كم تسليمه صلاة التراويح في الحرم المكي 1443

إنّ سُؤال كم تسليمه صلاة التراويح في الحرم المكي 1443 هو أحد الأسئلة التي جرى طَرحها من قبل عَدد واسع من أبناء المملكة العربيّة السّعوديّة، حيث يهتم كثيرون بالتّعرف على صلاة التَّراويح وجميع أحكامها الشّرعيّة كنايةً عن الدّور الكبير لهذه الصّلاة في إصلاح حياة المُسلم، وهي التي أدّاها رسول الله، وسنّها لمن بعده، وعبر موقع المرجع يُمكن التّعرف على فضل صلاة التراويح في رمضان ضمن مقالنا إلى نبحث فيه حولَ عدد التسليمات في صلاة التراويح لعام 2022.

ما هي صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح هي اتها صلاة قيام الليل التي تُصلّى في شهر رمضان المُبارك، مع بداية الليلة عقبَ الانتهاء من صلاة العشاء، وهي من الصلوات النوافل التي سنّها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وصلّها جماعةً في المسجد واستمرّ بها الصحابة الكِرام من بعده، فشدّد النبي -صلوات ربّي وسلامه عليه- على أهميّتها وعلى الدّور الكبير الخاص بتلك الطّاعة، فقال:”مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [1] ويجدر الإشارة إلى أنّ رسول الله لم يستمرّ في أدائها في شهر رمضان بشكل متوصل مع أصحابه، كي لا يتم مساواتها بالفرض.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي

كم تسليمه صلاة التراويح في الحرم المكي 1443

إنّ عدد تسليمات صلاة التراويح في الحرم المكّي هي عشرة تسليمات ، حيث تتوزّع على تسلميه في كلّ ركعتين، وهي سنّة مؤكّدة عن الرّسول -صلوات الله وسلامه عليه- وقد شدّد رسول الله على أهميتها في هذا الشّهر المُبارك، ضمن توقيت مُحدّد بعد الانتهاء من كافّة الصّلوات المفروضة في هذا اليوم الرّمضاني، حيث تصحّ تلك الصّلاة في المسجد جماعةً ويصحّ أي يُصلّيها المُسلم في منزله مع أهله، وتكون بعد الانتهاء من صلاة العشاء، وحتّى طلوع الفجر، وقد جاء في قول أئمة المُسلمين أنّ صلاة التراويح تُصلَّى بواقع ركعتين في تسليمة واحدة، ثم ركعتين بتسليمة أخرى، كما هو معروف عادة ويتم تجديد النيّة مع كل ركعتين، وقد أباح عدد من العلماء أن يُصلّي المُسلم أربع ركعات بتَسليمة واحدة خلاف السُنة الواردة لما في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال: “سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى”.ن وقد وردَ في صلاة التراويح حديثًا روته السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”.[2]

كم تسليمه في صلاة التراويح

إنّ عدد التسليمات في صلاة التراويح غير مُحدّد برقم معيّن في الشّرع الإسلامي، إلّا أنّ الصّائب في القول أنّه لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد زاد عن ست تسلميات، بمعنى ترويحتين وشفع ووتر، وهو ما معناه قيام النبيّ المصطفى بأداء التراويح بواقع عشر ركعات وقد جاء ذلك مُستندًا على الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- أنّ النبي -صلوات ربّي وسلامه عليه- كان يصلّي أربعًا ثمّ أربعًا ثمّ ثلاثًا، ويجوز أن يقوم المُسلم بالزّيادة في الصّلاة، فالنّاس إن شقّ عليهم طول القراءة يُمكن لهم أن يستعيضوا عنها بكثرة الركعات، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة التراويح

موعد صلاة التراويح في الحرم المكي

إنّ الموعد المُحدّد لصلاة التراويح في الحَرم المكّي يكون من بعد صلاة العشاء وحتّة طلوع الفجر، حيث تبدأ صلاة التراويح عقبَ الانتهاء من صلاة العشاء، وهي سنّة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في شهر رمضان، وقد قام على أداءها في رمضان في المسجد، ثمّ انقطع عنها كي لا يتم اعتمادها كالفرض بين جُموع المُسلمين، فقد جاء عن الإمام النووي في كتابه المجموع “يدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ” وهذه في حال كانت الصّلاة جماعة، فلا يُستحبّ تأخيرها عن صلاة العشاء، حتّى لا يكون حرجًا على المُصلّين، وفي حال كانت الصّلاة إفراديّة، فيُمكن للمُسلم أن يَقوم على أداء تلك الطّاعة في الوقت المُحدّد بها من صلاة العشاء وحتّى صلاة الفجر، فله الخيار في تحديد التّوقيت المُناسب له في رمضان.

ما حكم صلاة التراويح أربع ركعات في تسليمة واحدة 

إن الحكم الشرعي لا يجوز ، في أن يُصلي المُسلم أربع ركعات من صلاة التراويح في تسليمة واحدة، وقد اختلف أهل العلم من أئمة المُسلمين في الحكم الشّرعي لذلك،  لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ صلاة التراويح مثنى مثنى، ولم يرد أنه يجوز أن تصلى أربعًا بتسليمة واحدة، وفي ذلك خلاف،وجاءت الآراء وفق الآتي:

• القول عند جمهور الحنفية: لو قام المسلم بأداء صلاة التراويح كلها بتسليمة وقعد في كلّ ركعتين فالصحيح في ذلك أنها تصحّ صلاته عن الكل، وفي هذه الحالة يكون قد أتى بجميع أركان الصّلاة وشرائطها، حيث يكون تجديد التّحريمة واردًا لكل ركعتين ليس بشرط عندهم، لكنه يكره إن تعمد على الصحيح عندهم.
• القول عند جمهور المالكية: يجوز لمن قام على صلاة التراويح أن يقوم بالتّسليم كلّ ركعتين، ويُكره فيها تأخير التّسليم بعد كلّ أربع، ولا يتم ذلك حتّى لو دخل على أربع ركعات بتسليمة واحدة، والأفضل في ذلك له أن يقوم بالسّلام بعد كلّ ركعتين.
• القول عند جمهور الشافعية: لو قام المُسلم في التراويح فصلّى أربع ثمّ سلّم تسليمة واحدة فإنّ صلاته تبطل إن كان عامدًا، وإلّا تصبح نفلًا مُطّلقًا، لأن صلاة التراويح كثيرا ما تتشبّه إلى طلب الجماعة فلا تغيير عمّا ورد في ذلك.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي

إنّ عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكّي هي عشرون ركعة من دون ركعتي الشفع والوتر، وقد اختلف العلماء في العدّد الموحّد لصلاة التّراويح، ويعود الاختلاف في ذلك إلى منهم من راح في اقتداءه بكلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقسم منهم راح في الاقتداء بكلام وفعل الصّحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- ، بحيث تكون الصلاة مثنى مثنى أي ركعتين مع التسليم ومن ثم الركعتين مرة أخرى والتسليم وهكذا إلى انتهاء العدد المطلوب من هذه الركعات في الحرم المكي في المملكة العربية السعودية، ويجوز للمُسلم أن يُصلّي ثمانية ركعات  أو اثني عشر ركعة أو عشرون ركعة حيث يجب أن يكون العدد زوجياً. [3]

ما هو الحكم الشرعي في حكم صلاة التراويح

إنّ الحكم الشّرعي في صلاة التراويح أنّها سنّة مُستحبّة في شهر رمضان المُبارك، ويتم أداءها بعد صلاة العشاء مباشرةً في المسجد، أي بعد الانتهاء من الفرض، لإنّها سنّة، وتُعتبر من صلاة النّوافل التي يتقرّب بها العبد من ربّه، وقد أدّاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المسجد فصلاها عدة ليالي بالمسلمين، ثم قام على تركها كي لا تُصبح فرضًا ويضيع الحكم الشّرعي فيها، وقد ذكرت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في حديثها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.[4]

فضل صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح هي إحدى سنن النوافل التي يتقرّب بها الإنسان المُسلم من الله تعالى، وكان رسول الله صلوات الله وسَلامه عليه يُرغّب الصّحابة -رضوان الله عليهم- فيها ولا يأمرهم بها، فقد كان طريقة هي حثّ النّاس عليها لما فيها من الخير، حيث جاء عن النبيّ المصطفى -عليه الصلاة والسَّلام-: “إن الله فرض عليكم صيامه، وسننت لكم قيامه، فمن صام رمضان وقَامه إيمانا واحتسابًا غَفر له ما تقدَّم من ذنبه”[5].

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المَقال الذي تناولنا فيه الحَديث حَول إجابة كم تسليمه صلاة التراويح في الحرم المكي 1443 حيث تعرّفنا عبر فَقرات المقال على جُملة من المَعلومات المهمّة حول عدد تسليمات صلاة التَّراويح وعدد ركعات صلاة التروايح في الحرم المكي لعام 1443.