ما هي عقوبة دخول غير المسلمين مكة

ما هي عقوبة دخول غير المسلمين مكة، حيثُ تعتبر مكة المُكرمة أكثر مكان مباركاً من الله -سبحانه وتعالى-، وهي مسقط رأس نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويتوجه جميع المسلمين في صلاتهم إلى مكة المكرمة، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على ما هي عقوبة دخول غير المسلمين مكة، وحكم فعل ذلك بأدلة قطعية من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد.

حكم دخول غير المسلمين مكة

لا يجوز دخول غير المسلمين إلى مكة المكرمة، وقد جاء تصريح ذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[1]، فيمنعُ دخول الكفار إلى الحرم الخاص بمكة المكرمة، وقد كانت من آخر وصايا نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، هذا والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كفارة دخول مكة بدون إحرام

عقوبة دخول غير المسلمين مكة

يحرم على المسلمين تمكين أي كافر من دخول مكة المكرمة، فإن دخل كافر مكة مُنع من ذلك وأخرج منها، ووعد الله فعل المسلمين لذلك بالعطاء والفضل الذي يغنيهم من ذلك، والحرمانية في دخول مكة تصل إلى حد المرور والاجتياز، حيثُ قال النووي رحمه الله: “يمنع كل كافر من دخوله، مقيمًا كان أو مارًا، هذا مذهبنا، ومذهب الجمهور”، فالكفار نجس، ونجاسة جميع الكفار معنوية لا حسية، وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- بذلك.

دليل تحريم دخول غير المسلمين مكة

جاءت عدة أدلة فقهية قطعية من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- تنصّ على تحريم دخول غير المسلمين مكة المُكرمة، ومنها:

  • من القرآن الكريم: ما جاء في قوله تعالى في سورة التوبة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا”.[3]
  • من السنة النبوية: قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: “لأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ، والنَّصارَى مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ حتَّى لا أدَعَ إلَّا مُسْلِمًا”، والحرم المكي من ضمن جزيرة العرب التي توعد رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بإخراج اليهود والنصارى منها.

شاهد أيضًا: كم استمرت الدعوة في مكة قبل الهجرة

حكم دخول غير المسلمين مكة في أقوال العلماء

إن دخول الكفار لمكة المكرمة محرم شرعًا، إلا أنه من أحد الأحكام التي شكلت خلافًا بين أهل العلم، وفقًا للآتي:

  • اللجنة الدائمة: مما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أنه يحرم على المسلمين أن يمكنوا أي كافر من دخول المسجد الحرام وما حولهُ من الحرم كلّهُ.
  • المالكية: أقر فقهاء المذهب المالكي بجواز مرور المشركين من أهل الذمة فقط بمكة المكرمة واجتيازها فقط.
  • الحنفية: أقر فقهاء المذهب المالكي بجواز دخول المشركين من أهل الذمة إلى الحرم المكي على أن يكون دخولهم دون إقامة، وقال الإمام أبو حنيفة: “لهم دخوله، كالحجاز كله، ولا يستوطنون به، ولهم دخول الكعبة، والمنع من الاستيطان، لا يمنع الدخول والتصرف، كالحجاز”.
  • النووي: مما جاء عن النووي من المذهب الشافعي تحريم دخول غير المسلمين إلى الحرم المكيّ، مرور أو عبور أو اجتياز أو استيطان، وقال: “يمنع كل كافر من دخوله، مقيمًا كان أو مارًا”.

الحكمة من منع دخول غير المسلمين مكة

جاءت الحكمة في منع دخول الكفار مكة، أن مكة من أطهر بقاع الأرض، ففيها الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، وفيها تقام فريضة الحج، وهذا المنع صادر من عند الله -جل علاه- مالك السماوات والأرض، فالكفار نجس، والنجاسةُ معنوية متمثلة بالشرك بالله وجحد ألوهيته، وجحد نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، والإعراض عن دينه الخاتم الذي أنزله الله للناس أجمعين، ومنع الإقامة الدائمة في كل من مكة والمدينة جاء بشرع ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، بقوله: (أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ)، فتأشيرة دخول مكة المكرمة والمدينة المنورة هي الدخول في الإسلام، والنطق بالشهادتين.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما هي عقوبة دخول غير المسلمين مكة، حيثُ سلطنا الضوء على حكم دخول المشركين إلى مكة المكرمة، والأدلة القطعية على هذا الحكم، وحكمة تحريم ذلكَ.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 28
  2. islamweb.net , أحكام دخول الكفار لمكة والمدينة , 23/07/2022
  3. سورة التوبة , الآية 28

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *