هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع

تساءل مُتابعون هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع تحقيقًا لسَلامة الصّيام، حيث تُعتبر زكاة الفطر أحد أهم الأمور التي يتمُّ بها الصّيام، ويَصل معها إلى الله تعالى سليمًا لا رفث فيه ولا فُسوق، وهي من النِّعم التي أباحها الله تعالى للمُسلم ليقوم من خلالها باغتنام الأجر الجَزيل عن ذلك الشّهر، وعبر موقع المرجع سنتعرف على هل يجوز شراء زكاة الفطر قبل العيد باسبوع، وهل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين والتطرق إلى حكم اخراج زكاة الفطر نقدا هل يجوز.

مفهوم زكاة الفطر

إنّ زكاة الفطر هي أحد الطاعات المفروضة شرعًا على كل مسلم ذكر كان أو أُنثى صغيرًا كان أو كبيرًا ممّن زَامنَ شَهر رَمضان ولو بِبضع دقائق وتوفّاه الله فيه، حيث أتاحها الله وسَنّها رَسوله -صلّى الله عليه وسلّم- لتَحمل معها الطَّهارة والنَّماء والبَركة، وهي فرصة المُسلم لتَزكية صِيامه وتَرميمه من كلّ لغوٍ أو ذنب، ويتمّ إخراجها قبل صلاة عيد الفطر من باب إضافة الشّيء لسَببه، وهي طُعمه للمَساكين، ليتقوّوا بها على طاعة الله مع تلك النَّفحات السّعيدة من عيد الفطر.

شاهد أيضًا:حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين

هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع

إنّ جَواز إخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع هو أمر مُختلف عليه بين جمع العلماء والأئمة المُسلمين، وقد تمّ الاستناد في كلّ قول على عدد من الحجج الشرعيّة، وجاءت موضّحة في الآتي:

• القول عند مذهب الحنابلة ومذهب المالكية: وهم من رأوا أنّ زكاة الفطر يتوجّب إخراجها قبل يومين من العيد.
• القول عند الشيخ ابن باز وجمع من العلماء الآخرين: وهم من هداهم الله إلى القول بأنّ زكاة الفطر تكون قبل العيد بثلاثة أيّام.
• القول عند مذهب الحنفية، والصحيح عند الشافعية: وهم جمع العلماء الذين راحوا إلى أنّ زكاة الفطر هي من الأعمال التي يجوز أن يقوم عليها الإنسان المُسلم مع مطلع شهر رمضان المُبارك، وحتّى صلاة العيد، وقد تمّ الاستناد في ذلك على أنَّ سبب الصدقة الصيام والفطر عنه، لذلك فإن هذين السببين يوجبان تعجيل الزكاة.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقود

إنّ الأصل في زكاة الفطر أن تكون طعامًا ممّا يأكل منه عُموم أبناء الشّعب، فلا يجوز إخراجها مالًا عند الشيخ الجيل ابن باز مفتي المملكة العربيّة السعوديّة، والأفضل في ذلك هو العودة للأصل، فزكاة الفطر يجب أن تكون كما كانت في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفي ذلك يتقيّد المُسلم بسنّة رسوله المصطفى، بينما راح عدد من العلماء إلى جواز إخراج النقود بدلا عن الطّعام في حال كان المال أكثر نفعًا للمسكين أو الفقير، وفي حال كان الحصول على الصّنف من الطعام غير مُتاح للمُسلم، عندما يدفع الزّكاة في غير بلاده، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم تبلغ زكاة الفطر في السعودية

موعد إخراج زكاة الفطر

إنّ موعد إخراج زكاة الفطر مختلف عليه عند جمع العلماء المُسلمين، والرّاجح في القول أنّ تلك الزكاة مُتاحة للمُسلم منذ بداية شهر رمضان المُبارك، وحتى صلاة عيد الفطر، بينما ترواحت الأقوال فيها، وفق الآتي:

• القول الأول: إنّ زكاة الفطر من الأمور التي تُعزى بسببها وهي الفطر، وهي واجبة عن غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان المُبارك، وهو القول الذي جاء به الشافعيّة والحنابلة وبعض السّلف الصّالح والشيخ ابن عثيمين.
• القول الثاني: إنّ زكاة الفطر ترتبط بإفطار الصّائم، وتكون مع طلوع الفجر من عيد الفطر، ويعود هذا القول إلى كلّ من الحنفيّة والظاهريّة.

هل يجوز دفع زكاة الفطر على أكثر من شخص

نعم يجوز للمسلم أن يدفع زكاة الفطر لأكثر من شخص واحد، وفق ما ورد عن ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- حيث قال في كتابه الشّرح الممتع:”يجوز أن توزّع الفطرة على أكثر من مسكين، ويجوز أن تُعطى عدّة فطراتٍ لمسكينٍ واحد، فللمسلم إذا أخرج زكاة الفطر، أن يوزّعها على فقيرٍ أو أكثر من واحد. كذلك يجوز للمسلمين دفع عدّة فطراتٍ لشخصٍ واحدٍ وفقيرٍ واحد، وذلك إن كانت لديه الحاجة الشّديدة. لكنّ الأفضل توزيعها على جميع الفقراء والمحتاجين”.

هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين

إنّ الحكم الشرعي في إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين هو الإجازة، فلا ضيرَ في ذلك، عند عدد واسع من علماء وأئمة المُسلمين، وقد راح كلّ من الحنابلة والمالكيّة إلى عدم جواز تعجيل زكاة الفطر إلى أكثر من يوم أو يومين قبل العيد، وقد أجاز الشافعيّة والأحناف تقديم تلك الزكاة إلى أوّل الشّهر، مع التنويه على أنّ أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد.

شاهد أيضًا: لا يجوز إخراج زكاه الفطر من اللحوم والالبسه لانها

لمن تعطى زكاة الفطر

إنّ زكاة الفطر تُعطى للمساكين والفقراء دون غيرهم، عند عدد واسع من العلماء، وهو القول الرّاجح في الأمر بالاستناد على حديث رسول الله الذي جاء فيه:” فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ”.[2] بينما راح قسم آخر من العلماء إلى أنّ زكاة الفطر هي إحدى أصناف الزّكاة التي جاءت في كتاب الله تعالى، في الآية الآتية:”إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ”.[3]

مقدار زكاة الفطر

إن مقدار زكاة الفطر شرعًا هو  صاع؛ ممّا يأكل منه النّاس في الحالات العامة، والجدير بالذّكر أنّ الصّاع في يومنا هذا تمّ تقديره بوزن ثلاثة كيلو جرامات، أو ما يُعادل خمسة أرطال، وصاع النبي هو ملأ كلتا اليدين المعتدلتين أربع مرّات، أي أربعة أمداد من الحبوب التي يأكل منها النّاس، فَيجب ملأها تماماً عن مَد (والمَد حفنة باليدين الممتلئتين) والأربع مدود تمثل صاع، وبالكيلو تُعادل ثلاثة كيلو جرامات تقريباً تشف عنها قليلاً.

هل يجوز تأخير اخراج زكاة الفطر

لا يجوز للمُسلم أن يتأخّر عن أداء زكاة الفطر، بل يجب أن يتم منحها في الفترة الزمنية الخاصّة بها، أي قبل الصّلاة، ويُقصد بها ما قبل صلاة العيد، فيتم تقديم تلك الزكاة قبل العيد، أو في ليلة العيد في رمضان، أو في آخر الشهر مع عشرة رمضان الأخيرة، وأفضل الأوقات هي في (اليومين كالتاسع والعشرين، والثامن والعشرين، أو الثلاثين) ولا يؤخرها إلى بعد الصلاة.[4] بخلاف الأنواع الأخرى من الزكوات، والتي يُباح للمُسلم أن يختار التوقيت المُناسب في تقديمها.

شاهد أيضًا: هل يجوز دفع زكاة الفطر على أكثر من شخص

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا يفه الحديث حول هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال ليتعرف القارئ على جملة من أحكام زكاة الفطر.