هل يجوز تجنيد النساء

هل يجوز تجنيد النساء هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، حيث أنّ للنّساء أحكامهنّ الخاصّة الّتي تختلف كلّيًّا عن أحكام الرّجال سواءً في العبادة أو العمل أو البيت أو اللّباس، وهذا الاختلاف قد نتج على الطّبيعة التّكوينيّة الّتي خلق الله تعالى المرأة عليها، وقد خصّ الله سبحانه كلًّا من الرّجل والمرأة بتكاليف مختلفةً عن بعضها، كلٌّ حسبما يناسب طبيعته، وفي موقع المرجع سنهتمّ بالتّعرّف على حكم تجنيد النساء ابن باز، وحكم مشاركتها في الأعمال خارج بيتها كالجهاد والتّعليم والطّبابة.

حكم عمل المرأة

قد رفع الدّين الإسلاميّ الحنيف شأن المرأة وردّ عليها حقوقها الّتي سُلبت في زمن الجاهليّة، ووضع الحدود الّتي تحميها من الذّئاب البشريّة وتصون كرامتها وتحفظ عفّتها، وقد أمر الله تعالى النّساء المتزوجات وغير المتزوجات بالجلوس في بيوتهنّ وأداء واجباتهنّ تجاه الأسرة والأولاد والزّوج، وهذه تعدّ المهمّة الأساسيّة الّتي كلّف الله تعالى بها المرأة على وجه الخصوص قال الله تبارك وتعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.[1] وإن احتاجت المرأة للعمل لعدم وجود معيلٍ لها أو لأسرتها أو غير ذلك من الأسباب، فقد أباح الله تعالى لها الخروج للعمل وكسب الرّزق، بشرط أن تلتزم بلباسها الشّرعيّ الكامل فلا تبدي زينتها ولا مفاتنها، ومن الواجب عليها أن تعمل في المجالات الّتي تناسبها كمسلمة، فلا تعمل في الأماكن المختلطة مع الرّجال ممّا قد يؤدّي إلى انتشار الفتنة وذلك منكرٌ عظيم، وأمّا إن كانت المرأة ليست بحاجةٍ للعمل، فليس لها أن تخرج للعمل خارج منزلها، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم النسوية في الإسلام

هل يجوز تجنيد النساء

لا يجوز تجنيد النّساء في الإسلام، إلّا إن كان لهذا الأم ضرورةٌ قصوى في حالة الحرب الطّاحنة الشّديدة وغيرها، وقد قال أهل العلم أنّ الجهاد والمشاركة في القتال والحرب ليس من واجبات المرأة، حيث أنّ من شروط الجهاد أن يكون المجاهد ذكرًا أي رجلًا وليس امرأة، وقد سألت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن جهاد المرأة في سبيل الله فقالت: “يا رسولَ اللهِ هل على النساءِ جِهادٌ ؟ قال نعم عليهنَّ جهادٌ لا قتالَ فيهِ: الحَجُّ والعمرةُ”.[3]  فليس على المرأة أن تجاهد إلّا لضرورة.[4]

وأمّا إن عملت المرأة في المجال العسكري، ولك لا يجوز لها إلّا اضطرارًا، فليس عليها جناحٌ ولا حرجٌ إن كانت لا تختلط بالرّجال ولا تتحدّث معهم إلّا لضرورة، كذلك من واجبها أن تلتزم بلباسها الشّرعيّ الّذي يستر بدنها فلا تلبس لباس الرّجال ولا تتشبّه بهم، ولا تبدي زينتها لمن كان أجنبيًّا عنها، قال الله تبارك وتعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.[5] كذلك عليها أن تحذر من الاختلاء بالرّجال لأنّ ذلك يعدّ إثمًا عظيمًا، ويعدّ ذلك من الفتن العظيمة الّتي حذّرنا منها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.[6]

حكم الجهاد للمرأة

ليس من واجب المرأة أن تخرج للجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، وليس عليها حرجٌ أن تخرج مع الرّجال للجهاد عند الضّرورة، وإنّ الإسلام لم يوجب على المرأة القتال والجهاد لأنّ بنيتها ضعيفةٌ وليست كالرّجال ولا تحتمل المشقّة، لكنّها يمكن أن تخرج معهم كما كانت تخرج نساء المسلمين للقيّامة بأعمال التّمريض ومداواة الجرحى، وصنع الطّعام للمقاتلين وحفظ المتاع وغيره، وإن شاركت في القتال فلا بأس عليها، فقد شاركت بعض الصّحابيّات -رضي الله تعالى عنهنّ- في غزوة حنين حيث شاركن في القتال والتّمريض ولم يمنعهنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ذلك، لكنّه لم يوجب على الباقيات منّهن الّلائي لم يخرجن ذلك أيضًا.[4]

شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون محرم

حكم تجنيد النساء ابن باز

قال ابن باز في حكم التجنيد ومشاركة النساء في الجهاد: أن ليس على المرأة جهادٌ في الشّريعة الإسلاميّة، وأنّ الله تعالى لم يفرض عليها القتال والجهاد كما فرضه على القادرين من الرّجال، ولكن إذا شاركن بما فيه من فائدةٍ ومصلحةٍ للجيش الإسلاميّ فلا بأس بذلك، كأن تكون ممرضةً للجرحى والمصابين، وأن تحفظ متاع الجيش معدّاته، مثلما فعلت بعض النّساء في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كانوا يغزون مع المجاهدين لمصلحة وليس للقتال.[7]

شاهد أيضًا: حكم عمل المرأة في العسكرية

حكم تجنيد النساء صالح الفوزان

قال الشّيخ صالح الفوزان في حكم تجنيد النساء أنّه من الأعمال المبتدعة من قبل الكفرة، والّتي لا يجوز للمسلمين اتّباعها، فلا يجوز للمرأة أن تدخل في صفوف التّجنيد العسكريّة، فهي ليست من أهل الجهاد، وإنّما الجهاد للرّجال فقط، وقد نُقل الإجماع على تحريم التّجنيد للنساء، فلا يجوز لهنّ ذلك، ولا يجوز لبلاد المسلمين أن تتبّع ما يعمل به الكفرة والمعادون للإسلام والمسلمين.

هل يجوز عمل المرأة كطبيبة

يجوز للمرأة أن تعمل كطبيبة حتّى لو كان عملها مع الرّجال، لكن عليها أن تعمل في لباسها الشّرعيّ وأن تجتنب الاختلاء بالرّجال ولو كانوا من المرضى، لأنّ ذلك يسبّب الفتن والوصول إلى الفاحشة، وعليها أن تحاول أن تعمل مع النّساء فقط بقدر ما تستطيع، وعليها أيضًا أن تعمل بلباسها الشّرعيّ الكامل الّذي لا تظهر منه مفاتنها ولا زينتها، فلا تسبّب الفتنة بين الرّجال، وإن التزمت بالحدود الشّرعيّة والضّوابط فلا بأس عليها بالعمل كطبيبة بإذن الله تعالى.[8]

شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها

حكم عمل المرأة في مكان مختلط

إنّ من واجب المرأة الانتهاء عن الاختلاط بالرّجال الأجانب، سواءً كان ذلك في البيت أو العمل، ولا يجوز للمرأة أن تعمل في مكانٍ مختلطٍ إلّا كانت هناك ضرورةٌ ولم تجد من العمل مع النّساء ما يناسبها، وعليها الالتزام بضوابط الاختلاط لتجنّب الوقوع في المعاصي والآثام، وضابط الاختلاط هو التزامها باللّباس الشّرعيّ الّذي لا يبدي زينتها ومفاتنها، وأن تجتنب الكلام غير الضّروريّ مع الرّجال العاملين معها، كذلك أن تتقّي الاختلاء برجلٍ معها في العمل، فإن التزمت بهذه الضّوابط كان عملها في هذا المكان مباحًا والله أعلم.[9]

الضوابط الشرعية لإباحة عمل المرأة

فيما يأتي سنعرض الضوابط الشرعية لإباحة عمل المرأة وهي:[10]

  • الالتزام باللّباس الشّرعيّ الكامل الّذي لا يصف ولا يشف عن الزّينة والعورة.
  • ألّا تختلط المرأة بالرّجال اختلاطًا محرّمًا كالخضوع بالقول معهم والتطيّب عند الخروج.
  • ضمان عدم حدوث الفتنة ممّا يؤدّي بها إلى ما حرّم الله تعالى عليها.
  • أن يكون المجال الّذي تعمل به المرأة ممّا أباح الله تعالى كالتّعليم والطّب والصّيدلة وغيرها.
  • ألّا يؤثّر عملها على أدائها في بيتها، فلا تقصّر في حقّ زوجها أو أولادها أو أهلها.
  • ألّا يكون مجال عملها مجرّد مضيعةٍ للوقت، بل يجب أن يتحقّق منه النّفع للأمّة الإسلاميّة.

شاهد أيضًا: متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي ؟

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هل يجوز تجنيد النساء، حيث تحدّثنا عن حكم عمل المرأة في المجال العسكريّ والطّبيّ وغيره، وذكرنا حكم جهاد النّساء وحكم تجنيدهنّ عند ابن بازٍ وعند صالح الفوزان، كذلك ورد في المقال حكم عمل المرأة في مكان مختلط وما هي الضّوابط الشّرعيّة لعمل المرأة المسلمة.

المراجع

  1. سورة الأحزاب , الآية 33.
  2. islamweb.net , مسائل حول عمل المرأة , 19/12/2021
  3. إرواء الغليل , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 981، صحيح.
  4. islamqa.info , حكم الجهاد للمرأة , 19/12/2021
  5. سورة النور , الآية 31.
  6. islamweb.net , حكم عمل المرأة في المجال العسكري , 19/12/2021
  7. binbaz.org.sa , كيف تشارك النساء في الجهاد؟ , 19/12/2021
  8. binbaz.org.sa , حكم عمل المرأة طبيبة أو معلمة , 19/12/2021
  9. islamweb.net , حكم عمل المرأة في مكان يوجد به رجال , 19/12/2021
  10. islamweb.net , لا دليل على منع المرأة من العمل متى استوفيت الشروط , 19/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *