هل التلبية سنة أم واجبة ؟

هل التلبية سنة أم واجبة ؟ فالتلبية من أعمال الإحرام للحج والعمرة، والتي تكون من بداية الإحرام، حيث يلبي المسلم ويحمد الله ويسبحه ويكبره بمجرد أن نوى الإحرام، وينتهي وقت التلبية في الحج عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر ولا فرق في ذلك بين المفرد والقارن والمتمتع، من خلال موقع المرجع سيتم بيان أقوال العلماء في حكم التلبية في الحج والعمرة وما يترتب على من ترك التلبية.

تعريف التلبية

إنّ التلبية هي واحدة من الشعائر في عبادة الحج أو العمرة، وهي من العبادات القولية التي يتم ترديدها في مناسك الإحرام، ويُقصد بالتلبية أنّ العبد قد لبّى نداء الحج الذي أطلقه نبي الله إبراهيم عليه السلام، وتكون التلبية بقول: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

هل التلبية سنة أم واجبة ؟

إنّ التلبية بقول جهور أهل العلم سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي ليست واجبة على المسلمين في مناسك الحج والعمرة، وهذا ما اختاره الشافعية والحنابلة والشيخين ابن باز وابن عثيمين، والدليل على ذلك ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: “أنَّ عَبْدَ اللهِ لَبَّى حِينَ أَفَاضَ مِن جَمْعٍ، فقِيلَ: أَعْرَابِيٌّ هذا؟ فَقالَ عبدُ اللهِ: أَنَسِيَ النَّاسُ أَمْ ضَلُّوا؟! سَمِعْتُ الذي أُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ البَقَرَةِ يقولُ في هذا المَكَانِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ”. [1] وفي هذا الحديث وغيره دلالة على أن التلبية من الذكر وهي غير واجبة لا في الحج ولا في العمرة، وأنّ فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها يفيد الاستحباب والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز التلبية لغير الحاج

أقوال العلماء في حكم التلبية

اختلف أهل العلم في حكم التلبية في الحج فورد عنهم عديد الأقوال في حكمها، وذلك كما يأتي:[3]

• القول الأول: إن التلبية سنّة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجب على المسلم شيء بتركها، وهو قول الشافعي وأحمد وورد عن ابن باز رحمه الله أنه قال: “إذا كان نوى العمرة عند إحرامه ولكن نسي التلبية وهو ناو العمرة، حكمه حكم من لبى، يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل، وتشرع له التلبية في أثناء الطريق، فلو لم يلب فلا شيء عليه لأن التلبية سنة مؤكدة” وهو القول الراجح.
• القول الثاني: التلبية واجبة ويجب بتركها دم على من تركها، وهذا القول هو قول الماوردي عن أبي هريرة من الشافعية وحكاه ابن قدامة عن بعض المالكية.
• القول الثالث: أنّها واجبة لكن يقوم مقامها فعلٌ يتعلق بالحج كالتوجه على الطريق وهو قول بعض المالكية والأحناف.
• القول الرابع: إن التلبية ركنٌ من أركان الإحرام ولا ينعقد الإحرام إلا بها، وهو قول ابن عبد البر عن الثوري وأبو حنيفة وابن حبيب من المالكية.

هل يترتب شيء على من يترك التلبية أو ينساها

ذكر أهل العلم أنّه لا يترتب على تارك التلبية أيّ شيء في الراجح من أقوال العلماء، وممن قال بهذا الأمر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى حيث قال في إحدى فتاويه:[4]

“إذا كان نوى العمرة عند إحرامه، ولكن نسي التلبية وهو ناو العمرة، حكمه حكم من لبى، يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل، وتشرع له التلبية في أثناء الطريق، فلو لم يلبِّ فلا شيء عليه؛ لأن التلبية سنة مؤكدة، فيطوف ويسعى ويقصر ويجعلها عمرة؛ لأنه ناو عمرة، أما إن كان في الإحرام ناويًا حجًا والوقت واسع فإن الأفضل أن يفسخ حجه إلى عمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل والحمد لله ويكون حكمه حكم المتمتعين”.

شاهد أيضًا: صفة الحج باختصار ، كيفية الحج في فقه الحج والعمرة

صيغة التلبية وحكم الزيادة عليها

إنّ الصيغة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التلبية قوله: “لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ” وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد عن هذه الكلمات في تلبيته, إلا أنّه ورد عن بعض الصحابة أنّهم زادوا عليها مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يزيد بقول: “لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ” فالخلاصة أن الأفضل للمسلم أن يلتزم بالصيغة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لو زاد عليها فلا حرج عليه والله ورسوله أعلم.[5]

في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على توضيح مسألة هل التلبية سنة أم واجبة، والذي تم من خلاله تعريف التلبية، وبيان حكم من تركها في الحج وأقوال أهل العلم فيها، والصيغ الواردة في التلبية وحكم الزيادة عليها.