هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها

هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس وجعلهم شعوبًا وقبائل، وشرّع لهم الزواج لحكمةٍ بالغة منه سبحانه وتعالى، وذلك لاستمرار الحياة على الأرض ولعمار الأرض وإنشائها ونشر دين الله فيها، وجعل للزواج ضوابط وأحكام نظمته وارتقت به لمكانة عالية فالزواج أمرٌ مقدّسٌ في الإسلام يرتقي بالعباد ويبعدهم عن الدنس، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان متى يمكن الزواج من أخت الزوجة في الإسلام.

هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها

يجوز للرجل الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها بشرط انتهاء العدّة باتفاق أهل العلم، فقد ورد عن الفقهاء أنّه يحرم على الرجل أن يتزوج بأي امرأة ما دامت أختها في عصمته، ولو كانت مطلقة منه ولم تزل في عدتها إن كان طلاقها طلاقًا رجعيًا، فلا يجوز له الزواج بأختها مطلقًا حتّى تنتهي من العدة، أما لو طلقها طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه، فقال بعض أهل العلم أنه لا يمكن له الزواج بأختها إلى أن تنتهي عدتها كذلك، وآخرون قالوا يجوز له فورًا إن كان طلاق زوجته بائنًا لكن الراجح هو القول الأول فلا يتزوج من أخته طليقته حتى تنتهي العدة في كلّ أحوالها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية

حكم الزواج بأخت الزوجة المطلقة  ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن مسألة هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها، والطليقة قد تزوجت ويريد الرجل الزواج بأختها، فأجاب بقوله:[2]

“إذا طلق الإنسان امرأة واعتدت جاز له أن يتزوج أختها وعمتها وخالتها، بعد خروجها من العدة، وهذه قد اعتدت وتزوجت فلا حرج عليه أن يتزوج أختها، إذا لم يكن بينهما رضاع، نعم”.

هل يمكن الزواج من أخت الزوجة بعد وفاتها

إذا توفيت زوجة الرجل فإنّ الشريعة الإسلامية تبيح له الزواج من أختها، فلا حرج عليه إن أراد نكاح أختها كبيرة كانت أم أصغر منها، فالممنوع في الشرع الجمع بين أختين على ذمة رجلٍ واحد، فلو حصلت فرقة بين الرجل وزوجته بالموت أو بالطلاق أو غير ذلك جاز له نكاح أختها، وقد ورد في شرح الزاد عن الشيخ حمد بن عبد الله الحمد أنه قال: “إذا طلق المرأة وفرغت من عدتها فله أن ينكح أختها وله أن ينكح عمتها وله أن ينكح خالتها وذلك؛ لأن التحريم إلى أمدٍ وليس بتحريم على الأبد. فقد زال المانع وهو الجمع وهنا لا جمع، فإذا طلق المرأة وقضت عدتها ، أو ماتت ، ثم نكح أختها أو عمتها أو خالتها فذلك جائز لزوال المانع” فلو ماتت المرأة يجوز الزواج بأختها لفقد المحذور وهو الجمع بين الأقارب الذي يسبب قطع الأرحام، فلو طلق الرجل أو ماتت زوجته حلت له أختها أو قريباتها والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز للرجل ان يتزوج اخت ارملته

حكم الجمع بين المرأة وأختها أو ابنة أختها

لا يجوز في الشريعة الإسلامية أن يجمع المسلم بين الأختين، أو بين المرأة وعمتها أو خالتها أو ابنة أختها، وذلك لما ورد في كتاب الله الحكيم في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.[4] فقد ذكر الله سبحانه وتعالى التحريم بين الأختين، وحرم النبي صلى الله عليه وسلم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، وذلك حتى لا يقع عداوة بين الأختين أو الأقارب والتي تفضي لقطيعة الرحم والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للرجل المسلم الزواج من مسيحية

إلى هنا نصل لنهاية مقال هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها، والذي سلط الضوء على حكم الزواج بأخت الزوجة بعد فراقها بالطلاق أو الموت، وحكم الجمع بين أختين أو امرأة وقريباتها من محارمها.