كم عدد السجدات في القران

كم عدد السجدات في القران مع ذكر السور؟ يبحث الكثير من المسلمين عن إجابةٍ لهذا السؤال، فهو يتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى، وعبادةٌ أخرى مقترنةٌ فيه وهي السجود، فالمسلم حريصٌ على الإلمام بكلّ علوم القرآن الكريم وتدبره وفهم إشاراته، ومن خلال هذا المقال يقدّم موقع المرجع كم سجدة في القرآن وما مواضعها.

السجود

إنّ السجود هو ما يعرف في اللغة بأنّه التذلل والخضوع والخشوع، ويكون بوضع جبهة المسلم على الأرض في الصلاة أو خارجها، ويذكر السجود في القرآن الكريم 92 مرّة، بكلّ مشتقّاته، والسّجود في الصلاة واجب وهو ركنٌ ومن أركان الصلاة، فبتركه تبطل الصلاة ولا تصحّ، ويكون السّجود مرّتين في كلّ ركعة من ركع الصلاة، وفي السّنة النبوية الشريفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ فأكثِروا الدُّعاءَ”.[1] وفيما يأتي سيتمّ ذكر كم عدد السجدات في القران مع ذكر السور.[2]

شاهد أيضًا: انواع هجر القرآن الكريم

كم عدد السجدات في القران

إنّ عدد السجدات في القران الكريم هي خمس عشرة سجدة في خمسة عشر موضعًا، اتّفق أهل العلم في عشرٍ منها واختلفوا في خمس سجدات، ففي الحديث الذي ضعّفه أهل العلم والذي رواه الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أقرَأه خَمْسَ عَشْرةَ سَجْدةً في القُرْآنِ، منها ثلاثٌ في المُفصَّلِ، وفي سورةِ الحَجِّ سَجْدتانِ”. [3] فقد أسقط الشافعي سجدة ومالك ثلاثًا، وذلك لما ورد في الأحاديث التي اعتبروها ناسخةً لحديث عمرو بن العاص، واختلاف أهل العلم في عدد هذه السجدات يرجع لضعف الأحاديث الواردة فيها، لكنّ الراجح أنّها خمس عشرة سجدة والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: كم عدد سور القرآن المكية والمدنية

السور والآيات التي وردت فيها السجدات في القرآن الكريم

ببيان كم عدد السجدات في القران، فإنّه من الضروري ذكر السور الآيات الكريمة التي تحوي وتتضمن السجدات في كتاب الله وهي كما بيّنها أهل العلم، كما يأتي:[5]

• الآية 206 من سورة الأعراف: في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.
• الآية 15 من سورة الرعد: في قوله تعالى: {وَلِلهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}.
• الآية 49 من سورة النحل: في قوله تعالى: {وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.
• الآية 107 من سورة الإسراء: قال تعالى: {قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا}.
• الآية 58 من سورة مريم: في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.
• الآية 18 من سورة الحج: في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.
• الآية 60 من سورة الفرقان: وذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}.
• الآية 25 من سورة النمل: قال تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}.
• الآية 15 من سورة السجدة: في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.
• الآية 37 من سورة فصلت: ويقول فيها ربّ العزة: {مِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
• الآية 77 من سورة الحج: في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
• الآية 24 من سورة ص: قال تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.
• الآية 62 من سورة النجم: في قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا}.
• الآية 21 من سورة الانشقاق: قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ}.
• الآية 19 من سورة العلق: بقوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب}.

حكم سجود التلاوة

بعد الاطّلاع على كم عدد السجدات في القرآن مع ذكر السور لا بدّ للمسلم أن يعلم أنّ سجود التلاوة من الأمور المشروعة في الإسلام، وهو سنّةٌ مستحبّة للقارئ والمستمع، وبه قال جمهور أهل العلم، من الشافعية والمالكية والحنابلة، وقد استدلوا على ذلك بكثرة الأحاديث الواردة فيه، وهو ليس بواجب لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ترك بعض المواضع ولم يسجد فيها، وبعض أهل العلم قالوا يجوز سجود التلاوة حتّى في أوقات النهي، وآخرون قالوا لا يجوز إلا في الأوقات المشروعة والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر رمضان في القران الكريم

فضل سجود التلاوة

إنّ سجود التلاوة مع كونه يمتلك الفضل العظيم للسجود إلّا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بمزيّته الفريدة وذلك فيما يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه حين قال: “إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ”. [7] فهو خزيٌ للشيطان وذلٌّ له.[8]

شروط سجود التلاوة

إنّ الخوض في كم عدد السجدات في القرآن يدفع للتعرف على شروط سجود التلاوة، وقد بيّن أهل العلم أنّ سجود التلاوة يلزم المسلم من أجله أن يحافظ على شروط الصلاة النافلة ذاتها، فيكون طاهرًا من الحدث الأكبر والأصغر والنجس، وأن يستر عورته، ويستقبل القبلة وأن ينوي نيّة سجود التلاوة، وهو قول مذهب جمهور أهل العلم، ويشترط أن يستمع السامع مباشرةً ويسجد مأمومًا ولا يصحّ أن يسجد مع الشريط أو المسجل.[9]

في ختام مقال كم عدد السجدات في القران مع ذكر السور، فإنّا نكون قد تعرفنا على مفهوم السجود، وذكرنا مواضع السجدات في كتاب الله وعددها، وبيّنا حكم سجود التلاوة وفضله وشروطه.