في اي عام فرضت الصلاة ؟

في اي عام فرضت الصلاة ؟ فرض الله سبحانه وتعالى ورفع قدرها حتى شاء -سبحانه وتعالى- تبليغها إلى رسوله محمد مباشرة ومن دون واسطة. لم يكن إبلاغ الرسول لفريضة الصلاة على الأرض مثل بقية التشريعات؛ بل من فوق سبع سماوات، وكانت الصلاة هي الشعيرة الوحيدة في التي طلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- تخفيفَها، كي يُحسِن المسلمون القيام بها. وانطلاقًا من حرصنا في موقع المرجع على تزويدكم بكل المعلومات القيمة عن الدين الإسلامي فإننا نسرد لكم في هذا المقال المعلومات التي تتعلق بفريضة الصلاة.

في اي عام فرضت الصلاة

فرضت الصلاة على المسلمون في ليلة الإسراء والمعراج وهذا مما أجمع عليه علماء المسلمين، ففي ليلة الإسراء والمعراج التي وقعت قبل الهجرة بسنة ونصف، فرض الله -سبحانه وتعالى- على رسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- الصلوات الخمس، ثم فصل شروط الصلاة وأركانها وكل ما يتعلق بها فيما بعد شيئا فشيئا. [1]

ثم نزل الوحي جبريل -عليه السلام- وعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوقات الصلاة، ومما لم يختلف عليه علماء المسلمين أن جبريل -عليه السلام- قد هبط صبيحة ليلة الإسراء والمعراج عند الزوال ليعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلاة ومواقيتها؛ حيث كانت الصلاة أول ما فرضت ركعتين، وبعد الهجرة تم إقرارها في السفر، وزيد على الركعتين في الحضر ركعتين في كل من العصر والظهر والعشاء، أما المغرب فعلى حالها، والفجر فرضها ثنتان. وقد روى البخاري ومسلم جديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: “فُرِضَتْ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الْأُولَى”. [1]

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصلاة

قصة فرض الصلاة من خمسين إلى خمسة

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم – كما جاء في رواية البخاري عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه: “ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ.

فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ. قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي”.[2]

اقرأ أيضًا: حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

الحكمة من تخفيف الصلاة من 50 إلى 5

كان لتخفيف الله سبحانه وتعالي عدد الصلوات من خمسين إلى خمسة حكمة، فقد أراد الله -سبحانه وتعالى- إظهار رحمته بعباده؛ ففرض عليهم أولًا خمسين صلاة؛ وهو عندما فرض عليهم هذا العدد فهو يعلم أنهم يستطيعون القيام به، لأن الله تعالى  قال في كتابه: “لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا” [البقرة: 286]. صدق الله العظيم. [2]

إذا صلى المسلم خمسين صلاة فإن هذا سوف يأخذ منه عشرة أضعاف وقت صلوات خمس، وليس في هذا مشكلة؛ وذلك لأن الصلاة عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى، فإن كنا نقضي يومنا في الصلاة لما خرجنا عن الهدف الذي خلقنا من أجله وهو العبادة؛ بل على العكس نكون بذلك أكثر تحقيقًا لههذا الهدف، ومع ذلك فإن الله -سبحانه تعالى- خفَّف عنا 90% من الصلاة المفروضة علينا لكنه لم ينتقص من أجرنا، وهذا لا يفعله إلا رحمن رحيم، كما أن معرفتنا بهذه القصة سوف تجعلنا أكثر انضباطًا في أداء الصلوات.[2]

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

كم كانت عدد الصلوات قبل الإسراء والمعراج

كانت الصلاة معروفة قبل الإسراء والمعراج، وحسبما ذهب إليه بعض العلماء فقد كانت ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، وأما الصلاة التي فرضت في ليلة الإسراء والمعراج فهي الصلوات الخمسة كما هي بحالتها المعروفة. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد صلى ليلة الإسراء ببيت المقدس ركعتين. وثبت أيضاً أنه صلى بالأنبياء إمامًا عليهم. [3]

وقد قال الحافظ في الفتح: “كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الْإِسْرَاء يُصَلِّي قَطْعًا , وَكَذَلِكَ أَصْحَابه لَكِنْ اُخْتُلِفَ هَلْ اُفْتُرِضَ قَبْل الْخَمْس شَيْء مِنْ الصَّلَاة أَمْ لَا ؟ فقيل : إِنَّ الْفَرْض أَوَّلًا كَانَ صَلَاة قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قَبْل غُرُوبهَا , وَالْحُجَّة فِيهِ قَوْله تَعَالَى “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا” وَنَحْوهَا مِنْ الْآيَات “[1]

اهمية الصلاة في حياة المسلم

للصلاة أهمية كبيرة في حياة كل ملتزم محافظ عليها، فالصلاة معراج رباني تجعل المسلم يصعد بروحه إلى الله -سبحانه وتعالى- وقت الصلاة، حين يناجي ربه، ويقوم بتلاوة آيات من كتابه العظيم الذي أنزله على نبيه الكريم، فيشعر العبد بذلك أنه تزود من القوة والإيمان ما من شأنه أن يعينه على القيام بأداء ما حمل من الأمانة، فهو يستمد قوته من صلاته، قال تعالى: “فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا” [النساء: 43] والصلاة هي الزاد الرباني وهي غذاء للروح لابد من أن يتزود المؤمن به؛ كي يبقى حيًا مستنيرًا. وإن من فوائد الصلاة ما يأتي: [4]

  • تعلم المسلم الدقة والنظام والانضباط؛ فهو حين يسمع النداء للصلاة في ازدحام مشاكل الحياة، ويهرع لإجابته، تاركًا الحياة التي لا تنتهي، يتعلم الحرص على احترام الوقت والنظام.
  • تجدد الاتصال العبد بربه جلّ في علاه، كما أنها تنير القلب وتشرح الصدور، وتوثق الصِّلة بين العبد وربه.
  • تبعد العبد عما يغضب الله سبحانه وتعالى.
  • تُكفِّر الذنوب والآثام التي يكسبها العبد.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد أجبنا فيه عن السؤال: ” في اي عام فرضت الصلاة ؟“، كما ذكرنا لكم القصة التي تم فيها تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمسة والحكمة من هذه القصة، والكثير من المعلومات ذات الفائدة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *