هل السرطان وراثي

هل السرطان وراثي؟، فالسرطان مرض خطير كما يعرف الكثيرين من البشر، وظهور إصابة بالسرطان، في أحد أفراد العائلة، قد يثير الخوف والقلق، لدى باقي العائلة، من مدى احتمالية إصابتهم به، وإن كان هذا المرض ينتقل بالوراثة أم لا، ويقدم موقع المرجع، في هذا المقال، إجابة عن هذا السؤال، مع تقديم بسيط، عن الأمراض الجينية، وكون السرطان إحدى هذه الأمراض، مع الإشارة إلى بعض الطفرات الجينية المرتبطة بالسرطان، وذكر بعض الأسباب التي قد تدعو الفرد، لإجراء الفحص الجيني؛ للكشف عن مدى احتمالية الإصابة بالسرطان.

السرطان مرض جيني

تعرف الأمراض الجينية؛ بأنها الأمراض أو الاضطرابات، التي تنتج بسبب حدوث تغيير كلي أو جزئي، في تسلسل الحمض النووي، بشكل بعيد عن التسلسل الطبيعي، ومن الممكن أن يحدث نتيجة لحدوث طفرة في جين واحد، أو مجموعة جينات متعددة، أو عن طريق مجموعة من الطفرات الجينية، والعوامل البيئية، أو عن طريق حدوث تلف بالكروموسومات[1]، ويعد السرطان أحد هذه الأمراض الجينية؛ فهو ناتج عن حدوث تغيرات معينة، في الجينات التي تتحكم، في الطريقة التي تعمل بها خلايا جسم الإنسان، ولا سيما كيفية نموها وانقسامها.[2]

هل السرطان وراثي

يمكن القول بشكل عام، أن السرطان ليس مرضًا وراثيًا، ولكن في بعض الحالات، ينتج السرطان بسبب جين غير طبيعي، ينتقل من جيل إلى جيل، وعلى الرغم من أن هذا هو ما يشار إليه، بالسرطان الوراثي، إلا أن ما يورث حقيقة هو الجين الغير طبيعي، الذي يؤدي إلى السرطان، وليس السرطان ذاته، كما أن فقط ما نسبته تتراوح ما بين؛ 5% إلى 10% من جميع أنواع السرطانات، ينتج مباشرة من طفرات جنية، موروثة من أحد الوالدين، وفي بعض الأحيان، يبدو أن بعض أنواع السرطانات، تسري في بعض العائلات، وفي الحقيقة قد يكون هذا بسبب تشارك أفراد الأسرة، في سلوكيات معينة، أو تعرضهم لشيء ما مشترك، يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، مثل التدخين، والسمنة.[3]

شاهد أيضًا: كم يعيش مريض السرطان بدون علاج

أنواع السرطان الوراثي

تنتج السرطانات الوراثية، من طفرة جينية، كانت موجودة في البويضة، أو الحيوان المنوي، وقت حدوث الإخصاب، ووجود هذه الطفرة الجينية الموروثة، لا يعني بالضرورة أنها ستؤدي إلى الإصابة بالسرطان[4]، ومن الأمثلة على السرطانات، التي من الممكن أن تكون وراثية، ما يأتي:[5]

  • سرطان الثدي.
  • سرطان القولون.
  • سرطان البروستات.
  • سرطان المبيض.
  • سرطان الرحم.
  • سرطان البنكرياس.
  • الميلانوما (بالإنجليزية: Melanoma)، وهي أحد أنواع سرطانات الجلد.

شاهد أيضًا: اسباب حدوث سرطان الثدي من وجهة النظر العلمية

طفرات جينية مرتبطة بالسرطان

من الأمثلة على الطفرات الجينية، التي من الممكن أن تنتقل بالوراثة، وتتسبب بأنواع مختلفة من السرطانات، ما يأتي:[4]

  • الطفرة الجينية BRCA1 أو BRCA2: ويكون النساء، والرجال، الحاملين لهذه الطفرة الجينية، أكثر عرضة – وبشكل ملحوظ-، للإصابة بسرطان الثدي، وغيره من أنواع السرطانات الأخرى، من مثل؛ سرطان المبيض، وسرطان البنكرياس، والميلانوما، وسرطان البروستات.
  • الطفرات التي تحدث في جينات محددة من جينات الترميم الغير متطابق (بالإنجليزية: Mismatch repair genes)، والتي تتسبب بمتلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch syndrome)، وهو اضطراب وراثي، ناتج عن الطفرات الجينية، في جينات الترميم الغير المتطابق؛ MLH1، MSH2، MSH6، PMS2، EPCAM، ويكون الأشخاص الحاملون لهذه الطفرات، أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، وسرطان بطانة الرحم، وأنواع أخرى من السرطانات، من مثل؛ سرطان المعدة، وسرطان البنكرياس، وسرطان المسالك البولية، وسرطان الدماغ.
  • الطفرات في الجين CDH1: وترتبط هذه الطفرات، بسرطان المعدة المنتشر الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary diffuse gastric cancer)، وهو نوع نادر من سرطانات المعدة، بالإضافة إلى سرطان الثدي.
  • الطفرات الموروثة في الجين PALB2: ووجود هذه الطفرات، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وفي بعض الأحيان، يمكن العثور على هذه الطفرة أيضًا، في العائلات التي لديها حالات متعددة من سرطان البنكرياس.
  • الطفرة في الجين STK11: وتؤدي هذه الطفرة للإصابة بمتلازمة بوتر جيغرز (بالإنجليزية: Peutz-Jeghers syndrome)، ويعاني الأشخاص المصابين بهذه الحالة، من احتمالية أعلى من المتوسط، للإصابة بسرطان في الثدي، وعنق الرحم، والمبيض، والجهاز الهضمي، والبنكرياس.
  • الطفرات في الجين PTEN: وقد ربطت هذه الطفرات، بخطر أعلى للإصابة بسرطان الرئة، وسرطان البنكرياس، وسرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma)، في الثدي والرأس والرقبة.
  • التغيرات في جين CDKN2A، أو جين CDK4: وقد ربطت هذه التغيرات، بخطر أعلى للإصابة بالميلانوما.
  • الطفرات في جين RB: وهي مرتبطة بالأورام الأرومية الشبكية (بالإنجليزية: Retinoblastomas)؛ وهي سرطانات نادرة جدًا، تصيب عيون الأطفال.
  • الطفرات في جين RET: وهي مرتبطة بنوع محدد جدًا من سرطانات الغدة الدرقية، يطلق عليه؛ سرطان الغدة الدرقية النخاعي (بالإنجليزية: Medullary carcinoma of the thyroid).

شاهد أيضًا: عبارات قصيره عن سرطان الثدي

دواعي الفحص الجيني للسرطان

يعد قرار اللجوء إلى الفحص الجيني، قرار شخصي يتخذه المرء لأسباب مختلفة، وفي الوقت ذاته، هو قرار معقد، يتم اتخاذه على أفضل وجه، بعد التحدث مع العائلة، وفريق الرعاية الصحية، والمستشار الوراثي، وتوصي الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية (بالإنجليزية: American Society of Clinical Oncology (ASCO)، بالنظر في إجراء الاختبارات الجينية، في الحالات الآتية:[6]

  • تاريخ شخصي، أو عائلي، يشير إلى سبب وراثي للسرطان.
  • إذا كان الاختبار، سيظهر بوضوح وود تغير جيني معين.
  • إذا كانت نتيجة الفحص الجيني، ستساعد في تشخيص الحالة، أو معالجتها، فعلى سبيل المثال؛ يمكن القيام بمجموعة من الخطوات، للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان، وقد تكون هذه الخطوات، عبارة عن إجراء جراحي، أو تناول لأدوية معينة، أو تغيير لنمط الحياة، أو غير ذلك.

كما وتوصي الجمعية الأمريكية لعل الأورام السريرية، بالاستشارة الوراثية قبل وبعد إجراء الفحص الجيني.[6]

لقد حمل هذا المقال، في السطور السابقة، إجابة الاستفسار القائل: هل السرطان وراثي؟، وقد تبين أنه بشكل عام، ليس كذلك، إلا أن بعض الأنواع منه، مرتبطة بطفرات جينية من الممكن أن تورث، إلا أن التوريث يكون للجينات الغير طبيعية، وهذا لا يعني ضرورة الإصابة بالسرطان فيما بعد، كما وذكر بعض الأمثلة على هذه الطفرات، ولعل أهمها، هي الطفرة الجينية BRCA1 أو BRCA2.

المراجع

  1. genome.gov , Genetic Disorders , 28/10/2021
  2. cancer.gov , The Genetics of Cancer , 28/10/2021
  3. cancer.org , Family Cancer Syndromes , 28/10/2021
  4. yalemedicine.org , Inherited Cancers , 28/10/2021
  5. genomemedical.com , What types of cancer can run in families because of genetics? , 28/10/2021
  6. cancer.net , Genetic Testing for Cancer Risk , 28/10/2021

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *