يجوز للمريض أن يترك الصلاة أثناء مرضه

يجوز للمريض أن يترك الصلاة أثناء مرضه تُعد الصلاة بأنها سببًا لِلفلاح والفوز لِمن حافظ عليها، وسببٌ لِلخسارة لمن ضيّعها وتساهل فيها، ومن أهميّتها فقد كانت الوصية الأخيرة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وتُعدّ الصلاة العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان المُكلّف ولا تنفك عنه طوال حياته، كما أن الصلاة التي يُريدُها الله -تعالى- هي الصلاة التي يخشع فيها صاحبها، ويُحافظ عليها بِشُروطها وآدابها، ومن خلال موقع المرجع سنتعرّفُ على حكم ترك الصلاة أثناء المرض.

الصلاة

هي من أحب وأفضل الأعمال إلى الله -عز وجل-، كما تعتبر بأنها أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، حيث تُعتبر الصلاة بأنها عبادة الله -سبحانه وتعالى- في القول الذي يتمّثل بالقراءة والتسبيح والتكبير، والفعل وهو الذي يتمثل في القيام والرّكوع والسّجود، كما أنها تبدأ بالتّكبير وتنتهي بالتسليم، وتُعرف الصلاة في اللغة بأنها الدعاء فقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[1][2].

يجوز للمريض أن يترك الصلاة أثناء مرضه

أوضح الدّين الإسلاميّ العديد من التعاليم والأحكام الشرعية، حيث أنّ ترك المسلم للصلاة بسبب المرض لا يجوز، حيث ينبغي أن يتم تنبيه المريض بالصلاة بحيث يستطيع أن يصلي قاعدًا أو قائمًا أو على جنب أو مستلقيًا، إذ أن الدّين الإسلامي دين يسير فقد وضع التعاليم والأحكام الشرعية التي تساعد من له عذر واضح،  فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال “صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيًا”[3]، بالإضافة ينبغي لأهل المريض أن يقوموا بتشجيعه على الصلاة، كما إن كانت ملابس المريض نجسة عليه غسلها أو إبدالها في غيرها، وإن لم يستطع يصلي على حسب حاله، فقد قال الله -تعالى- (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم)[4][5].

شاهد ايضًا: هل يجوز الصلاة بالحذاء دون المسح عليه

يجوز للمريض الصلاة بدون وضوء

يستطيع المريض أن يقوم بالوضوء من خلال التيمم، وذلك بسبب عجزه للتطهر بالماء أو الخشية من زيادة المرض أو قد يتأخر شفاؤه، حيث يقوم بضرب الإنسان على يديه بالأرض الطاهرة ضربةً واحدة يمسح فيها جميع وجهه، ثمّ بعد ذلك يمسح  كفي يديه، بالإضافة إلى إجازة أن يقوم شخص آخر بالتيمم للمريض عند عدم استطاعته، كما أن المريض لا يُلزم أن يقوم بالتيمم للصلاة التي تليها إذا لم يأتي بشيء من نواقض الوضوء وبقي على طهارته، كما لا ينبغي تأخير صلاة المريض عن وقتها بسبب عدم قدرته على الطهارة فهو يستطيع أن يتطهر بقدر ما يمكن.[6]

هل يجوز الجمع بين الصلاتين للمريض

يجوز، حيث تُعتبر المشقة الحاصل بسبب المرض هي من الأعذار المباحة للجمع بين الصلاتين، بحيث يستطيع المريض أن يقوم بالجمع بين الصلاتين بسبب المرض،  بحيث أنه يقوم في الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وأيضًا بين المغرب والعشاء، بحيث يتم جمع تقديم أو تأخير على حسب الأيسر له، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخّص للمستحاضه أن تجمع بين الصلاتين، حيث تعد الاستحاضة هي نوع من أنواع المرض، بالإضافة للتنويه بأنه لا يمكن للمريض الذي جاز له الجمع بين الصلاتين أن يقصر فالقصر لا يجوز إلا للمسافر.[7]

حكم ترك الصلاة بسبب المرض النفسي

كلف الله -سبحانه وتعالى- عباده بفعل الواحبات والطاعات، فقد أوضح الدين الإسلامي بأنه من كان بالغًا وعاقلًا عليه أداء الصلاة والصيام والزكاة  والحج وجميع الواجبات، بالإضافة لاجتناب المنهيات التي نهى الله بها، حيث تعتبر الصلاة بأنها واجب على الإنسان ولا تسقط عنه بحال وجود عقله،  كما أنها لا تسقط لتلف العضو أو حدوث مرض وذلك من خلال أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء، فإذا كان المرض النفسي يساعد في زوال عقل ووعي صاحبه فعليه بالصلاة والصيام لأنه مكلفًا، أما إذا كان يزول عقله بعض الوقت ويفيق بعضًا فهو معذور وقت زوال العقل وإنّ أفاق زال عذره ووجب عليه صلاة الوقت الحاضر.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز مسك القران اثناء الصلاة