آخر موعد لقص الأظافر للمضحي السعودية
جدول المحتويات
آخر موعد لقص الأظافر للمضحي السعودية أحد الأسئلة الفقهية التي يكثر طرحها والبحث عنها مع دخول شهر ذي الحجة وبداية موسم الحج، فتجد مئات من عمليات البحث حول حكم قص الأظافر وآخر موعد لقض الأظافر للمضحي، ويجب على المسلم وخاصة المضحي الإلمام ببعض القواعد والأمور الفقهية حتى لا يقع في أي محظور فعله خلال الأيام المباركة، وحول آخر موعد لقص الأظافر للمضحي السعودية، سنتطرق عبر هذا المقال المقدم من موقع المرجع لتبيان كافة الأمور والقواعد الفقهية والأحكام التي على المضحي اتباعها خلال أيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
آخر موعد لقص الأظافر للمضحي السعودية
آخر موعد لقص الأظافر للمضحي هو اليوم الأخير من شهر ذو القعدة 1445 هـ، لقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره” رواه مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها، ويجب على المضحي الإمساك عن قص شعره وكذلك الإمساك عن كلٌ هذه الأمور (الإمساك عن حلاقة الجسد، أو شعر الرأس أو الإبط، وشعر العانة، وشعر الشارب، وقص الأظافر) وهذا بالنسبة للذكور وللإناث إذا أرادو أن يضحوا عن أنفسهم وأهاليهم، لمن كان هو المُضحي عن ماله ونفسه وأهل بيته ووالديه، ولا يأخذ منهم شيء حتى يضحي بعد دخول شهر ذي الحجة، وكذلك يجب على المضحي ألّا يأخذ شيء من بشرته ولا يقطع جلد من رجله ولا يده ولا أي مكان بجسده، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئًا”.
حكم قص الأظافر للمضحي
اختلف الفقهاء وأهل العلم في حكم قص الأظافر للمضحي، وتواردت العديد من الأقوال في هذا الشأن منها:
القول الأول
ورد عن جمهور الفقهاء أنه من المستحب ومن السنة الإمساك عن الأخذ والتقصير من الشعر والأظافر قبل التضحية وحتى موعدها، لذا يجب على المضحي أن يمسك عن كل هذا ويكره ترك السنة في هذا الشأن، ولكنهم لم يقولوا بأن هذه الأعمال واجبة، واستدلوا برأيهم، بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ، ثُمَّ يَبْعَثُ بهَا وَما يُمْسِكُ عن شيءٍ، ممَّا يُمْسِكُ عنْه المُحْرِمُ، حتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ”.
القول الثاني
وهو خاص بالحنابلة وبعض من فقهاء الشافعية، وأوجبوا عدم قص الأظافر للمضحي أو الشعر قبل أن يضحي، واستندوا في ذلك على ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أمِّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنه قالت: “إذا دَخَلَ العَشْرُ وعِنْدَهُ أُضْحِيَّةٌ يُرِيدُ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا، ولا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا”، كما لا يتوجب فدية على من لم يمسك عن تقليم أظافره أو تقصير شعره قبل الذبح وذلك بإجماع الفقهاء، وإذا أخذ المضحي أو قلم أظافره أو قص شيئًا من شعره فأضحيته صحيحة لا شيء عليها.
القول الثالث
هذه القول يقضي بجواز قص الأظافر للمضحي ولا يوجد في الأمر كراهية في فعله، فهو مباح له أن يفعله أو لا يفعله، ويعتمد هذا القول بأن هذا الأمر ليس بسنة وليس مكروهًا، لهذا يجوز للمضي قص أظافره وهو من الأمور المباحة ولا يحرم، ويرجع هذا القول لإمام أبو حنيفة ومحمد بن الحسن وأبو يوسف.
القول الرابع
يفضي بأنه يحرم قص الأظافر للمضي لحين الانتهاء من الأضحية وانتهاء العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ويجب على المضحي عد الأخذ وإلّا يأثم لكونه ارتكب أمر محرم، وهذا القول يُسند للإمام أحمد، وقول سعيد بن المسيب وكذلك بعض أصحاب الإمام الشافعي، وإسحاق بن إبراهيم بن راهوية وداود الظاهري، والله تعالى أعلم.
خلاصة القول في قص الأظافر للمضحي كما أوضحته دار الإفتاء المصرية، أن قص الشعر والأظافر للمضحي في أيام العشر من ذي الحجة مخالفة، ولكنها ليست بالحرام بل هي مكروهةٌ كراهةَ تنزيه، حيث قال الإمام النووي: “ومن دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحى فالمستحب أن لا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره حتى يضحي؛ لِمَا رَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله وسلم قال: “مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ”، ولا يجب عليه ذلك؛ لأنه ليس بمحرم، فلا يحرم عليه حلق الشعر وتقليم الأظفار.
اقرأ أيضًا: ما حكم من قص شعره وهو يريد ان يضحي
حكم قص الأظافر للمضحي ناسيًا
أما من فعل ذلك ناسياً فلا شيء عليه، لقوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: “قد فعلت” (رواه مسلم في صحيحه)، ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في هذا الشأن تحديدًا:
“من أراد أن يضحي فليس له أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئاً، إذا دخل ذو الحجة حتى يُضحي لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فعن أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا” رواه مسلم… ومن أخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو بشرته في العشر ناسياً أو جاهلاً وهو عازم على التضحية فلا شيء عليه، لأن الله سبحانه قد وضع عن عباده الخطأ والنسيان في هذا الأمر وأشباهه، وأما من فعل ذلك عمداً فعليه التوبة إلى الله سبحانه ولا شيء عليه -يعني ليس عليه فدية ولا كفارة.[1]
اقرأ أيضًا: محظورات المضحي غير الحاج
حكم قضم الأظافر للمحرم ناسيًا
إما من قضم ظفره وهو محرم، فيقول مفتي جمهورية مصر العربية شوقي علام ما يلي في حكمه:
“بأنه إذا قضم المحرم أظافره بأسنانه فأزال منها شيئًا عامدًا عالمًا مختارًا، فإنه تجبُ عليه الفديةُ، بخلاف ما لو انكسر ظفره أو جزء منه دون قصد فأزال باقيَه لأنه يؤذيه، فلا شيءَ عليه في ذلك عند جمهور الفقهاء”.
كما أضاف علام قائلًا:
“أن من عبث بظفر من أظفاره ساهيًا فقضمه، أو قصَّ ظفره ناسيًا، فقد اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في المشهور عندهم أنه تجبُ عليه الفديةُ -على خلاف بينهم في مقدارها- حتى لو كان ناسيًا كما تجب على العامد، وعلل ذلك إلى أنه يأتي من باب الإتلاف الذي يستوي فيه عندهم العامد والساهي والجاهل، وذهب بعض الحنابلة إلى أن الناسيَ غيرُ مؤاخَذٍ ولا فديةَ عليه، فمن استطاع إخراجَ الفدية أخرجها عملًا بقول الجمهور، ومن لم يستطع فلا حرجَ عليه.
أسباب عدم قص الأظافر للمضحي
بناءً على ما ورد في الأعلى بخصوص قص الأظافر للمضحي تواردت الأسباب التي تمنع على المضحي الأخذ من شعر أو قص الأظافر، فقد قال حسونة النووي في الفتوى رقم 3357: “ذهب الشافعية والمالكية إلى أنه يُسَنُّ لِمَنْ يُرِيدُ التَّضْحِيَةَ وَلِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ غَيْرَهُ يُضَحِّي عَنْهُ أَلَّا يُزِيلَ شَيْئًا مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ أَوْ بَدَنِهِ بِحَلْقٍ أَوْ قَصٍّ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَلا شَيْئًا مِنْ أَظْفَارِهِ بِتَقْلِيمٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَلا شَيْئًا مِنْ بَشَرَتِهِ، وَذَلِكَ مِنْ لَيْلَةِ الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى الْفَرَاغِ مِنْ ذَبْحِ الأُضْحِيَّةِ”، وتابع النووي في إجابته عن سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي، بأن ذلك يأتي لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم: “مَنْ رَأَى هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ” وهو الحديث الذي أخرجه النسائي في السنن الكبرى.
ومن ضمن الأسباب الظاهرة لعدم قص الأظافر للمضحي أو شيء من شعر وبشرته، ما يلي:
- كما يُقال أيضًا لا يقص منه شيئًا أي المضحي حتى لا يفقد جزءًا من الرحمة والمغفرة التي تتنزل من الله علي المضحي، وترفع عنه الرذائل والذنوب.
- فيه امتثال لنواهي وأوامر الله عز وجل ومن علامات التقوى والخضوع لله.
