هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر

هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر من الأحكام الشّرعيّة التي يتساءل عنها كثيرون في أيّام شهر رمضان المُبارك، وخاصّةً مع اقتراب أيّام العُشر الأخير من رمضان حيثُ يكون فيها الاعتكاف في المساجد، وفي تلك الأيّام المُباركة يرغب العبد المسلم في التّقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نجيب على سؤالكم هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر والشفع، وهل يجوز تأخير صلاة الشفع والوتر إلى حين قيام الليل.

ما هي صلاة التهجد

إنّ صلاة التّهجّد هي إحدى الصّلوات النّافلة التي سنّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[1]، وتكون صلاة التّهجّد في الثّلث الأخير من اللّيل بعد الاستيقاظ من النّوم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم

هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر

نعم،يجوز صلاة التّهجّد بعد الشّفع والوتر، فمن أراد الاستيقاظ من نومه لأداء صلاة التّهجّد في الثلث الأخير عليه أن يترك الوتر حتّى آخر اللّيل كما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا”[2]، ولكن في حال أوتر المسلم في أوّل اللّيل ومن ثمّ استيقظ لأداء صلاة التّهجّد فيصلّي ما قسم الله له من ركعات “مثنى مثنى” ولا حاجة لإعادة صلاة الوتر لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا وتران في ليلة”[3]، وقول أن يشفع الوتر ومن ثمّ يوتر ثانيةً بعد التّهجّد قولّ ضعيف ولا حاجة لذلك، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح مع الامام

أجمع أهل العلم والفقه على أنّه من أراد التّهجّد بعد القيام مع الإمام ظلّ يصلّي حتّى يفرغ الإمام من صلاة الوتر وعند التّسليم يقوم العبد بشفع وتره بركعةٍ ثانية، حتّى إذا استيقظ من اللّيل صلّى ما أمكن له ومن ثمّ شفعها بالوتر ليكون آخر صلاة له هي الوتر كما ورد من أحاديث نبويّة “اجعلوا آخر صلاتكم وترًا”، فلا يجوز للعبد إذا نوى القيام متهجّدًا أن يوتر مع الإمام والله أعلم.[5]

هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

اختلف أهل العلم في ذلك حيثُ أنّ هناك روايتان عنهم لمن أراد التّهجّد بعد صلاة الوتر، وهي كما يلي:[6]

• القول الأول: أن يشفع وتره بعد أن يستيقظ بركعة ومن ثمّ يصلّي ما أمكن له ومن ثمّ يوتر، وهذا قولٌ ضعيف.
• القول الثاني: أن يُصلّي ما أمكن له من الرّكعات دون أن ينقض وتره أو يعيده، وهذا القول أصحّ وأرجح لما جاء عن التّرمذي في روايته عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إِذَا أَوْتَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي مَا بَدَا لَهُ وَلَا يَنْقُضُ وِتْرَهُ، وَيَدَعُ وِتْرَهُ عَلَى مَا كَانَ”، والله أعلم بذلك.

حكم من صلى الوتر ثم أراد أن يصلي القيام

لا حرج على المسلم القائم في اللّيل لأداء النّافلة إن كان قد صلّى الوتر مسبقًا، ولكن لا يجب عليه أن يُصلّي الوتر مرّة أخرى، لما جاء في الحديث الشّريف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا وتران في ليلة”، لذا من الأفضل لمن أراد قيام اللّيل أن يؤخّر صلاة الوتر ليختم بها صلاته.[7]

شاهد أيضًا: جدول صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام خلال رمضان

حكم قيام الليل بعد الوتر عند المالكية

جاء في المذهب المالكي أنّه يجوز للمسلم أن يصلّي قيام اللّيل بعد صلاة الوتر، ولكن إن كان واثقًا من نفسه بأنّه سيقوم في ليلته لأداء النّافلة وصلّى الوتر قبلها فقد جاز له ذلك ولكن مع الكراهية، فمن المكروه أن يصلّي المسلم الوتر وهو يثق من نفسه بأنّه سيصلّي القيام بعدها.[8]

أفضل وقت لصلاة التهجد

تُعتبر صلاة التّهجّد من أفضل صلوات النّافلة لأنّها تكون في الثّلث الأخير من اللّيل والأفضل في ذلك أيضًا تأخيرها، حيثُ يلجأ العبد إلى ربّه متضرّعًا بينما يكون الله جلّ وعلا قريبًا منه كما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”[9].

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عبر تلك الفقرات هل يجوز صلاة التّهجّد بعد صلاة التّراويح مع الإمام، إضافةً إلى هل يجوز صلاة التّهجّد بعد الوتر، وما هو أفضل وقت لصلاة التّهجّد.