خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة
جدول المحتويات
خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة، العشر الأوائل من ذي الحجة أيام مُباركة، وأيام عظيمة، فيها تغتفر الذنوب، ويتقرب العبد من ربّه، وفيها تؤدى فريضة الحج، وفيها يوم عرفة، الذي يكفر صيامه ذنوب سنة من قبل وسنة من بعد، ومن خلال موقع المرجع سندرجُ مجموعة من خطب الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة، وعظيم فضلها، حيث طرحنا مُسبقا خطبة قصيرة عن فضل عشر ذي الحجة pdf.
خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة
في خطبة الجمعة عن الأيام العشر من ذي الحجّة سنتحدث موجزًا عن عظيم فضل هذه الأيام المباركة بدءًا بمقدمة حمد وشكر لله جّل علاه:
خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة
إن الحمد لله، نحمدهُ، ونستعين به، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هاديّ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدهُ ورسوله، صلى الله عليه وسلم على آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا في غضون استقبال أيام مباركة، أيام عظيمة، أيام أحرى أن تكون هدية من عنده -جل علاه- على عظيم الفضل، وتمام النعمة، وكمال الدين، فسبحانهُ جعل من مواسم الخيرات مضاعفة للأجور، وسبيلاً لغفران الذنوب، ورحمة يتنافس فيها المتنافسون، ويسعى إلى فضل الله فيها الساعون من عباد الله الأخيار، وهذه العشر هي عشر ذي الحجة عشر مباركة، ميزها الله -سبحانه- عن غيرها من الأيام، وفضلها تفضيلاً عظيم، حيث قال في كتابه الكريم: (والفجر، وليال عشر)[1]، وقال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: “الليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف”، فالله -جل وعلا- أقسم بها، وإذا أقسم -سبحانه- بشيء دل على عظمته وفضله، وعلى شريف مكانته، كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عظيمُ الأيام في حديثه: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه، قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).[2]
فلتحرصوا أيها المسلمون على استغلال هذه الأيام في العبادة والطاعة والإكثار من النوافل، والعمل الصالح الذي يقربكم إلى الله -جلّ علاه-، ولا تنسوا الصيام، فإن أجرهُ كبير وثوابه عظيم، ونسأل الله الهداية والصراط المستقيم والفعل الحسن لنا ولكم.
اقرأ أيضًا: أحب الأعمال الى الله في عشر ذي الحجة
خطبة الجمعة في موضوع يوم عرفة
الحمد لله رب العالمين، حمدًا طيبًا مباركًا إلى يوم الدين، نحمدهُ -سبحانه- له الملك والحق المبين، ذي القوة المتين، فعالاً لما يريد، هدى عباده إلى صراطه المستقيم، ودلهم على شرعه القويم، هو الأواب الكريم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده إلى يوم الدين، وأن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين وخاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
أيها المسلمون، في جملة هذه الأيام المباركة العظيم، يوم عظيم هو أفضلها وأشرفها وأجلها، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، يوم عرفة، يوم غفران الذنوب، ويوم كمال الدين، وإتمام النعمة، لقوله -جل وعلا- في كتابه المعجز: “اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا”[3]، ويوم عرفة هو يوم مشهود، يباهي بعباده الله ملء السماوات والأرض، فقال -جل علا-:(وشاهد ومشهود)[4]، وقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- في تفسير هذه الآية أن الشاهدُ هو يوم الجمعة، والمشهود هو يوم عرفة، وهو يوم معلوم أيضًا، قال تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)[5]، ويوم عرفة هو يوم عيّد للمسلمين، وهو يوم الحج الأعظم، فمن فاته الوقوف بعرفات معذورًا أم غير معذور فاته الحج كلّه، وهو يوم العتق من النار، ويوم استجابة الدعاء، ومن صام هذا اليوم العظيم غفر له ذنوب سنة من قبل، وسنة من بعد، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).[6]
ونسأل الله جل علاه أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يكتبنا من الصالحين القائمين القانتين له، وأن يكتب لنا جميعًا الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، سبحانه إنه سميع مجيب، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
اقرأ أيضًا: خطبة فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها مكتوبة
خطبة عن فضل عشر ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول المبين، أشرف الخلق وأكرمهم، سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى نسله وذريته ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا على غرار بدأ أيام مباركة، أيام عظيّمة، عظم أجرها وثوابها ومغفرتها ورحمتها يفوق أجر أي يوم من أيام العام، فهيّ الأيام التي أقسم بها الله -جلّ علاه- في كتابه المبارك، فقال: (والفجر وليال عشر)، وهيّ الأيام التي يكون فيها أجرُ العمل الصالح أفضل من أجر الجهاد في سبيل الله، ولا ننسى أن الجهاد في سبيله -سبحانه- هو بذرة الإسلام، وهذا يدل على شدة عظم هذه الأيام المباركة، حتى نسب الله -جل علاه- أجر الصيام في مثل هذه الأيام إلى نفسه، ولم يقرنها إلى أي عمل أو ثواب بديل، فحري بكم أيها المسلمون استغلال هذه الأيام المباركة بالذكر والدعاء والصيام والقيام، وكُل عمل صالح يقربكم إلى الله -سبحانه وتعالى-، ويغفر ذنوبكم، وأوصيكم أيها المسلمون بالصيام، اقتداء برسولكم وحبيبكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، والإكثار من التكبير والتهليل والتسبيح والذكر،
وأسأل الله العلي العظيم ربّ العرش الكريم أن يقربنا منه، وأن يجعلنا من الصالحين الصادقين، وأن يوفقنا لاستغلال جلّ وقتنا في العمل الصالح، والذكر الطيب، والصلاة والسلام على رسول الله.
اقرأ أيضًا: خطبة عن عشر ذي الحجة pdf
خطبة عن ذي الحجة ويوم عرفة ملتقى الخطباء
سندرج فيما يأتي خطبة عن ذي الحجة ويوم عرفة مُقتبسة من موقع ملتقى الخطباء:[7]
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحْبه، ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أمَّا بعدُ:
أيها الإخوة الكرام وفي جملة هذه الأيام العظيمة الفاضلة، يوم عظيم هو أفضلها وأشرفها وأجلُّها، بل إنه -كما قال بعض العلماء- أعظم أيام الدنيا كلها، وإذا كان العلماء حينما قارنوا في الفضيلة بين أيام عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ وصار بعض العلماء إلى القول: إن عشر ذي الحجة أفضل أيضًا، حتى من العشر الأخيرة من رمضان، وتوسَّط بعضهم، فقالوا: إن ليالي عشر رمضان الأخيرة أفضل بالنظر إلى أن فيها ليلة القدر، وأما نهار عشر ذي الحجة فهو أفضل من نهار عشر الأخيرة من رمضان؛ لعموم ما جاء فيها من التفضيل؛ مثل هذا الحديث المتقدم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”؛ يعني: عشر ذي الحجة.
فهذه العشر -عشر ذي الحجة- فيها يوم عرفة الذي له فضله وله شرفه، والذي يجود الله فيه على عباده جودًا عظيمًا؛ حتى يُرى فيه عدوُّنا وعدوُّ أبينا آدمَ (إبليس)، يُرى أحقر ما يكون في يوم عرفة؛ بسبب ما يرى من تنزُّل الرحمات، وفيض المكرُمات من ربنا -جل وعلا-، وفضل يوم عرفة الذي يستقبله المسلمون بعد بضعة أيام، ليس خاصًّا بأهل الموقف في عرفة، بل إن فضله يشمل عباد الله في أرجاء الدنيا، ولذلك ينبغي للمسلم أن يتعرَّض فيه للمغفرة -مغفرة الله جل وعلا-، وأن يتلمَّس الأعمال التي تُهيئه لنَيْل هذا الثواب العظيم؛ فإن مَن طَمِعَ في العِتق من النار، وفي مغفرة ذنوبه من العزيز الغفَّار.
وبعد -أيها الإخوة الكرام-: فهذا الموسم العظيم، موسم تجارة مع الله، لا ينبغي بحال من الأحوال أن يكون منصرفًا ومنقضيًا، دون أن تكون قد أخذت حظَّك منه؛ فإن الخسران العظيم أن يأتي مثل هذا الموسم الجليل، ثم لا يكون للمسلم فيه حظٌّ ولا نصيب؛ عياذًا بالله من كل ذلك.
ألا وصلُّوا وسلِّمُوا على خير خلق الله نبينا محمدٍ، فقد أمرنا ربُّنا بذلك، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[8]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اقرأ أيضًا: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة خطبة مكتوبة
خطبة عن أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، السميع العليم، الذي يعلم العلم المُبين، والذي يعلم السر وأخفى، والصلاة والسلام على نبي المرسلين، وآخر الأنبياء والصديقين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
عباد الله احمدوا الله جل علاه، وأثنوا عليه بالشكر والرضا، أنه سبحانه أمد في أعماركم حتى أدركتم هذه الأيام المباركة، والتي هي أفضل الأيام وأخيرها في هذه الحياة الدنيا، وهي الأيام العشر من ذي الحجة، وهي أيام فضّلها الله تعالى على سائر الأيام لشأنها العظيم، ورفع مكانتها، وأقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز، ومن أفضل الأعمال في هذه الأيام المباركة الحجَ لمن استطاع إليه سبيلا، وصيام الأيام التسع الأولى، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، وأداء الصلوات المفروضة، والحرص على الإكثار من النوافل، وقيام الليل، والصدقة، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والدعاء لله -سبحانه وتعالى-، فإن هذه الأيام هي سبيل المؤمن للجنة، وطريقه لقبول التوبة، ونيل رحمة الله جل علاهُ وغفرانه.
ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الموفقين والمَهديين لأداء العمل الصالح، واستغلال جل وقتنا بالخير في هذه الأيام المباركة، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وحبيبه محمد وآله وصحبه أجمعين.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة، حيث أدرجنا مجموعة من الخطب عن فضل يوم عرفة والعشر الأواخر من ذي الحجة.
المراجع
- سورة الفجر , الآية 1 - الآية 2
- صحيح أبي داود , الألباني، ابن عباس، 2438، صحيح
- سورة المائدة , الآية 3
- سورة البروج , الآية 3
- سورة الحج , الآية 28
- الجامع الصغير , السيوطي، أبو قتادة، 5101، صحيح
- khutabaa.com , عشر ذي الحجة ويوم عرفة: فضلها وأعمالها وأسباب المغفرة فيها , 23/05/2024
- سورة الأحزاب , الآية 56
التعليقات