صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها

صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها من الأمور والأسئلة المهمّة التي يسعى الكثير من المسلمين لمعرفتها، فالاستخارة جعلها الله لعباده المسلمين ليلجأوا إليه في كلّ أمورهم، وعند حيرتهم وقّلة حيلتهم، فيرفعوا أيديهم إلى الله -سبحانه وتعالى- ويدعونه ويستخيرونه ويسألونه من خيره وفضله ورحمته، ويسألونه عن الرّشاد والسّداد والتّوجيه  في أمور حياتهم وقراراتهم، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بتعليمنا صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها.

صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها

صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها تُصلّى صلاة الاستخارة ركعتين لله ثمّ يدعو المسلم بدعاء الاستخارة عقبهما، وتُعرف نتائجها بالتّوفيق من الله لما هو خير، وتُعرف الاستخارة بأنّها طلب الخَيرة في الشّيء، كأن يطلب أحدٌ من آخر أن يختار له، وهي طلب صرف الهمّة لما هو المختار عند الله -سبحانه وتعالى- والأولى بالصّلاة والدّعاء، وأن يستخير العبد ربّه أي يطلب منه الخَيرة ليُعطيه ما هو خيرٌ له فيُبيّن له خير الأمرين، أجمع أهل العلم على أنّ صلاة الاستخارة سنّةٌ مؤكّدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-  والدّليل على مشروعيّتها الحديث الوارد في دعاء الاستخارة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أمّا في كيفيّة صلاة الاستخارة، فيقوم المسلم إذا عارضه أمرٌ ما أو احتار بين أمرين فيتوضأ ويُحسن الوضوء، ثمّ يعقد النّيّة لصلاة الاستخارة قبل الشّروع فيها، فيبدأ في صلاته ويصلّي ركعتين بتشهّدٍ واحد وسلامٍ واحد، ثمّ يسلّم من صلاته، وبعد السّلام يرفع المسلم يديه إلى الله متضرّعاً، ومستحضراً عظمته وقدرته وقوّته وحكمته، فيكون في أوّل دعائه حمد الله والثّناء عليه والصّلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- والأفضل أن تكون بالصّلوات الابراهيميّة، بأن يقول اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمّد كما صلّيت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيد، ثمّ يقرأ دعاء الاستخارة الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويُسمّي فيه حاجته أو أمره الذي يستخير عنه، ويُنهي بالصّلاة على رسول الله وحمد الله الثّناء عليه، وأن يتوكّل على الله ويؤمن بأنّه سيختار الأفضل له في دينه ومعاشه، وعليه أن يسعى بعد ذلك في أمره، فإنّ المسلم قد يعترضه بعض الأمور التي يتحيّر منها فيحتاج للّجوء إلى الله مستخيراً إياه في الخير.[1]

ولا يُشترط وجود رؤيا أو منام تبيّن نتيجة الاستخارة، وإنما يعرف المسلم النّتيجة بأنّ هذا الأمر يحدث أو لا يحدث، فالمسلم يستخير وينطلق ساعياً في أمره فإن تيسّر الأمر ووجد أن العقبات التي تواجهه قد انحلّت واختفت فقد اختار له الله هذا الأمر ويسّره له، أمّا إن واجه المزيد من الصّعوبات والعقبات فالله -سبحانه وتعالى- قد اختار له أن لا يكون له نصيب في أمره وهو الخير له، ثم أنّ موضوع القلب وما يميل له سيكون أحد الطّرق التي يعرف بها المسلم نتيجة الاستخارة، لكنّها ليست من الأمور المعوّل عليها في ذلك، إنّما يعرف المسلم نتيجة الاستخارة بالتّيسير والسّهولة أو التّعسير والمشقّة في الأمر، وعلى المسلم أن يقرن استخارة الله بأخذ الأسباب والسّعي بعد التّوكل والابتعاد عن التّواكل، وعليه أن يستخير أهل المشورة من أهل الخبرة والمعرفة بالأمر.[2]

دعاء الاستخارة بدون صلاة

إنّ المرور على صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها يدفع المسلم للبحث عن دعاء الاستخارة بدون صلاة،  فالاستخارة كما عُرّفت هي دعاء الله -سبحانه وتعالى- ليختار للمسلم الخير بين أمرين ويصرف عنه شرّهما، وتُقرن في الاستخارة الصّلاة بالدّعاء لينال المسلم خيري الدّنيا والآخرة، ولكن إن تعذّر على المسلم أن يصلّي صلاة الاستخارة لسببٍ ما فإنّه لا حرج عليه أن يدعو بالدّعاء فقط، والدّعاء هو ما ورد في الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إِذَا هَمَّ أحدُكُمْ بِالأمرِ فَلْيَرْكَعْ ركعتيْنِ ثُمَّ يقولُ : اللهمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وأسألُكَ من فَضْلِكَ العَظِيمِ ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ ، وتعلمُ ولا أعلمُ ، وأنتَ عَلامُ الغُيُوبِ ، اللهمَّ إنْ كُنْتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ في دينِي ، ومَعاشِي ، وعَاقِبَةِ أَمْرِي أوْ قال : في عاجلِ أمرِي وآجلِهُ ، فَاقْدِرْهُ لي ، وإن كُنْتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌ لي في دينِي ومَعاشِي ، وعاقبةِ أمرِي أوْ قال : عاجلِ أمرِي وآجِلِه فاصرفْهُ عنهُ واصْرِفْنِي عنهُ ، واقْدُرْ لي الخَيْرَ كان ، ثُمَّ رَضِّنِي بهِ ، ويُسَمِّي حاجَتَهُ”.[3] فلو تعذّرت الصّلاة على المسلم لسببٍ من الأسباب، فإنّ له أن يكتفي بالدّعاء ولا شيء في ذلك والله ورسوله أعلم.[4]

كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة

يعتقد الكثير من المسلمين بأنّ لصلاة الاستخارة تكون رؤيا بعدها، أو تكون بشارةً أو ما نحوها لتحقّق الأمر، وهذا خطأٌ شائع فلا يوجد منامات ولا رؤى  ولا غير ذلك بل على المسلم أن يتوكّل على الله -سبحانه وتعالى- في أموره فإن يسّر الله هذا الأمر وسدّد المسلم نحوه وهيّأه له فهو له، وإن أبعده عنه فهذا قدر الله وقضائه، وقد اختلف أهل العلم في كيفيّة معرفة المستخير لنتيجة الستخارته، فبعضهم قال أنّه ينشرح صدره وآخرون قالوا أنّه سيتمّ تيسيره من الله -عزّ وجل- وقيل أنّ على المستخير أن يمضي في أمره حتّى يصرفه الله عنه أو يحققه له، والغالب أنّ الله عزّ وجل سيهيّئ الأمر وييشره لو كان فيه خير، وسيصرفه عن المسلم لو كان عكس ذلك، والله ورسوله أعلم.[5]

هل يجوز الاستخارة لأكثر من حاجة

إنّ الاستخارة هي أن يطلب المسلم من الله -عزّ وجلّ- أن يختار له بين أمرين وأن يعطيه الخير منهما ويصرف عنه الشّر، والدّعاء من العبادة في الإسلام وللمسلم أن يسأل الله -سبحانه وتعالى- ما شاء من خيري الدّنيا والآخرة، ولم يرد في السّنة أو عن أهل العلم ما يمنع أن يذكر المسلم حاجتين أو أكثر في استخارته، فيجوز للمسلم الاستخارة لأكثر من حاجة، ولكن الأفضل أن يتمّ تخصيص صلاةٍ ودعاء استخارة لكلّ حاجة وذلك من باب الأدب في الاستخارة، ولكن لا مانع من الاستخارة بعد الصلاة في حاجتين أو أكثر والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج

أفضل وقت لصلاة الاستخارة

في أفضل وقت لصلاة الاستخارة لم يرد أيّ تحديدٍ أو تخصيصي في السّنّة لوقتها، لكنّ ما ورد عن أهل اعلم أنّ صلاة الاستخارة تشمل الدّعاء وأفضل أوقات الدّعاء لقضاء الحاجة وغيرها هو في الثّلث الأخير من الليل، لأنّ هذا الوقت بالتّحديد من أفضل الأوقات لاستجابة الدّعاء، وذلك لما ورد في الحديث الشّريف الذي رواه الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”.[7] ولكن للمسلم أن يصلّيها في أيّ وقتٍ شاء، إلا في أوقات النّهي عن الصّلاة.[8]

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة بدون صلاة

حكم تكرار صلاة الاستخارة

ورد عن أهل العلم أنّ تكرار الاستخارة مشروعٌ طالما لم يتبيّن ظهور شيء للمستخير، وقد قال أصحاب المذهب الشّافعي والحنفي والمالكي أنّه ينبغي للمستخير أن يستخير ربّه سبع مرّاتٍ في الأمر، وقيل أنّه يُستحبّ للمسلم أن يكرّر استخارته والدّعاء لذلك، ويظلّ يكرّرها حتّى يظهر له الخير ممّا يستخير في شأنه، فتكرار الاستخارة يكون عندما لا يظهر للمسلم شيء من خير الأمر أو شرّه، فالاستخارة من الدّعاء والله -سبحانه وتعالى- يحبّ الإلحاح والتّكرار والعزم في المسألة، وقد ورد عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ ولْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَتَعاظَمُهُ شيءٌ أعْطاهُ”.[9] فالإلحاح هو المبالغة في الطّلب بتكرار  الدّعاء والاستخارة من الدّعاء، فيستحبّ تكرارها والله ورسوله أعلم.[10]

اقرأ أيضًا: دعاء صلاة الاستخارة كامل مكتوب ومستجاب

ثمرات الاستخارة

في سياق الحديث عن صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها سيتمّ الحديث عن ثمرات الاستخارة، فبالاستخارة اقترنت الصّلاة بالدّعاء، والمراد بذلك الجمع بين خيرين عظيمين، وللاستخارة فوائد وثمرات عظيمة على المسلم وحياته، سيتمّ ذكر ما يأتي منها:[11]

• الاستخارة دليلٌ عظيم على تعلّق قلب المؤمن بربّه -سبحانه وتعالى- وكذلك توكّله عليه في كل الظّروف والأحوال.
• الاستخارة تزيد من ثواب المرء وتقرّبه من الله -عزّ وجل- لما في ذلك من فضلٍ للصّلاة والدّعاء.
• الاستخارة سبيلٌ للخروج من الحيرة والشّك إلى الرشد واليقين، وكذلك من عدم الرّاحة إلى الرّاحة والأمان والطمّانينة.
• بالاستخارة ينزل الخير على المسلم ويُدفع عنه الشّر، فالله لا يختار لعبده إلا ما هو خيرٌ له.
• بالاستخارة ينال المسلم البركة في أعماله التي يقوم بها، وينال التّوفيق من الله سبحانه.

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة الصحيح مكتوب كامل

إلى هنا تكون نهاية مقال صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها، الذي تمّ فيه التّعريف بصلاة الاستخارة ودعائها، وذكر كيفية معرفة نتيجة صلاة الاستخارة، وبيان بعض الأحكام التعلّقة بها، وختم المقال بثمرات صلاة الاستخارة وفوائدها.