هل يجوز إهداء الأضحية

هل يجوز إهداء الأضحية ؟ يعد هذا السؤال من الأسئلة التي تنتشر بين الناس قبيل عيد الأضحى المبارك، ولا بد من بيان الحكم الشرعي فيها حتى لا يختلط الموضوع على الناس فيبتعدون عن تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نضع لكم إجابة وافية عن هذا السؤال إن شاء الله ونوضح غيره من الأحكام ذات العلاقة.

هل يجوز إهداء الأضحية

نعم، يجوز للمسلم أن يهدي غيره أضحية، ولا يمنعه من إهداء الأضحية أن المهدى إليه كان قد ضحى عن نفسه خلال السنوات الماضية، أو أنه قادر على التضحية موسر، أو كونه على قيد الحياة، أو أنالمُهدي لم يضحّ عن نفسه، فإن كل هذا لا تأثير له على الحكم بجواز هدية الأضحية وصحتها، ويحصل للمُهدى له أجر الأضحية إذا ضحى بها؛ لكونها صارت ملكًا له بعد أن أهداه إياها. [1]

وإن كان المهدي هو الابن لوالده، ففي ذلك زيادة على أجر الهدية أجر آخر للصلة والبر بالوالد، كما أنه يحصل للمهدي أجر الإحسان والهدية على أية حال إن شاء الله تعالى، وإذا كان المضحي لم يضح عن نفسه فلا ينبغي؛ وذلك لأن الأضحية سنّة مؤكدة عند جمهور العلماء، وذهب البعض إلى وجوبها، فالأفضل أن لا يمنع المسلم نفس من الخير والأجر الكثير. [1]

شاهد أيضًا: محظورات الاضحية للنساء

هل يجوز أن تكون الأضحية هدية

إذا حصل المسلم على هدية، وكانت عبارةً عن نوع من أنواع بهيمة الأنعام؛ أي كانت مما يصح التضحية به، واجتمعت فيها الشروط، جاز له أن يضحي بها. على أنه يشترط في الأضحية – أي ما يضحى به من الأنعام- كونه سليمًا من العيوب، وتوفر السن المحدد في الشرع حسب كل نوع من أنواع الأنعام فيه، فلا يجزئ مثلًا من الإبل إلا الذي أتم خمس سنوات، ولا يجزئ من البقر أيضًا إلاّ ما أكمل سنتين، بينما يجزئ في الضأن ما له من العمر ستة أشهر، والماعز يجزئ ما له سنة، والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: هل يحوز الاشتراك في ثمن الأضحية ؟ 

هل يجوز اهداء الأضحية للميت

الأضحية عن الميت من غير وصية أوصاها يعد من المسائل المختلف فيها من قبل العلماء، وما يُفتي عادة هو به ما ذهب إليه جمهور أهل العلم من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة، وما قاله بعض الشافعية، أن الأضحية عن الميت جائزة وإن لم يكن قد أوصى بها الميت، وإن ثوابها واصل إليه بإذن الله تعالى. فقد روى الإمام مسلم في “صحيحه” عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: “بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ”.ومن المعلوم أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- منها من هو ميت، والرسول -صلى الله عليه وسلم- جعلها لجميع أمته، فدل ذلك على جواز الأضحية عن الميت. [3]

وقد تضافرت الدلالات في النصوص الشرعية على أن ثواب الأعمال يصل إلى لأموات، ومن هذا جواز الصيام عن الميت إن مات وكان عليه صيام، ومثله جواز الحج عن الميت، فقد ثبت ذلك الأمر بأحاديث صحيحة؛ فإن كان الصوم -وهو من العبادات البدنية- والحج -وهو من العبادات البدنية المالية- ثوابهما يصل للميت؛ فثواب الأضحية عن الميت يصل إليه من باب أولى. كما ورد إجماع العلماء على وصول ثواب الصدقات للأموات، وإن الأضحية من جملة هذه الصدقات، ولا تخرج عنها؛ وبذلك فإنه من الجائز الأضحية عن الميت وإن لم يوص هو بها. والله تعالى أعلم. [3]

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

هل يجوز ذبح الاضحية والعقيقة بنية واحدة

وهذه أيضًا من المسائل التي اختلف فيها العلماء على قولين؛ نبينهما لكم فيما يأتي: [4]

  • القول الأول: وهو عدم إجزاء الأضحية عن العقيقة. وهذا مذهب المالكية والشافعية، وورد في رواية عن الإمام أحمد رحمهم الله جميعًا، وحجتهم في هذا القول أن كلاً من العقيقة والأضحية مقصود لذاته فلا تجزئ واحدة منهما عن الأخرى، كما أن كل واحدة لها سبب يختلف عن الآخر، وبالتالي لا تقوم واحدة منهما عن الأخرى، مثل دم التمتع ودم الفدية.
  • القول الثاني: الأضحية تجزئ عن العقيقة. وهو في رواية عن الإمام أحمد بن حنبل، وهذا مذهب الأحناف أيضًا، وقال به الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتـادة رحمهم الله ، وحجتهم في هذا القول، هو أن المقصود من الأضحية والعقيقة التقرب لله بالذبح، فدخلت كل واحدة منهما في الأخرى، مثلما تدخل تحية المسجد في صلاة الفريضة للمسلم الذي يدخل المسجد.

شاهد أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد وضعنا لكم فيه إجابة عن السؤال الوارد في بداية المقال، وهو: “ هل يجوز إهداء الأضحية ؟”، بالإضافة إلى توضيح مجموعة من الأحكام ذات العلاقة الوثيقة بفحوى السؤال.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *