هل يحوز الاشتراك في ثمن الأضحية ؟ وما هو حكم تقسيط ثمنها ؟

هل يحوز الاشتراك في ثمن الأضحية ؟ الإجابة على هذا السؤال من الأمور المهمة جدًا التي ينبغي توضيحها والإجابة عنها بدقة، فهذه من الأحكام المتعلقة بعيد الأضحى المبارك الذي نحن مقبلين عليه إن شاء الله بعد أيام معدودة، وينبغي على المسلم الذي يريد أن يطبق السنة ويحيي شعائر الله تعالى من خلال الأضحية أن يتعرف إلى أحكام الأضحية كاملة. ونحن في هذا المقال من موقع المرجع سوف نجيبكم عن السؤال السابق وما يتعلق به من معلومات وأحكام.

هل يحوز الاشتراك في ثمن الأضحية

لا يجوز أن يشترك أكثر من شخص في ثمن أضحية واحدة إن كانت شاة، ولكن يجوز أن يشترك سبعة أشخاص فما دون في الأضحية إذا كانت بقرة أو بدنة واحدة، على أن يكون نصيب المضحي ليس أقل من سبع البقرة أو البدنة، وهذا هو ما عليه جمهور أهل العلم، وقد خالفهم في ذلك المالكية، لكن مذهب الجمهور هو الراجح،[1] ومما استدل به الجمهور حديث جابر رضي الله عنه الوارد في صحيح مسلم قال: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ”. [2] وهذا في الهدي وإن الأضحية تقاس على الهدي.

ومع ذلك يصح أن يشرك المسلم غيره في ثواب الأضحية الذين هم من أولاده ممن يسكنون معه وهو الذي ينفق عليهم ولو تبرعًا وهذا ما اعتمده المالكية، إلا أن الحنابلة والشافعية لم يشترطوا المساكنة والإنفاق، وبناء على ذلك فإن كان الأب يستطيع تقديم الأضحية، وكان البناء يسكنون معه فله أن يشركهم ويشرك الزوجة في أجرها، كما قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “ان الرجلُ يُضحِّي بالشاةِ عنه وعن أهلِ بيتِه، فيأكُلونَ ويطعَمونَ حتى تَباهى الناسُ فصارَتْ كما تَرى”. [3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاضحية عن الميت

هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر

إذا كانت الأضحية من البقر أو الإبل فإنها تجزئ عن سبعة أشخاص، وحسبما جاء في مغنى المحتاج للخطيب الشربيني الشافعي؛ أن البعير والبقرة كل منهما يجزئ عن سبعة أشخاص؛ للحديث الذي رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ”، [3] بحيث أن ظاهر هذا الحديث أن السبعة لم يكونوا من أهل بيت واحد، أما الشاة المعينة فهي مجزئة عن الواحد، فإذا ذبحها المسلم عن نفسه وعن أهله، أو ذبحها عنه وقام بإشراك غيره في ثواب الأضحية، جاز. [4]

هل يجوز ان يشترك شخصان في أضحية من الغنم ؟

إذا كانت الأضحية شاةً فهي تجزئ عن شخص واحد وعن أهل بيته ممن يعولهم فقط، ولا يجوز أن يشترك شخصان في واحدة من الغنم على سبيل الأضحية، وبدلًا عن ذلك يمكن لمن يريد المساعدة أن يساهم بجزء من ثمن الأضحية من المال، وذلك على سبيل الهبة لمن أراد أن يضحي، على ألا يكون على سبيل المشاركة في الأضحية، وللهبة الثواب والأجر عند الله سبحانه وتعالى. والله تعالى أعلم. [4]

حكم الاشتراك في الأضحية

الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء في حق المسلم المستطيع، فقد حض عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتراك في الأضحية على نوعين الأول الاشتراك في ثمن الأضحية وملكها والثاني هو الاشتراك في أجر الأضحية ولكل واحد من هذين النوعين أحكامه الخاصة به، كما سوف نبينه فيما يأتي. [5]

الاشتراك في ثمن الأضحية وملكها

لا يصح أن اشترك اثنان أو أكثر في الأضضحية إلا إن كانت الأضحية بدنة أو بقر، فهي تجزئ عن سبعة وعن أهل بيوتهم، لأن الأضحية بالبقرة من الصحيح أن تشترك في ملكيتها الشخص وأبناؤه الذين يقيمون معه والذين لا يقيمون معه، وزوجته وأولاده الذين يقيمون معه يجزئ عنهم نصيب المضحي من الأضحية إن كانت بقرة، وأيضًا نصيب كل واحد من الأولاد يجزئ عنه وعن أهل بيته. [5]

فالأضحية قربة إلى الله سبحانه تعالى، وبذلك لا يجوز من المسلم أن يوقعها أو يتعبد بها إلا على الوجه الذي شرعه الله زمنًا وعددًا وكيفيةً، وإن كان التشريك في ملك الأضحية جائزًا بغير ما ذكرنا من الإبل والبقر لفعله الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وذلك لقوة المقتضي لفعله فيهم، فهم أحرص الناس على فعل الخير، ومنهم فقراء كثيرون ربما كانوا لا يستطيعون دفع ثمن الأضحية كاملة، وهم لو أنهم قد فعلوه لكان نقل عنهم، فهو مما هماك دواعٍ لنقله بسبب حاجة الأمة إليه. [5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع

الاشتراك في ثواب الأضحية

يجوز للمسلم المضحي أن يشرك غيره في ثواب أضحيته ممن شاء، بأن يكون مالك الأضحية مسلمًا واحدًا ويقوم بإشراك غيره من المسلمين معه في ثوابها، وهذا جائز حتى ولو كثر عدد الأشخاص، وذلك لأن فضل الله واسع. [5]

شاهد أيضًا: هل الاضحية واجبة على المقتدر

هل يجوز تقسيط ثمن الأضحية

حكم الأضحية هو الندب؛ أي أنها سنة في حق المسلم المستطيع، أما المسلم غير المستطيع فالأضحية لا تطلب منه، لكن لو كلف المسلم نفسه واستدان ثمن الأضحية صحت الأضحية وقُبلت منه بإذن الله، وبناءً على ذلك، فلا مانع من أن تدفع شركات معينة عمن يريد من المسلمين ثمن الأضاحي باعتباره قرضا حسنًا، بشرط ألا تطالب الشركة التي قامت بدفع ثمن الأضحية من المسلم المضحي أكثر مما دفعته عنه، ثم تقوم بأخذ الثمن على فترات من غير زيادة في الثمن، حتى لا يدخل ذلك في الربا، بل يكون من قبيل الدين. [6]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد أجبنا لكم فيه عن السؤال الوارد في بداية المقال وهو: “ هل يحوز الاشتراك في ثمن الأضحية ؟”، وبينّا مجموعة من الأحكام العامّة الأخرى المتعلقة بالاشتراك في الأضحية.

المراجع

  1. islamweb.net , الابن الذي يعيش وأسرته مع والديه هل يضحي بنفسه أم يشترك معهما , 20/05/2024
  2. صحيح مسلم , جابر بن عبدالله، مسلم، 1318، صحيح
  3. سنن الترمذي , أبو أيوب الأنصاري، الترمذي ، 1505، حسن صحيح
  4. aliftaa.jo , لا يجوز الاشتراك في الشاة الواحدة على سبيل الأضحية , 20/05/2024
  5. islamweb.net , من أحكام الاشتراك في الأضحية , 20/05/2024
  6. aliftaa.jo , لا بأس في تقسيط ثمن الأضاحي على الموظفين , 20/05/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *