هل يجوز لبس الاحرام المطاط
جدول المحتويات
هل يجوز لبس الاحرام المطاط الذي قد يضعه البعض عند إحرامه من غير معرفة الحكم الشرعي، وعليه فقد ورد العديد من الشروط والأركان والواجبات والمحظورات أيضًا في الإحرام، ولذلك ستتم الإجابة في موقع المرجع على سؤال مقالنا الذي يحمل عنوان هل يجوز لبس الاحرام المطاط، وسنذكر شروط الإحرام وحكم لبس المخيط أو وضع الأزرار على ملابس الإحرام في هذا المقال.
محظورات الإحرام
إنَّ مناسك الحج العمرة التي يقوم بها العبد المسلم، لا بُد أن تكون على أتم وجه؛ حتى ينال الأجر والثواب في الدنيا الآخرة، ولهذا يجب عليه أن يبتعد عن محظورات الإحرام؛ أي الممنوعات التي يؤثم على الإتيان بها، هنالك تفصيل في ذلك على النحو الآتي:[1]
محظورات الإحرام الخاصة بالرجال
- تغطية الرأس: حيث يحرم على الرجال عند إحرامهم تغطية الرأس أو بعضه إلا لعذر واجب، وأما الاستظلال بمظلة أو بشجرة فلا مانع من ذلك دون أن تلامس رأسه.
- لبس المخيط والمحيط: ويكون كالقميص والجبة والسروال، ويحرم المصبوغ الذي له رائحة، كما يحرم لبس الخف الذي يستر أصابع القدمين والعقب، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :”لاَ يَلْبَسِ الْقَمِيصَ وَلاَ الْعِمَامَةَ وَلاَ السَّرَاوِيلَ وَلاَ الْبُرْنُسَ وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ أَوِ الزَّعْفَرَانُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ”.[2]
محظورات الإحرام الخاصة بالنساء
إن الذي يحرم على المرأة خاصة؛ هو لبس النقاب أو البرقع والقفازين؛ وهذا لما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين”، ولكنه يستحب لها أن تسدل على وجهها ستراًا كي لا يراها الرجال الأجانب، وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ قَالَتْ: “كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ، وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ”.[3]
المحظورات التي يشترك فيها الرجال والنساء
- حلق شعر الرأس أو نتفه أو قصه؛ وذلك بدليل قول الله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}،[4] أما إذا كان به مرض وأزاله فعليه الفدية ولا إثم عليه، ويحرم إزالة الأظافر، لكن لو انكسر ظفره وأزال هذا الكسر فلا شيء عليه.
- التطيب؛ حيث لا يجوز للمحرم استعمال الطيب في البدن أو في ملابس الإحرام، ودليل ذلك ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تَمَسُّوهُ طِيبًا، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا”.[5]
- عقد النكاح: حيث يحرم على المحرم النكاح في حق نفسه أو لغيره عن طريق التوكيل، والعقد يكون باطل إذا تم على هذه الصورة؛ بدليل قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكَحُ”.[6]
- قتل الصيد البري؛ حيث يحرم على المحرم قتل الصيد أو الإشارة إليه أو الإعانة على مسكه، أما صيد البحر فيجوز وهذا بدليل قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}.[7]
- المباشرة والجماع؛ حيث يحرم على المحرم أن يباشر زوجته باللمس والتقبيل بشهوة، وسواء أكان ذلك ليلًا أو نهارًا؛ فإن فعل ذلك فقد وقع في الإثم، ووجب عليه ذبح شاة توزع على مساكين الحرم.
شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة تغيير ملابس الاحرام في الحج
هل يجوز لبس الاحرام المطاط
قيل بجواز لبس الاحرام المطاط؛ حيث إن محظورات الإحرام جاء بها لبس المخيط، لكن المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام على الآتي:[8]
- القسم الأول: وهو ما نص عليه الشارع الحكيم بمنعه؛ مثل: القمص والسراويل والعمائم والخفاف وهذا محرم ولا يجوز بالإجماع.
- القسم الثاني: وهو ما كان بمعنى هذه الأشياء؛ الفنيلة والكلط والمشلح والغترة والطاقية ونحو ذلك على حسب مسمى كل دولة، وجاء بتحريم هذا أيضًا؛ لأن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات.
- القسم الثالث: وهو ما كان مترددًا في كونه بمعنى ما نص عليه الشارع أو ليس داخلًا فيما نص عليه الشارع؛ وهذا الأصل فيه الحل؛ مثل: الإزار الذي فيه المطاط ونحو ذلك، يرى العلماء أنه جائز ولا بأس به؛ لدخوله في عموم الإزار، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ”.[9]
شاهد أيضًا: متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والاظافر
هل يجوز لبس المخيط في الإحرام
لا يجوز لبس المخيط للرجل في الإحرام، فالمخيط في الاصطلاح: هو المفصل على قدر البدن أو العضو، بحيث يحيط به، ويستمسك عليه بنفسه، سواء كان بخياطة أو غيرها، مثل: القميص، والسراويل، وما إلى ذلك، فهو للرجل من المحظورات وهذا بدليل ما ورد عن يعلى بن أمية -رضي الله عنه- قال: “أنَّ يَعْلَى قالَ لِعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه: أَرِنِي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يُوحَى إلَيْهِ، قالَ: فَبيْنَما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجِعْرَانَةِ ومعهُ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ تَرَى في رَجُلٍ أَحْرَمَ بعُمْرَةٍ وهو مُتَضَمِّخٌ بطِيبٍ؟ فَسَكَتَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الوَحْيُ، فأشَارَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه إلى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى وعلَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبٌ قدْ أُظِلَّ به، فأدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْمَرُّ الوَجْهِ وهو يَغِطُّ، ثُمَّ سُرِّيَ عنْه، فَقالَ: أَيْنَ الذي سَأَلَ عَنِ العُمْرَةِ؟ فَأُتِيَ برَجُلٍ، فَقالَ: اغْسِلِ الطِّيبَ الذي بكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وانْزِعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، واصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كما تَصْنَعُ في حَجَّتِكَ. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أَرَادَ الإنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟ قالَ: نَعَمْ.”[10] وعليه فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن خمسة أنواع من اللباس تشمل جميع ما يحرم، وذلك أن اللباس إما أن يصنع للبدن: فهو القميص وما في معناه، أو للرأس: وهو العمامة وما في معناها، أو لهما: وهو البرنس وما في معناه، أو للفخذين والساق: وهو السراويل وما في معناها، أو للرجلين: وهو الخف ونحوه.[11]
حكم وضع الأزرار على ملابس الإحرام
أجمع العلماء على عدم جواز لبس الإحرامات التي لها أزارير، حيث ينبغي على الحجاج والمعتمرين الانتباه إلى ذلك؛ لأن الإحرام يجب أن يكون على الصفة الشرعية التي كان عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بها عباده المسلمين، وهي أن لا يكون مفصلًا، وكذلك إذا كان مفصلًا بالأزارير الموجودة الآن لأعلى البدن وأسفله، فهي آخذة حكم المخيط كالقميص والسراويل وغيرها، وإذا كان الثوب أو الملبوس يفصل على البدن ويخاط أو يشبك على البدن ففيه الفدية، وفي شرح زاد المستقنع للشيخ محمد الشنقيطي قال: “من المصائب العظيمة الآن تفصيل بعض الإحرامات ولها ما يسمى في عرف العامة: (الطقطق)، هذا الذي يكون فيه بمثابة الأزرار، فمجرد ما يضعها على كتفه يزررها بهذه الأزرار، وهذا عينُ الملبوس، وتلزمه الفدية، ومن رأى منكم حاجاً أو معتمراً بهذا فلينصحه، وليبين له أن هذا لم يأذن به الله عز وجل، ولذلك لما سئل ابن عمر رضي الله عنه عن عقد الرداء نهى عنه”، فلا يجوز لبس مثل هذا الإحرام.
وعليه فإنه ينبغي التنبيه على هذا النوع من الإحرامات التي ابتلي به بعض الناس في هذا الزمان، التي وجد التفصيل فيه والأزرار، فهذا يوجب الفدية على من لبسه، ومن الجدير بالذكر أن وضع المشابك أيضًا في حكم الأزارير في قول جمع من العلماء ولذلك كان السلف رحمهم الله ينهون عن وضع الشوك، ففي القديم كانوا يضعون شوك النخل، إذ كانوا ربما يحتاجونه فيضعونه في الإزار، فنبهوا على أنه لا يجوز؛ لأنه إذا وضع الشوك كان أشبه بما يلتحف به على أعلى البدن، وحينئذٍ يكون في حكم المفصل ويأخذ حكم المخيط من وجوب الفدية فيه.[12]
وفي ختام مقال هل يجوز لبس الاحرام المطاط، نكون قد تعرفنا على حكم ذلك وأنه من الجائز ذلك، وتعرفنا على محظورات الإحرام عند الرجل والمرأة، وفصلنا في حكم المخيط ومن ثم حكم الأزرار على ملابس الإحرام، وأنه يجب أن تبع العبد المسلم سنة النبي المصطفى في مثل هذه الأمور.
المراجع
- aliftaa.jo , محظورات الإحرام , 07/06/2024
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 134، صحيح
- إرواء الغليل , الألباني، فاطمة بنت المنذر، 4/212، صحيح
- سورة البقرة , الآية 196
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عباس، 1850، صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، عثمان بن عفان، 1409، صحيح
- سورة المائدة , الآية 96
- almoslim.net , الإحرام في إزار , 07/06/2024
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عباس، 5804، صحيح
- صحيح البخاري , البخاري، صفوان بن يعلى بن أمية، 1536، صحيح
- dorar.net , حكم لبس المخيط , 07/06/2024
- slamway.net , ما حكم وضع الأزرار , 07/06/2024
التعليقات