هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر تعتبر صلاة التهجّد من أفضل العبادات التي ترفع الدرجات وتزيد الحسنات وتكفر السيئات وتقرب من رب البريات، فقد جاء الترغيب في قيام الليل في كتاب الله- سبحانه وتعالى- وفي سنّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، كما أن هذا الأجر والثواب  يزداد في رمضان فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النّار، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان حكم من صلى الوتر ثم أراد أن يصلي القيام، وبيان وقت صلاة التهجد وعدد ركعاتها، كما سيتم التطرق إلى الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل.

هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

يجوز للمسلم أن يصلي التهجُّد بعد الوتر، ولكن ينبغي أن يكون الوتر هو آخر صلاة في الليل، فعن عبد الله بن عمر قال: ” أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى”[1] أي ركعتين ركعتين، فإذا خشي المسلم الصبح صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلّى، وإن أوتر المسلم في أول الليل وخشي أن لا يقوم من آخر الليل ثم يسر الله له وقام فإنه يصلّي ما قسم الله له ويكتفي بالوتر الأول ولا حاجة إلى إعادة الوتر لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا وتران في ليلة.[2]

حكم صلاة التهجد بعد صلاة العشاء

يُعرف بأنه من المشروع للمسلمين أن يقوموا لصلاة التهجد من بعد صلاة العشاء مباشرةً، حيث سُئلتُ أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن صلاة النبي باللي فقالت: (كانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ ويقومُ آخِرَهُ، فيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وثَبَ، فإنْ كانَ به حَاجَةٌ، اغْتَسَلَ وإلَّا تَوَضَّأَ وخَرَجَ)[3]، فكلّ صلاةٍ بعد العشاء تدخل في قيام الليل، حيث يجوز للمسلمين أداء صلاة التهجد فور الانتهاء من صلاة العشاء، أو يمكن تأجيله سواء بالنص الثاني من الليل أو الثلث الأخير من الليل وحتى الأذان الثاني لصلاة الفجر والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة التهجد في رمضان

وقت صلاة التهجد

يبدأ وقتُ صلاة التهجد من بعدِ صلاة العشاء وحتى طلوع أذان الفجر الصادق، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ)[5]، حيث يدلُّ الحديث على أنَّ أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجُّد أوّلَ الليل لمن خشِي أن ينام فيفوته فضلها، وأمّا في شهرِ رمضان فالأفضل صلاتُها مع الإمام سواءً صلاها في أول الليل أو آخِره.[6]

شاهد أيضًا: جدول صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام

أفضل وقت لصلاة التهجد

تُعدُّ صلاة التهجُّد بأنّها تتمثل بالخير والأجر العظيم الذي يعود على صاحبهِ في الدنيا والآخرة، حيث يعد أفضل وقت لصلاة التهجد كما ما ورد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ له: أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ)[7]، حيث أن أفضلُ أوقاتها في جوف الليل وهو آخره، وذلك لأنَّ الصلاة في هذا الوقت تكون مشهودةً من الملائكة، ولقُرب العبد من الله، وأيضًا لمُداومةِ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عليها.[8]

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

يعتبر التهجد بأنه جزءًا من قيام الليل، حيث أن القيام هو أوسع من حيث الأعمال، أما الحكم الشرعي لكل منهما  يعتبر سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فهي من الأعمال التي تقرب العبد من الله -عزّ وجل-، وفيما يلي سيتم بيان الفرق بين كل منهما على النحو الآتي:[9]

• عدد الركعات: حيث لا تختلف عدد ركعات التهجُّد عن عدد ركعات قيام الليل، حيث يستحب الصلاة بإحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة، وهو يعد العدد الذي استحبّه العلماء لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم.
• وقت الصلاة: حيث أن وقت قيام الليل يكون بحسب مقدرة الفرد فيجوز أن يصلي في أوّل الليل، أو وسطه، أو آخره، أما صلاة التهجُّد فهي بعد القيام من النوم، وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر