هل يجوز الصيام يوم الجمعة

هل يجوز الصيام يوم الجمعة هو ما سيتمّ الحدي عنه في هذا المقال، حيث أن الصّيام من الفرائض العظيمة الّتي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم، وجعلها ركنًا من أركان الدّين الحنيف، كذلك جعل الله يوم الجمعة من الأيّام المباركة وفضّله على سائر الأيّام، وأمر سبحانه باغتنام هذا اليوم بالأعمال الصّالحة، وموقع المرجع سيبيّن للمسلم هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة، وما حكم صيامه منفردًا.

هل يجوز الصيام يوم الجمعة

قال أهل العلم أنّ صيام يوم الجمعة بقصد التّخصيص للعبادة والتّقرّب منهيٌّ عنه، فقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن تخصيص يوم الجمعة بالصّيام للتّقرّب من الله تبارك وتعالى وتعبّده، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ”.[1] وقال أهل العلم أنّ الصّيام في يوم الجمعة وتخصيصه بعبادة الصّيام تقرّبًا لله سبحانه وتعالى وعبّدًا هو أمرٌ مكروه، وعلى المسلم اجتنابه لأنّ النّبيّ نهى عن ذلك، لكن إن كان المسلم يجد المشقة في صيام سائر أيام الأسبوع فلا بأس عليه أن يصوم يوم الجمعة لأنّه لم يصمه تخصيصًا، وإنّما بسبب وجود المشقّة وانتفاء اليسر في الصّيام في الأيّام الأخرى بسبب عملٍ أو غيره، وعندها تنتفي الكراهة في صيام الجمعة، لكنّ التخصيص والتقييد ليوم الجمعة بالصّيام لا يجوز، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

حكم صيام يوم الجمعة منفردا

لا يجوز إفراد يوم الجمعة بالصّيام، إلّا أن يصوم المسلم يومًا قبله أو يومًا بعده، فليس من سنّة رسول الله إفراد يوم الجمعة دونًا عن غيره من الأيّام بالصّيام، وذلك أمرٌ مكروهٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد ثبت عن النّبيّ أنّه قال: “لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ”.[3] فالمسلم لا يصحّ له أن يُفرد يوم الجمعة بالصّيام، إلّا أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده، كذلك يجوز صوم الجمعة منفردًا عندما تكون للمسلم عادةٌ في الصّيام كصيام أوّل الشّهر أو آخره، أو صيام عاشوراء أو عرفة ووافقا الجمعة، فيحل الصّيام وقتها، لأن النيّة هي صيام عاشوراء أو عرفة، وليس صيام يوم الجمعة، فيصحّ الصّيام بإذن الله، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة

هل يجوز صام يوم الجمعة قضاء

قال أهل العلم أنّه من الجائز صيام يوم الجمعة قضاءً عن أيّام رمضان، وذلك لأنّ المقصد أداء حقّ الله تعالى، فيصحّ الصّيام يوم الجمعة للقضاء، فالكثير من المسلمين لا فرصة لديهم للصّيام إلّا في أيّام الجمعة لأنّه غالبًا ما يكون يوم إجازةٍ ويوم راحة، فيعمد المسلم إلى صيام القضاء في هذا اليوم، وذلك صحيحٌ وجائز، وقد أفادت اللجنة الدّائمة للإفتاء بذلك، حيث يحلّ للمسلم ولا يُكره أن يصوم يوم الجمعة قضاءً عن أيّام رمضان، والله أعلم.[4]

حكم صوم يوم الجمعة تطوعا ابن عثيمين

قال الشّيخ ابن عثمين رحمه الله: أنّ إفراد يوم الجمعة بالصّيام وتخصيصه بذلك بقصد التّعبّد والتّقرّب من الله تبارك وتعالى مكروهٌ ومنهيٌّ عنه في السّنة المباركة، أمّا إن صام الجمعة وصام يومًا قبله أو بعده فجائز، كذلك إذا صادف يوم الجمعة يوم صيامٍ كيوم عرفة أو يوم عاشوراء أو الأيام البيض أو عادة الصّيام للمسلم، فصيام الجمعة صحيحٌ بإذن الله تبارك وتعالى، لأنّ الأعمال بالنّيات ونية المسلم أن يصوم سنة وليس صيام يوم الجمعة بالتّحديد والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم السبت

حالات جواز صيام يوم الجمعة منفردا

توجد العديد من الحالات الّتي يجوز للمسلم فيها أن يصوم يوم الجمعة منفردًا، وأوّلها أن يكون صام يوم الجمعة قضاءً، حيث يجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة للقضاء، وثانيها أن يصومه للإيفاء بالنّذر والكفّارة وغيرهما، وأمّا الحالة الثّالثة فهي موافقة يوم الجمعة ليومٍ يُسنّ صومه كصيام عاشوراء أو صيام عرفة أو الأيام البيض وغيره، فالصّيام في يوم الجمعة في هذه الحالات جائز.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز افراد يوم عاشوراء بالصيام

هنا نختتم مقالنا هل يجوز الصيام يوم الجمعة، حيث ذكرنا حكم الصّيام في يوم الجمعة منفردًا وللقضاء، كذلك تحدّثنا عن تخصيص يوم الجمعة بالصّيام عند ابن عثيمين والحالات الّتي يجوز فيها إفراد يوم الجمعة بالصّيام.