هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام

هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام هو ما يبحث عنه الكثير من المسلمين، فالشريعة الإسلامية حددت عددًا من محظورات الإحرام التي على المسلم المحرم أن يحذر من إتيانها والقيام بها وإلا فسد إحرامه، وقد اشترك النساء والرجال في قسمٍ من محظورات الإحرام، واختص الرجال بقسمٍ واختص النساء بقسمٍ آخر، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم استحمام المحرم الحاج والمعتمر وتطيبه.

هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام

ذكر أهل العلم أنه يُباح للمحرم أن يغتسل بعد إحرامه، فالنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنّه اغتسل وهو محرم، فيباح الاغتسال ولا حرج في ذلك، ويجوز أن يغير المحرم ملابسه لو اتّسخت، أو لم تتسخ فيجوز له تغييرها، ويبدل إزارًا بإزار جائز، والمرأة كذلك تبدل ملابسها وتغتسل ولاح حرج في ذلك، جائز في حق الرجل والمرأة، وأوضح أهل العلم أنّه يجوز استخدام المنظفات كالصابون والسدر والشامبو ونحوه والأحوط الابتعاد عن ذوات الرائحة الزكية أحوط وأضمن والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة المحرمة تغيير ملابسها

هل يجوز التطيب بعد الإحرام

إنّ وضع الطيب على الرأس والبدن عند الإحرام سنّة، أي بعد الاغتسال للإحرام وقبل عقد نية الإحرام، فالنبي صلى الله عليه وسلم تطيب لإحرامه، فلو ارتدى المسلم ملابس الإحرام لكنه لم ينو الإحرام بعد ولم يلبي ويكبر، فإنه يجوز له أن يتطيب في بدنه، لكن إن عقد النية بالإحرام فلا يجوز له ذلك لأنّها من محظورات الإحرام، ولو فعلها المسلم ناسيًا أو جاهلًا فلا شيء عليه، لكن يجب عليه إزالة الطيب بقدر استطاعته إن علم بعدها، أما لو وضع  الطيب وكان قد نوى الإحرام والدخول في النسك وهو يعلم أن هذا الأمر من محظورات الإحرام، فإنه يلزمه فدية أذى وهو مخير إما أن يذبح شاة أو يطعم ستة مساكين، ولكل مسكين نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيّام.

أما تطييب ملابس الإحرام فلا يجوز بالمطلق، سواءً قبل الإحرام أو بعده، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس ثوبٍ مسّه الطيب، فلا يجوز للمحرم أن يطيب ثوبه ولا أن يرتدي ثيابًا تمّ تطييبها مسبقًا والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز تعطير الاحرام قبل لبسه

حكم نزع الإحرام لغرض الاستحمام

يجوز للمحرم أن ينزع ثياب إحرامه للاستحمام للحر والتروّش، ويطرح الرداء عن ظهره من أجل الحر ثم يعيده ولا بأس في ذلك، فقد أجمع أهل العلم أن الاغتسال للمحرم وتبديله إحرامه جائز لا حرج فيه، لكن عليه أن يحذر من استخدام شيء فيه طيب أثناء الاستحمام، فقد ذكر ابن قدامة في كتابه المغني قال: “ولا بأس أن يغسل المحرم رأسه وبدنه برفق، فعل ذلك عمر وابنه ، ورخص فيه علي وجابر وسعيد بن جبير والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي، وفي صحيح البخاري أن أبا أيوب الأنصاري غسل رأسه وهو محرم، ثم قال: هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز التطيب قبل الاحرام

حكم الاغتسال للإحرام ووقته

إن الاغتسال للإحرام من السنة المستحبة وهو ليس بواجب، فلا يجب على المسلم أن يغتسل ولو تركه لا حرج عليه وصح إحرامه، إلا أنّه يستحب له أن يغتسل فينال بذلك أجرًا فوق أجر، وقد اتفق علماء المذاهب الفقهية الأربعة على ذلك ونقل الإجماع على ذلك، قال النووي في المجموع: “اتَّفق العلماء على أنَّه يُستَحَبُّ الغُسْلُ عند إرادةِ الإحرامِ بحجٍّ أو عُمْرَةٍ أو بهما، سواءٌ كان إحرامُه من الميقاتِ الشَّرعيِّ أو غيرِه” لكن لو اغتسل فالأفضل أن يتصل الغسل بالإحرام فيكون قبل الإحرام مباشرةً.

فيكون وقت الاغتسال كما ورد في الموسوعة الفقهية: “وَوَقْتُ هَذَا الاِغْتِسَال مُوَسَّعٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ فِي الأْظْهَرِ مِنْ مَذْهَبِهِمْ. وَهُوَ مَذْهَبُ الْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. وَثَمَرَةُ الْخِلاَفِ أَنَّهُ لَوِ اغْتَسَل ثُمَّ أَحْدَثَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، يَنَال فَضِيلَةَ السُّنَّةِ، وَلاَ يَضُرُّهُ ذَلِكَ. وَأَلْحَقَ الشَّافِعِيَّةُ هَذَا الْغُسْل بِغُسْل الْجُمُعَةِ، فَدَل عَلَى أَنَّهُ مُوَسَّعٌ، كَمَا هُوَ حُكْمُ غُسْل الْجُمُعَةِ، أَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَقَيَّدُوا سُنِّيَّةَ الْغُسْل بِأَنْ يَكُونَ مُتَّصِلاً بِالإْحْرَامِ”.[4]

شاهد أيضًا: حكم الاغتسال قبل الاحرام

بهذا نصل لنهاية مقال هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام، والذي تم من خلاله بيان حكم الاستحمام للمحرم، وحكم نزع ثيابه  وتبديلها، وبيّن حكم التطيب عند الإحرام وبعده، وذكر حكم الاستحمام للإحرام ووقته.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *