تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق

تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق تجربة مميزة وتعتبر بمثابة معجزة حقيقية رأيتها بعيني ولا زلت إلى الآن أتنعم بفوائداها ومزاياها، فمن المعروف أن ذكر الله بشكل عام والحوقلة والاستغفار بشكل خاص من الأشياء التي تساعد في تبديل الأحوال إلى الأفضل، إلى جانب قدرتها على زيادة الرزق وراحة البال، ومن خلال موقع المرجع سوف يتم ذكر التجربة كاملة مع مراعاة ذكر كل ما مررت به لجعل الفائدة أشمل.

معنى الحوقلة والاستغفار

تعرف الحوقلة: على أنها قول “لا حولا ولا قوة إلا بالله”، وهي كلمة وإن بدت بسيطة في ألفاظها ومخارج حروفها إلا أن معناها جليل جدًا، حيث يتجرد العبد من كل حول وقوة وقدرة ويلجأ إلى الله تعالى ويجعل المآل إليه ويعلق الآمال به، وقد بلغنا الحبيب المصطفى أن تلك الكلمة كنز من كنوز الجنة التي قد يخفى على عدد كبير من المسلمين، كما حث على كثرة التكرار من أجل بلوغ الدرجات العلا ونيل الثواب الجزيل والأجر الكبير في الدنيا والآخرة.

أما عن الاستغفار: فهو طلب المغفرة من الله عز وجل بأي لفظ يدل على ذلك شريطة أن يوقن العبد بالألوهية والربوبية ويعلم أن أمره كله بيد الله تعالى، كما أوضح بعض أهل العلم أن الاستغفار لا بد أن يتضمن طلب المغفرة مع التجاوز عن العثرات والزلات والرغبة في ستر العيوب في الدنيا والتجاوز عن العقاب في الآخرة، كما يفضل أن يكون الندم على الذنب نابع من قلب المسلم وأن لا يكون الأمر مجرد كلام يتلفظ به دون الوعي بحقيقته.

تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق

لقد مررت بأزمة مالية شديدة سببت لي الكثير من الخسائر وهذه الأزمة حدثت أثناء التجهيز للزواج، حيث أن ظروف العمل معي تغيرت للأسوأ وأصبحت بحاجة إلى الكثير من المال لإتمام الزواج، وهذه الضائقة جعلتني أفكر في تأجيل هذه الخطوة حتى تتحسن أحوالي المادية إلى أن تعرفت على فضل الأذكار في فك الكرب وبدأت بالفعل المداومة على الحوقلة والاستغفار بنية الرزق الوفير لإتمام الزواج، بل ولجأت أيضًا إلى ترديد هذه الأذكار آلاف المرات في اليوم الواحد إلى جانب الالتزام في الصلاة وقراءة ورد من القرآن الكريم.

في البداية تعقد الأمر أكثر لكنني لم أيأس وكنت على يقين من رحمة الله فهو يريد فقط أن يسمع ندائي له واستمريت على هذا الأمر لفترة ما وبعدها تبدل حالي كله للأفضل، فقد جاء إليّ أصدقائي ومعهم مبلغ من المال قدموه كهدية لي بمناسبة الزواج، بل ورزق أبي بمبلغ من عمله لم يكن في الحسبان وتم الزواج بفضل الله.[1]

شاهد أيضًا: قصص واقعية عن الاستغفار جديدة

تجارب مختلفة مع الحوقلة والاستغفار

هناك الكثير من التجارب التي تدل على عظمة الاستغفار وترديد ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد قرأت كثيرًا عن تلك التجارب أثناء تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق، ولجعل التجربة أكثر فائدة، كان من الضروري أن يتم ذكر تلك التجارب والقصص الرائعة التي من شأنها أن تزرع بذرة الأمل في القلوب والنفوس ومن ضمن هذه التجارب ما يلي:

تجربتي مع الحوقلة لحل المشاكل

كانت لفتاة جامعية لم تكن تداوم على الصلاة أو الذكر وكانت دائمًا ما تعاني من ضيق في الصدر وانزعاج غير مبرر، والغريب في الأمر أن تلك الفتاة كانت من عائلة ذات حسب ونسب وأوضاع مالية جيدة للغاية، كما أنها كانت محاطة بعدد كبير من الأصدقاء إلا أنها تعاني من الحزن الدائم إلى أن نصحتها إحدى صديقاتها بضرورة المداومة على الاستغفار والحوقلة بنية التقرب من الله عز وجل وأن يرزقها الله سعة في النفس وانشرح في الصدر.

تقول الفتاة؛ لقد داومت على النصيحة حتى أصبحت الحوقلة والاستغفار شيء أساسي في يومي، حتى إنني كنت أجد نفسي أتلفظ بهم قبيل النوم وحال الاستيقاظ دون أن أتعمد ذلك، وبعد مرور فترة قصيرة للغاية بدأت أشعر بتحسن إلى أن تبدلت أحوالي بشكل كامل وأصبحت أشعر بالسعادة والسرور وأقضي كثيرًا من الوقت في الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى، بل إنني بدأت أدعو الكثيرات إلى المداومة على الحوقلة والاستغفار والتقرب من المولى عز وجل.

تجربتي مع الحوقلة للسحر واللمس والعين

كانت لسيدة مصابة بالحسد الشديد والعين وكانت أحوالها سيئة للغاية فتغير شكلها تمامًا وضاق صدرها وكانت تشعر بآلام شديدة في جسدها دون وجود سبب مقنع لهذا الأمر، وبعد تدهور حالتها بدأت هذه السيدة في ذكر الاستغفار والحوقلة والاستمرار على هذا الأمر في جميع الأوقات وبعدد كبير حتى ذهب حزنها وزال همها وتخلصت من القلق الذي كان يصاحبها.

تجربة مع الحوقلة للشفاء من الامراض

هذه التجربة لطفل صغير مصاب بالصداع الشديد ولم يشفى منه على الرغم من المحاولات المستمرة، وقد توجه هذا الطفل للمستشفى لإجراء بعض الفحوصات للتعرف على المشكلة التي يواجهها، وفي هذه الأثناء لجأت أخته الكبرى إلى ترديد ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله مع الاستغفار أكثر من مائة مرة بنية شفاء أخيها، وقد كانت النتائج جيدة وظهرت الفحوصات خالية من المشكلات التي كانت تسبب لهم المخاوف، واقتصر العلاج على تناول الأطعمة الصحية والمداومة على تناول بعض المكملات الغذائية وبعد مرور فترة ما تحسنت أحواله.[2]

الحوقلة والاستغفار في السنة النبوية

من لطف الله تعالى بعباده أنه لم يشرع لهم إلا كل ما يسعدوا به في دنياهم ودينهم وهذا هو السر في الحوقلة والاستغفار، فقد وردت كثير من الأحاديث النبوية المطهرة التي تدل على فضل تلك الأذكار لعل من أشهرها وأفضلها ما يأتي:

• عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صل الله عليه وسلم قال ” من قالَ يَعني إذا خرجَ من بيتِهِ: بِسمِ اللَّهِ، توَكَّلتُ على اللَّهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، يقالُ لَهُ: كُفيتَ، ووُقيتَ، وتنحَّى عنهُ الشَّيطانُ” صحيح الترمذي.[3]
• عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ” جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ علِّمْني كلامًا أقولُه قال: “قُلْ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له اللهُ أكبَرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسُبحانَ اللهِ ربِّ العالَمينَ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العلِيِّ العظيمِ العزيزِ الحكيمِ” قال: هؤلاءِ لربِّي فما لي؟ قال: “قُلِ: اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارحَمْني واهدِني وارزُقْني” صحيح ابن حبان.[4]
• عن أبو موسى الأشعري قال ” كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ أتَى عَلَيَّ وأَنَا أقُولُ في نَفْسِي: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ، قُلْ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ أوْ قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ” صحيح البخاري.[5]

