هل يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة

هل يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة من الأحكام الشرعية التي على المسلم التعرف عليها، حتى لا يُدخل نفسه في أمورٍ لا يرضاها الله سبحانه وتعالى، فالدين الإسلامي جاء منظمًا لأمور الحياة جميعها، ولا بدّ للمسلمين من الانضباط بأحكام الشريعة الإسلامية وتطبيقها ليكونوا مسلمين بحق، والأيام العشر من ذي الحجة من الأيّام المباركة، التي يكثر في خصوصها الأحكام والضوابط الشرعية، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم التهنئة بعشر ذي الحجة.

هل يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة

ذكر أهل العلم أنّ التهنئة بعشر ذي الحجة ودخول عشر ذي الحجة جائزة ولا حرج فيها في الإسلام، وكذلك يباح التهنئة بيوم عرفة أو يوم النحر منها، وذلك قياسًا على أي مناسبة دينية أو يومٍ مبارك كيوم الجمعة والعيدين، فجمهور أهل العلم يرى أن التهنئة بالأيّام المباركة تدخل ضمن العادات وليست من ضمن العبادات، لذلك ففي التهنئة سعة، وقد ذكر الحافظ بن حجر نقلًا عن القمولي قال: “لم أر لأحدٍ من أصحابنا كلاماً في التهنئة بالعيدين والأعوام والشهور كما يفعله الناس. ورأيت فيما ينقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري أن الشيخ الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا؟ فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك. قال: والذي أراه أنه مباح ليس بسنة ولا بدعة. ثم ألحق السائل بعد هذا أن الشيخ كمال الدين الدميري نقل في شرح المنهاج كلام القمولي، وزاد أن صاحب البيان والتحصيل نقل منه عن مالكٍ أنه لا يكره، وعن ابن حبيب قال: لا أعرفه ولا أكره”.[1]

اقرأ أيضًا: مبارك عليكم العشر من ذي الحجة

حكم التهنئة بعشر ذي الحجة

يجوز التهنئة بالعشر الأوائل من ذي الحجة كما ذكر أهل العلم، فهي جائزة ولا حرج على المسلم فيها، فالأيّام العشر من الأيام المباركة والفضيلة التي يتنظر فيها المسلمون نفحات الله سبحانه وتعالى والتهنئة فيها ليست عبادة إنما هي عادة حسنة، تكون بالتهنئة بفضل الله ومنّته على المسلمين، والأصل في القاعدة الشرعية أنّ الأمور أصلها الإباحة ما لم يتم النهي عنها، ويستثنى منها ما ورد في الشرع النهي الصريح عنه، ولم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن التهنئة بالأيام، وقد نُقل عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يتبادلون التهنئة بالعيدين والله ورسوله أعلم.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال للحاج عند عودته من الحج ، تهنئة الحجاج بالعودة

متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 1445

إنّ الأيّام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة هي أول أيّام الشهر الثاني عشر الهجري، وهي من الأيّام المباركة والفضيلة عن باقي أيّام الأشهر، وبدأت اليوم أولى أيام العشر من ذي الحجة لهذا العام 1445.

الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة

رغّب النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث يشرع فيها كلّ عملٍ صالح، ومن الأعمال الصالحة المستحب الإكثار منها في عشر ذي الحجة ما يأتي:[2]

  • شكر الله وحمده: فعلى المسلم أن يشكر الله سبحانه وتعالى على أن منّ عليه ببلوغ هذه الأيّام العشر المباركات التي هي من أفضل أيّام الدهر.
  • التوبة إلى الله: فيستقبلها المسلم بالتوبة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والخطايا.
  • الصلاة: فالصلاة من أجل العبادات وأعظمها أجرًا وأكثرها فضلًا.
  • الحج والعمرة: فمن استطاع بالمال والجسد فالحج والعمرة من أفضل أعمال هذه الأيام المباركة.
  • الصيام: فالصيام من أعظم العبادات التي ورد في فضلها الكثير من الأدلة الشرعية، والآكد استحبابًا هو صوم يوم عرفة لغير الحاج.
  • الإكثار من الذكر: من قراءة قرآن وتكبير وتسبيح وتهليل وتحميد ودعاء واستغفار.
  • الإكثار من الدعاء: فالدعاء مخ العبادة، ومن وفق إلى دعاء الله فقد بلغ منزلةً عظيمة ووفق إلى خيرٍ كثير.
  • قيام الليل: وهو من أعظم الصلوات بعد الفريضة.
  • التضحية: وهي سنة إبراهيم عليه السلام.
  • الإكثار من الخير مطلقًا: فيصلي الجماعة، ويصل الرحم ويكثر من الصدقة، ويطعم الطعام ويبر الوالدين.

اقرأ أيضًا: حكم التهنئة بالعيد قبل العيد

صيغة التكبير بالعشر الأوائل من ذي الحجة

التكبير من الأعمال والعبادات العظيمة المشروعة في العشر من ذي الحجة، فيكبر المسلم ويرفع الصوت بذلك، ويمكن له أن يكبر بأفضل الصيغ الواردة في الأدلة الشرعية أو غيرها من الصيغ المشروعة، ومنها ما يأتي:[3]

  • الصيغة الأولى: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
  • الصيغة الثانية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
  • الصيغة الثالثة: الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.

اقرأ أيضًا: ادعية ليوم عرفة مكتوبة

أنواع التكبير في عشر ذي الحجة

ببيان هل يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة، فإنّ أنواع التكبير في أيّام العشر تكون على نوعين اثنين المطلق والمقيد:

  • فالتكبير المطلق: هو التكبير الذي يكون من أول العشر إلى نهاية أيّام التشريق في كلّ وقتٍ فيها، فلا يقيد بوقت ولا بحال، ولهذا سمي مطلقًا.
  • والتكبير المقيد: هو التكبير الذي يبدأ من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة عصر آخر أيّام التشريق الثلاث، وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المكتوبة.

اقرأ أيضًا: تهنئة بدخول عشر ذي الحجة

فضل أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة

إن أيّام العشر الأوائل من ذي الحجة تعد من أفضل الأيّام على الإطلاق، وقد ورد فيها الكثير من الأدلة الشرعية التي تبين فضلها ومنها ما يأتي:

  • عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ”.[4]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ”.[5]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”.[6]

بهذا نختتم مقال هل يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة، والذي بيّن متى تكون العشر من ذي الحجة 1443، وبين حكم التهنئة فيها، والأعمال المشروعة وفضلها وصفة التكبير وأنواعه فيها.

المراجع

  1. islamweb.net , التهنئة في أوائل الشهور والسنين.. رؤية شرعية , 19/05/2024
  2. alukah.net , أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة , 19/05/2024
  3. saaid.net , التكبير في العشر أنواعه وصيغه , 19/05/2024
  4. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 969، صحيح
  5. عارضة الأحوذي , ابن العربي، عبد الله بن عباس، 215، صحيح
  6. صحيح مسلم , مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1162، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *