كم كان عمر النبي حين بعث

كم كان عمر النبي حين بعث ؟ من أكثر الأسئلة الهامّة التي تُطلق حول سيرة النّبي -صلى الله عليه وسلم- حيث إن البعثة النبوية الشريفة من الأمور العظيمة والأحداث التي غيّرت منحى التاريخ ومساره، ففي بعثة النّبي كانت بداية الدّين الأعظم على وجه الأرض وهو دين الإسلام والتوحيد، فقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- جبريل -عليه السلام- بالوحي على أطهر الخلق وخاتم المرسلين والنبيين، ومن خلال موقع المرجع وفي هذا المقال سيتمّ معرفة كم كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي.

كم كان عمر النبي حين بعث

كان عمر النبي حين بعث باتفاق أهل العلم والمشهور عندهم أنّه كان في عمر الأربعين سنة صلى الله عليه وسلم، وذلك باستنادهم لما روي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّه قال: “بُعِثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بالهِجْرَةِ فَهاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وماتَ وهو ابنُ ثَلاثٍ وسِتِّينَ”.[1] وقد حدّد هذا الحديث كلّ فترة من فترات حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقال أنّها فتراتٌ تقريبية، لأنّ جبريل عليه السّلام نزل في رمضان، والنّبي -صلى الله عليه وسلم- ولد في ربيع الأول، فيكون من شهر ولادة النبي إلى رمضان نزول جبريل بالوحي أكثر من أربعين سنة بستّة أشهر، لكن واقع الأمر والله أعم أنّ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس كان دقيقًا في حسابه، فقد أدخل فترة الرّؤيا الصادقة التي سبقت نزول جبريل عليه السّلام، والصحيح الوارد عن السّيدة عائشة أمّ المؤمنين أنّ هذه الرؤيا هي أوّل ما بُدئ بها النبي، وقد بدأت قبل رمضان بستّة أشهر، وبذلك يكون قد بُعث وهو ابن أربعين سنة والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي

ما المهمة التي بعث من أجلها الرسول

بعد معرفة كم كان عمر النبي حين بعث من الضروري معرفة ما المهمة التي بعث من أجلها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وفي الحقيقة هي ليست مهمّة واحدة بل عدّة مهام عظيمة، ومنها:[3]

• بُعث النبي مُبلّغًا: فهو مُرسلٌ برسالةٍ عظيمة وهي رسالة التوحيد، وهي رسالة الإسلام، أُمر بتبليغها للناس، ليرشدهم من الظلمات إلى النور، وليدلّهم على سعادة الدّنيا والآخرة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين}[4].
• بُعث النبي مبيّنًا: فمن مهامه تعليم النّاس الأحكام والشرائع الإسلامية وبيانها لهم، فالسّنة النبوية فصّلت القرآن ووضّحته.
• بُعث النّبي مُزكّيًا: وهي من المهام التي بعثه الله سبحانه من أجلها، فهو يكمّل نفوس المسلمين ويهذّبها، ويطهّرها ويحملها على الأخلاق الحميدة.
• بُعث النّبي معلّمًا: فهو يتلو على النّاس آيات الله ويعلّمهم الكتاب والحكمة.
• بُعث النّبي مُبشّرًا ونذيرًا: فهو يبشّر الطائعين لله بالجنّة، وينذر من عصاه من عباده بالنّار.
• بُعث النّبي متمّمًا لمكارم الأخلاق: فمع دعوته لتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له فإنّه من مهامه تطهير نفوس النّاس وأخلاقهم، فيرفعهم وينقيهم ويطهر قلوبهم ومشاعرهم.

شاهد أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما توفي

حال قريش عند بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم

حال قريش عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من حال الجزيرة العربية عند بعثته، ويمكن تحديد تلك الفترة بعد الإطّلاع على كم كان عمر النبي حين بعث، فلقد عاشت قريش والجزيرة العربية قبل بعثة النبي واحدة من أسوأ المراحل على الإطلاق، فقد كانت تغرق في فوضى دينية واقتصادية وسياسية واجتماعية، وانتشر الشّرك بالله والفساد الخلقي، وانتشرت الصراعات والحروب، وقد كانت العبادة قائمة على عبادة الأوثان، وذلك رغم وجود الموحدين الذين عرفوا بالأحناف، فاتّخذ الناس أصنامًا يعبدونها من دون الله.[5]

ويصف جعفر بن أبي طالب حال قريش في الجاهلية قبل بعثة النبي فيقول: “كنَّا أَهْلَ جاهليَّةٍ نعبدُ الأصنامَ ، وَنَأْكلُ الميتةَ وَنَأْتي الفواحشَ، ونقطعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجوارَ ويأكلُ القويُّ منَّا الضَّعيفَ ، حتَّى بعثَ اللَّهُ إلينا رسولًا منَّا نعرفُ نسبَهُ، وصدقَهُ ، وأمانتَهُ، وعفافَهُ ، فدعانا لتوحيدِ اللَّهِ وأن لا نُشرِكَ بهِ شيئًا،ونخلَعَ ما كنَّا نعبدُ من الأصنامِ، وأمرَنا بصدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجوارِ، والكفِّ عنِ المحارمِ، والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفواحشِ، وقولِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالَ اليتيمِ، وأمرَنا بالصَّلاةِ، والصِّيام”.[6]

شاهد أيضًا: ما الادله على ان دعوه الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تدعو الى العلم والقضاء على الجهل وعماره الارض

كم كان عمر النبي حين تزوج خديجة

إنّ الوارد في عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين تزوج خديجة بنت خويلد أنّه كان ابن خمسةٍ وعشرين سنة، وخديجة كانت بعمر الأربعين سنة، وروى الحاكم أنّ عمر خديجة يوم تزوجها النبي كان ثمانٍ وعشرون سنة، والله ورسوله أعلم، حيث إنّ خديجة لما سمعت بأمانة النّبي -صلى الله عليه وسلم- أرسلت خادمها يستأجره لها في تجارتها فوافق النبي، ليخرج بتجارتها وليرجع لها بربحٍ لم تعهده وقد رافقه غلامها ميسرة، والذي عاد ليحدّثها عن أخلاق رسول الله وأمانته -صلى الله عليه وسلم- لتعجب السيدة خديجة بأخلاقه، وترسل له تخطبه فوافق -عليه الصلاة والسّلام- وتزوّجها وأنجبت له جميع أبنائه وبناته إلا واحدًا، وقد توفّيت قبل الهجرة وذلك في السّنة العاشرة من البعثة.[7]

شاهد أيضًا: آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن

كم كان عمر النبي حين هاجر إلى المدينة

كان عمر النبي حين بعث صلى الله عليه وسلم أربعين عامًا، وحين هاجر إلى المدينة المنورة كان عمر النبي -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة وخمسين سنة، وبذلك فقد جلس في مكّة المكّرمة ثلاثة عشر سنة يدعو النّاس وينشر الإسلام، قبل أن يأذن له ربّ العالمين جلّ جلاله أن يهاجر مع المسلمين من مكّة إلى المدينة المنوّرة، حيث خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيته في ليلة الجمعة بتاريخ سبعٍ وعشرين من صفر في السنة الرابعة عشر من البعثة، وكمن في الغار مع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في ليلة الجمعة والسبت والأحد، ووصل لقباء يوم الإثنين الثامن من شهر صفر في السنة الرابعة عشرة للبعثة ووصل المدينة المنورة في الثاني عشر من ربيع الأول.[8]

شاهد أيضًا: عندما أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، تمكنت أم سلمة من الهجرة مع زوجها

كم كان عمر النبي حين توفي

كان عمر النّبي -صلى الله عليه وسلم- يوم وفاته ثلاثة وستين سنة على الصحيح وكان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، مع اختلاف أهل العلم في تحديد الشهر، وكانت وفاته في السنة الحادية عشرة للهجرة، وبذلك قضى رسول الله في حياته أربعين سنة قبل بعثته، وثلاثةً وعشرون سنة وهو نبي، منها ثلاث عشرة سنة في مكّة، وعشر سنين في المدينة، قضاها في الدّعوة إلى الله وتوحيده وعبادته.[9]

بهذا نصل لنهاية مقال كم كان عمر النبي حين بعث، والذي بيّن المهمّة التي بُعث النبي من أجلها، وبيّن حال قريش والجزيرة العربية عند البعثة وقبلها، وذكر المقال عمر النّبي حين تزوج خديجة، وعمره حين هاجر من مكّة المكرّمة للمدينة المنوّرة، وختم ببيان عمره حين وفاته صلى الله عليه وسلم.