هل يجوز الترحم على الحيوانات

هل يجوز الترحم على الحيوانات واحدة من الأحكام التي يقف معها المسلمون الذين يعمدون إلى تربية الحيوانات الأليفة في منازلهم، خاصة وأنّ الاهتمام بالحيوانات ورحمتها هي من أخلاق رسول الله صلى الله  عليه وسلم، والإسلام هو دين الرحمة ولا فرق بين رحمة حيوان أو إنسان إذ ليس أحدهما مباح، لذلك فإنّ موقع المرجع يهتم بحكم هذا الأمر في الشريعة الإسلامية وتفصيل ذلك في هذا المقال.

هل يجوز الترحم على الحيوانات

ليس من السنة الدعاء للحيوانات بالرحمة بعد موتها ولم يرد ذلك الفعل عن أهل السلف، والسبب في ذلك أنَّ الحيوان هو غير مؤاخذ بعد موته ببعض من الأمور التي يحاسب عليها الإنسان إلا بما يتعلق بمسألة المظالم ثم يكون بعد ذلك ترابًا، ومن الجدير بالذكر أنّ المظالم لا يكون فيها شفاعة ولا يسقطها دعاء المسلم لها بالرحمة لما في ذلك من حق الدواب الأخرى عندها، وبذلك يكون تمام الإجابة عن هل يجوز الترحم على الحيوانات والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل صوت المرأة عورة مع الدليل

هل يجوز قول الله يرحمه للقطط

إنّ القطط هي من الحيوانات التي يألفها النَّاس وقد يربونها في منازلهم ويكون بذلك للحيوان حقّ على الإنسان في أن يطعمه ويسقيه ولا يعذبه ولا يلحق به الأذى لما أخبر به عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دَخَلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَسَتْها ، فلا هي أَطْعَمَتْها ، ولا هي تَرَكَتْها تأكلُ من خَشَاشِ الأرض”،[2] ولكن لو أنّ القطة ماتت بقدر الله دون أن يلحق بها أحد الأذى فلا يترحم عليها لأنّ ذلك لم يأت على لسان أهل السلف والله أعلم.[1]

هل يجوز دفن الحيوانات بعد موتها

بعد الحديث عنن هل يجوز الترحم على الحيوانات، لا بدّ من الكلام عن مسألة دفن الحيوانات، فإذا كان المسلم يتضرر به ويتأفف من رائحته فإن الواجب هو دفن ذلك الحيوان أو حتى طرحه بعيدًا عن طريق الناس ومسلكهم، وكذلك يشرع دفن الحيوان وذلك من أجل دفع الضرر عن عامة المسلمين لا فقط لمجرد موته، وقد ذكر في فتاوى اللجنة الدائمة فيما يتعلق بتلك المسألة: “الأمر في ذلك واسع؛ لأنه لم يرد في الشرع نص يدل على مشروعية دفنها، ولا على النهي عن ذلك، والأولى دفنها لئلا يتأذى بها أحد”، والله في ذلك جميعه أعلى وأعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها اثناء الخلاف مع الزوج

هل يجوز البكاء على الحيوان

قد يحزن المسلم على بعض الحيوانات التي ربّاها بعد أن تموت، ولا شكّ أن الموت هو قدر من الله -تعالى- لا يصحّ أن يسخط عليه الإنسان، وقضية الحزن أو حتى البكاء على موت الحيوان لا يؤاخذ به الإنسان  وذلك في حال واحدة إن لم يصل حد الحزن ذاك إلى التسخط، ولكن من الأولى للمسلم أن يترفع باهتماماته عن التعلق بالحيوانات أو المغالاة في ذلك، والجدير أن يحاول إشغال نفسه بما فيه خير الأمة وصلاحها.[4]

هل يجوز الرحمة بالحيوان؟

إنّ الرحمة بالحيوان هو أمر مطلوب في الشريعة الإسلامية، وخير دليل على ذاك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة بالحيوانات، إذ في ذاك توازن يجمع ما بين منفعة الإنسان وبالرحمة والرفق، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برحمة الحيوان وعدم القسوة معه، وعدم تجاهل احتياجاته الغذائية والمعيشية، ولم يسمح رسول الله صلى الله عيه وسلم بالعبث في الحيوانات أو حتى إيذائها أو كذلك تكليفها ما يشق عليها، إذ الشريعة الإسلامية هي شريعة الرحمة والأمان.[5]

حكم الدعاء للحيوانات بالشفاء

يجوز الدعاء للحيوانات بالشفاء العاجل، وكذلك يُمكن للمسلم أن يقرأ الرقية وسورة الفاتحة على الحيوانات إذ قد تصيبها شيء من العين أو ما إلى ذلك مما يتطلب الدعاء والرقية، وحري بالمسلم أن يطلب دائمًا ما شاء من الأمور من الله تبارك وتعالى، وفي نهاية الأمر فالحيوان روح بأمر الله تعالى، فهو يصيبه بما شاء من المرض أو البلاء أو الموت أو الحياة، والله أعلم بذلك.[5]

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال هل يجوز الترحم على الحيوانات في الشريعة الإسلامية، وما الفرق بين الترحم على الحيوان والرحمة به، وهل يُمكن للمسلم أن يرقي الحيوانات بغية الشفاء العاجل، وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بمسألة الحيوانات في الإسلام.