- يرى البعض أن المضحي يقدم الأضحية كفداء عن نفسه، لما ارتكبه من ذنوب وسيئات فيضحي امتثالا لأوامر الله أكمل وجه، وحتى يقبل منه هذه الأضحية ليغفر الله سيئاته وذنوبه التي ارتكبها، يُمنع من قص الأظافر والشعر أو أخذ من جلده؛ باعتبار أن كل جزء من الأضحية أصبح فداء للمضحي عن كل جزء منه، فقصه لأظافره يكون نقصًا من الفداء.
شروط الأضحية للمضحي
وضعت الشريعة الإسلامية عدة شروط يجب توافرها في الذبيحة أو الأضحية، ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:
- يجب أن تمتع بالذبيحة بصحة جيدة، بأن يكون الحيوان المذبوح خالٍ من أي مشاكل جسدية أو عيوب.
- يُحظر ذبح الأضحية مع العرج، أو بكسر في أحد الأطراف أو في كل الأطراف.
- كما يحظر ذبح الأضحية أو الحيوان إذا كانت أسنانه مكسورة أو قطع في أذنه أو في أنفه وكذلك الحيوان الكفيف على حد سواء.
- كما يجب أن تتمتع الأضحية بالنشاط، وليس بها أي مرض أو تعب.
- ويجب أن تكون مقبلة على الطعام.
- ويجوز ذبح الأنعام من المواشي والأبقار والخراف فقط، فلا يجوز التضحية بالطيور الأخرى أو غيرها.
- كما يجب أن تستوفي الذبيحة السن القانونية للذبح، التي تكون خمس سنوات للإبل، والأبقار حتى تصل إلى سنتين، وأما الماعز فهي سنة واحدة والأغنام ستة شهور.
- يجب أن تكون الأضحية قيمّة وذات لحوم وفيرة وليس بالهزيلة.
اقرأ ايضًا: طريقة تقسيم الاضحية
ما الذي يمتنع عنه من أراد أن يضحي
إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد البعض أن يضحي، يحرم على المضحي ويجب عليه ألّا يأخذ من شعر جسمه كاملًا شيء سواء (شعر جسده، أو رأسه، تحت أبطه، أو شاربه، أو العانة) ولا يقص أظافره أو شيء من جلده، ولا يمُنع من لبس الجديد أو من وضع الطيب أو الحناء أو مباشرة أهله، وهذا الحكم بالنسبة للرجل والمرأة سوا إذا أرادت أن تضحي، وهذا الحكم لمضحي فقط دون أهله ومن دون من وكله بذبح الأضحية فلا يحرم شيء من هذا على زوجته وأولاده أو على الوكيل، وهناك فرق بين المضحي والمحرم ولا يسمى هذا إحرامًا لأن الإحرام إلا لنسك الحج والعمرة والمحرم من لبس ملابس الإحرام ويمنع عن الطيب أو الجماع والصيد وجميع هذه الأمور جائزة للمضحي بعد دخول شهر ذي الحجة، ولا يُمنع المحرم إلّا من الأخذ من الأظافر والشعر والجلد، وهذا وفقًا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ف عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ” رواه مسلم (1977) وفي رواية: “فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”.
هل قص الأظافر للمضحي يبطل الأضحية
تقليم أو قص الأظافر للمضحي أو قص شيء من الشعر أو الجلد لا علاقة له بالأضحية، فهي صحية وتصح ولو قصر شيء من أظافره وشعره فهذه القضية منفصلة عن الأضحية واختلف فيها الفقهاء، وجمهور العلماء على أن الإمساك عن قص الشعر أو قلم الأظافر أمر مستحب، وقد قال الحنابلة بوجوبه، ولكن هذا لا علاقة له بالأضحية فالأضحية صحيحة سواء قصر شيء من الشعر أم لم يقصر، وأن من فعل هذا -قص الأظافر أو الشعر والجلد- عمداً أو نسياناً فلا شيء عليه، كما أنه لا يؤثر في صحة أضحيته، قال ابن قدامة في المغني بعد ذكر أقوال العلماء في المسألة: “إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً”.
وبنهاية مقال آخر موعد لقص الأظافر للمضحي السعودية نكون قد بينا أخر موعد لقص الأظافر، وكذلك حكم قص الأظافر بين مختلف الفقهاء والمذاهب، وكذلك حكم قص الأظافر ناسيًا وشروط الأضحية التي يجب على المضحي أن يستوفيها، وكذلك ذكرنا ما يجب على المضحي فعله، وبالنهاية أجبنا عن سؤال هل يبطل قص الأظافر الأضحية.
المراجع
- binbaz.org.sa , حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي , 07/06/2024
التعليقات