أفضل الأوقات لترد الاستغفار والحوقلة

من الهام معرفة أن ترديد الأذكار لا يتقيد بوقتٍ بعينه فجميع الأوقات مباح بها ترديد الأذكار على عكس الصلاة والصوم وغيرهم من العبادات التي في الغالب تكون مقيدة ببعض الشروط، إلا أنه يجدر التنويه على أنه يوجد بعض الأوقات التي يفضل فيها قول الأذكار أو الدعاء عن غيرها ومنها:

• الاستغفار بعد كل صلاة: والدليل على ذلك من السنة النبوية عن ثَوبانَ رضيَ اللهُ عنه مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، استغفَرَ ثلاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ” صحيح مسلم.[6]
• الحوقلة قبل الدعاء: حيث يفضل أن يبدأ المسلم دعائه بالحوقلة فهي تعبر عن احتياج العبد لربه فالدعاء إليه والإجابة بيده عز وجل، إلا أنه يحب سماع صوت عبده المحتاج إليه فيستجيب له بفضله ومنه.
• الحوقلة أثناء العمل أو عند القدوم على فعل أي شيء: كما صرح بعض أهل العلم بأفضلية الحوقلة حال  الخروج من المنزل كنوع من تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى.
• الاستغفار في الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه المولى إلى السماء الدنيا من أجل النظر إلى عباده وسماع حاجتهم، فقال تعالى في الآية رقم 17 من سورة آل عمران “الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ”.[7]
•  بين الآذان والإقامة: فهي من الفترات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة الذكر والدعاء فيها، لذا على المسلم أن يحسن استغلال تلك الأوقات.

شاهد أيضًا: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي مكتوب

فضل ترديد ذكر الحوقلة والاستغفار

خلال تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق  تعرفت على فضل ترديد الأذكار بصورة دائمة، فلم يقتصر الأمر على مجرد زيادة الرزق فقط، بل إنني تعرفت على بعض الفوائد الأخرى والتي تتمثل فيما يلي:

• لا حول ولا قوة إلا بالله تساعد في فك الكرب وسعة الرزق لأن بها تفويض من الشخص لأمره إلى الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء فلا حول ولا قوة إلا به.
• تدعم الحوقلة الشخص في تخطي جميع الأزمات التي قد يمر بها وتعينه على القيام بجميع واجباته ومسؤولياته.
• الاستغفار والحوقلة وترديد جميع الأذكار الأخرى تساعد الشخص في التمتع بحياة أفضل، لأن الأذكار تمحي الذنوب والمعاصي فيغفر الله لعبده جميع هذه الذنوب.
• استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله أذكار تساعد على تبديل مخاوف الشخص إلى سكينة وشرح الصدر وزيادة في الثقة بالنفس.
• تزيد تلك الأذكار من حسنات الشخص وتمحو سيئاته، وبالتالي تقرب العبد من ربه وتجعل له بين العباد قبولًا وودا.
• الاستغفار توبة لمن ظلموا أنفسهم وانجرفوا في الطريق الخاطئ حيث أن هذا الظلم يحد من توفيقهم في جميع خطى حياتهم.

شاهد أيضًا: ما معنى لا حول ولا قوة الا بالله

وبهذا يكون قد تم عرض تجربتي مع الحوقلة والاستغفار للرزق والتعرف على أفضل الأوقات المناسبة لترديد تلك الأذكار، بعد معرفة معنى الحوقلة والاستغفار، وكذلك التعرف على فضل الحوقلة والاستغفار كما ورد في السنة النبوية المطهرة، هذا بالطبع بعد ذكر مجموعة من القصص التي أسفرت عن نتائج رائعة بفضل ذكر الله تعالى.