، حتَّى إذا فرغَ من خلقهِ، قالت الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَنَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْبَلَى يا رَبِّ، قالَفَهو لَكِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ}”[3][4].
  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ من وصَلَنِي وصَلَه الله، ومن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ”[5].
  • عن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “يأيُّها النّاس أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا باللّيل والنّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام”[6].
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “من أحبَّ أن يُبسط له في رِزقِه، ويُنْسأ له في أثره، فليصل رحمه”[7].

شاهد أيضًا: حكم صلة الأرحام غير المسلمين

عقوبة قاطع الرحم

أمر الله سبحانه وتعالى بصلة الرّحم والإحسان إليهم، وحذّر المسلمون من قطيعتها أو الإساءة إليها، واعتبر قطعها سببًا لدخول قاطعها إلى نار جهنّم، وقد أعدّ الله لمن يقطع رحمه الكثير من العقوبات في الدّنيا والآخرة ومنها كالآتي:[8]

  • من يقطع رحمه فهو سبب يمنعه من دخول الجنّة، قال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يدخل الجنّة قاطع رحم”[9].
  • لا يُرفع له عمل ولا يقبل له الله ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنَّ أعمالُ بني آدم تُعرض كلّ خميس ليلةَ الجُمعة فلا يُقبل عمل قاطع رحم”[10].
  • قاطع الرّحم ملعون عند الله سبحانه وتعالى، لقوله: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}[3].
  • من يقطع رحمه فهو من الخاسرين الفاسقين، والدليل على ذلك: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[2].
  • من قطع رحمه فقد قطع وصله مع الله تعالى، قال صلّى الله عليه وسلّم: “الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ من وصَلَنِي وصَلَه الله، ومن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ”[5].

فضل صلة الرحم

إنّ لصلة الرّحم فضلٌ وجزاءٌ عظيم عند الله سبحانه وتعالى يجزي به العبد المسلم في الدّنيا والآخرة، ومن تلك الأفضال كالآتي:[11]

  • صلة الرّحم دليل على إيمان المسلم بالله واليوم الآخر، “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.[12]
  • من أهم أسباب الزّيادة في العمر، والبسط في الرّزق.
  • صلة الرّحم سبب عظيم في ضمان دخول المسلم الجنّة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنّ رجلًا سأل رسول الله عن عملًا يُدخله الجنّة فقال صلّى الله عليه وسلّم: “تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم”.[13]
  • صلة الرّحم هي طاعة لله عزّ وجل، وسببًا في تآلف القلوب بين الأقارب.

شاهد أيضًا: من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به

دليل على فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها هذا ما تحدّثنا عنه ضمن فقرات هذا المقال، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن أدلّة من القرآن والسّنّة الشّريفة، وما المقصود من صلة الرّحم وحكمها، إضافةً إلى فضل صلة الرّحم.

المراجع

  1. سورة الرعد , الآية 21
  2. سورة البقرة , الآية 27
  3. سورة محمد , الآية 22-23
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5987، صحيح
  5. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 2555، صحيح
  6. صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن سلام، 7865، صحيح
  7. صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 5986، صحيح
  8. saaid.ne , لا يدخل الجنة قاطع رحم , 07/05/2022
  9. صحيح مسلم , مسلم، جبير بن مطعم، 2556، صحيح
  10. صحيح الترغيب , الألباني، أبو هريرة، 2538، حسن
  11. islamweb.net , صلة الأرحام , 07/05/2022
  12. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6138، صحيح
  13. صحيح البخاري , البخاري، أبو أيوب الانصاري، 5983، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *