هل يجوز الترحم على غير المسلم

هل يجوز الترحم على غير المسلم من المسيحيين أو اليهود أو البوذيين، هو ما يبحث عنه الكثير من المسلمين، وبالذات مع وجود الكثير من الناس ممن يعيشون بين المسلمين ويتعايشون معهم من غير الدين الإسلامي، وهم كباقي البشر يموتون بعد وجود علاقاتٍ إنسانية بينهم وبين المسلمين كالجيرة أو الزواج أو العمل أو غير ذلك، ومع حصول حادثة وفاةٍ عند غير المسلمين يبحث المسلمون عن حكم الترحم على غير المسلم وهو ما سيوضحه موقع المرجع عبر هذا المقال.

هل يجوز الترحم على غير المسلم

لا يجوز في الشريعة الإسلامية أن يترحم المسلم على الكفار مهما كانوا سواءً يهودًا أو نصارى أو غيرهم، وذلك باتفاق أهل العلم، وهذه المسألة مما لا خلاف فيها لوضوح الأدلة الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيها، فقد قال تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.[1] وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “والَّذي نفسي بيدِه , لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّةِ : يهوديٌّ أو نصرانيٌّ , ثمَّ يموتُ ولا يؤمنُ بالَّذي أُرْسلتُ به , إلَّا كان من أصحابِ النَّارِ”.[2] وقال أهل العلم لا يستغفر لأهل النار والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

الدعاء لغير المسلم بالرحمة والمغفرة

ورد عن ابن تيمية رحمه الله أنه قال: “وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك” فالترحم على الكافر والصلاة عليه من المحرمات التي أجمع عليها علماء الأمة، وهي من الاعتداء في الدعاء، وقد ذكر بعض أهل العلم أن فاعل هذا الأمر قد يخرج من الملة لأنه اعتدى بالدعاء بأن يدعو بشيءٍ محرم، فأن ينفي الداعي أمرًا قاطعًا واضحًا ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة في دعائه كأن يقول اللهم لا تعذب الكافرين، هو من أنواع الكفر التي تحدث عنها أهل العلم، فيجب الحذر من الوقوع في مثل هذه الأمور والله أعلم.[4]

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

كان للشيخ ابن باز رحمه الله فتوى في مسألة هل يجوز الترحم على غير المسلم، جاء فيها:[5]

“أما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركًا للصلاة أو جاحدًا لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم؛ وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء لغير المسلم

هل يجوز الدعاء بالرحمة على المسيحي

من مات ولم يشهد شهادة الإسلام فلا يجوز الترحم عليه والاستغفار له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه أبي طالب لأنه لم يسلم، وعلى الرغم من أنه قد اعترف به رسولًا من عند الله، ودفاعه عنه لكنه لم ينطق الشهادة، فلا يجوز الترحم على المسيحي الميت، ولا قراءة القرآن لروحه لأنّه مات على الشرك، حتى لو أن الإنسان كان على غير الإسلام ثم دخل الإسلام وبقي أبويه في غير دين الله لا يجوز له الدعاء لهما إلا بالهداية في حياتهما، ولا يجوز له الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة بعد وفاتهما والله أعلم.

هل يجوز تعزية غير المسلم

إنّ الترحم على الكفار لا يجوز بالمطلق سواءً كانوا أهل الكتاب أو غيرهم، لكن تعزيتهم لا حرمان فيها، فيمكن للمسلم التعزية بأموات غير المسلمين من النصارى وغيرهم، فتعزيتهم في موتاهم جائزة على القول الصحيح عند أهل العلم، وقد ورد عن ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني: “أن المسلم إذا عزى كافرا بمسلم قال له: “أحسن الله عزاءك وغفر لميتك،” وإن عزى كافرا بكافر، قال له: “أخلف الله عليك، ولا نقص عددك” وإن عزى مسلما بكافر قال: “أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك” فحتى في التعزية لا يُدعى للميت غير المسلم والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

بهذا نصل لنهاية مقال هل يجوز الترحم على غير المسلم، والذي تم من خلاله بيان عديد الأحكام الشرعية المتعلقة بالدعاء والاستغفار والترحم على غير المسلمين.