هل يجوز طلب الرحمة للمسيحي

هل يجوز طلب الرحمة للمسيحي من الأسئلة الشائعة بين المسلمين، حيث تجد بعض الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة أحد المشاهير أو المعروفين في المجتمعات على أنهم من غير دين الإسلام الحنيف يترحمون عليهم ويدعون لهم بالمغفرة والقبول، ويهتم موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان حكم طلب الرحمة للمسيحي كما بيّنه أهل العلم والفقهاء في الشريعة الإسلامية.

هل يجوز طلب الرحمة للمسيحي

لا يجوز طلب الرحمة للمسيحي، فقد بيّن الفقهاء أنه لا يجوز للمسلم أن يطلب الرحمة والدعاء بالمغفرة لغير المسلمين، وذلك بناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة التوبة، فقد قال تعالى: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. [1] وقد نزلت هذه الآية الكريمة لما أقسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر لعمه أبو طالب بعدما توفى، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي”. [2] وبناءً على ذلك فقد أجمع أهل العلم على أن الدعاء لغير المسلم بعد وفاته غير جائز، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: “وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْكَافِرِ ، وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ، فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْإِجْمَاعِ”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المسيحيين

هل يجوز التعزية في المسيحي والدعاء له؟

إنّ التعزية في غير المسلمين هو أمرٌ لا بأس به، أما الدعاء له بالرحمة والمغفرة فهو من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف، وقد بيّن أهل العلم ذلك قياسًا على ما ورد في زيارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمرضى غير المسلمين، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ” كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ”. [3] وكذلك استند الفقهاء في جواز تعزية المسيحي إلى دخولها في عموم البر، فقد قال تعالى في سورة الممتحنة: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

الترحم على أموات المسلمين إسلام ويب

كذلك الخوض في بيان هل يجوز طلب الرحمة للمسيحي يدفع البعض إلى البحث عما ورد في موقع إسلام ويب عن الترحم على أموات المسلمين، ومما ورد في ذلك:

• “فالترحم على أموات الكفار لا يجوز، سواء كانوا من اليهود والنصارى، أو كانوا من غيرهم، لقوله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113} ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. رواه مسلم وغيره”.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك. انتهى.”.[5]

هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي

لا يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي ولا يجوز له القراءة من القرآن الكريم أساسًا بجميع سوره، والواجب على المسلم أن يجزم بأن من مات على غير دين الإسلام فهو من الخاسرين، قال تعلى في سورة آل عمران: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[6] وبناءً عليه حرّم الفقهاء تلاوة القرآن الكريم عن روح غير المسلم، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي

هل يجوز طلب الرحمة للمسيحي مقالٌ فيه تمّ تقديم جملة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بطلب الرحمة والدعاء بالمغفرة لغير المسلمين من الطائفة المسيحية وغيرها من الطوائف الدينية كما ورد في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.