هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع

هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع هي واحد من المسائل الفقهية المهمة التي تتعلَّق بأركان الحج والجمع بينها لعذر، ينبغي على كل مسلم أراد قضاء فريضة الحج أم لم يرد في الوقت الحالي أن يكون عارفًا بالحكم الشرعي الصحيح للجمع بين طواف الإضافة طواف الوداع، وفي هذا المقال سوف يعرِّف موقع المرجع طواف الإفاضة وسوف يتحدَّث عن حكم جمعه مع طواف الوداع كما سيتحدَّث عن الفرق بين طواف الإفاضة والوداع.

ما هو طواف الإفاضة

إنَّ طواف الإفاضة في الإسلام هو ثالث أركان فريضة الحج، حيث يبدأ الحج بالإحرام ثمَّ الوقوف بعرفات ثوَّ بطواف الإفاضة ثمَّ ينتهي بالسعي بين الصفا والمروة، وقد ورد ذكر الطواف في القرآن الكريم صريحًا في سور الحج في قول الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[1] وفيما يأتي سوف نتحدَّث عن وقت طواف الإفاضة بالتفصيل:

وقت طواف الإفاضة

يبدأ وقت طواف الإفاضة بعد منتصف الليل في ليلة العاشرة من ذي الحجة، أي بعد أن ينتهي المسلم من الوقوف بعرفة، فإذا طاف قبل منتصف الليل فلن يجزئه طوافه وعليه أن يعيد الطواف بعد منتصف الليل، وإذا طاف بعد منتصف الليل وكان من الواقفين بعرفات فقد أجزأه الطواف بإذن الله تعالى، والدليل على هذا القول ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- وهو ما يأتي: “أنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ، هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَارْتَحِلُوا، فَارْتَحَلْنَا ومَضَيْنَا، حتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ في مَنْزِلِهَا، فَقُلتُ لَهَا: يا هَنْتَاهُ ما أُرَانَا إلَّا قدْ غَلَّسْنَا، قالَتْ: يا بُنَيَّ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أذِنَ لِلظُّعُنِ”[2]، والله تعالى أعلم.[3]

هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع

لقد أجمع أهل العلم على أنَّه يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع، أي أن يطوف المسلم طوافًا واحدًا يجزئه عن طواف الإفاضة وعن طواف الوداع معًا، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الأفضل هو أن يطوف المسلم طواف الإفاضة في وقته وطواف الوداع في وقته، فهو أكمل بإذن الله تعالى، وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- في إجابته عن هذه المسألة الفقهية المهمة: “لا حرج في ذلك ، لو أن إنسانًا أخّر طواف الإفاضة فلما عزم على السفر طاف عند سفره بعدما رمى الجمار وانتهى من كل شيء ، فإن طواف الإفاضة يجزئه عن طواف الوداع، وإن طافهما -طواف الإفاضة وطواف الوداع- فهذا خير إلى خير ، ولكن متى اكتفى بواحد ونوى طواف الحج أجزأه ذلك”، والله تعالى أعلم.[4]

قد يهمك أيضًا: صور طواف الحجاج حول الكعبة المشرفة 1442

الفرق بين طواف الإفاضة والوداع

يتوضَّح الفرق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع من خلال تعريف كلٍّ منهما على حدة، وفيما يأتي نعرف طواف الإفاضة ثمَّ طواف الوداع لإظهار الفروق:

  • طواف الإفاضة: هو ثالث أركان فريضة الحج، وهو ركن لا يصح الحج إلَّا به، ولا يمكن أن ينوب عنه شيء، وقد سمّي طواف الإفاضة بهذا الاسم لأنَّه يكون بعد أن يفيض الحجاج من عرفة إلى مشعر منى.
  •  طواف الوداع: هو من أهم مناسك الحج، وهو واجب على الحاج والمعتمر قبل الخروج من مكة المكرمة بحسب جمهور أهل العلم، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ”[5] والله تعالى أعلم.

هل يجوز الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع

إنَّ الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع جائز في الإسلام، فلا حرج على المسلم لو أنَّه جمع بين طواف الإفاضة والوداع، أي أنَّه أخرَّ طواف الإفاضة، وعندما أراد السفر طاف طواف الإفاضة مع طواف الوداع، فإنَّ هذا يجزئ بإذن الله رب العالمين، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل

بهذه المعلومات نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه سطوره الضوء على تعريف طواف الإفاضة وطواف الوداع، وتحدَّثنا عن هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع كما أظهرنا الفروق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع أيضًا.

المراجع

  1. سورة الحج , الآية 29.
  2. صحيح البخاري , البخاري، أسماء بنت أبي بكر، 1679، صحيح.
  3. dorar.net , طوافُ الإفاضةِ , 21/07/2021
  4. islamqa.info , تأخير طواف الإفاضة حتى يكون عند الوداع , 21/07/2021
  5. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 1755، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *