عقوبة الحلف على المصحف كذبا في الدنيا

عقوبة الحلف على المصحف كذبا في الدنيا فإنه في بعض الأوقات يضطر البعض إلى الحلف، وفي وقت آخر يكون ذلك على المصحف، وهذا بدافع التأكيد على صدق الحديث، بينما قد يؤدي هذا إلى الوقوع في خطأ الحلف كذبًا، لذا، يتم سؤال علماء الفقه حول العقوبة التي يتعرض لها من فعل هذا الأمر، وعن طريق موقع المرجع سيتم التعرف على عقوبة الحلف على المصحف كذبا في الدنيا.

هل يعتبر الحلف بالمصحف يمينًا

لا يعتبر الحلف يمينًا إلا في حال كان بأحد أسماء الله -سبحانه تعالى-، أو صفة من صفاته، والحلف بالقرآن الكريم يعتبر يمينًا بكلام الله تعالى، وهو ما يعد صفة من صفاته، بينما إذا كان الحلف بالمصحف الذي هو كتاب الله المراد فيه كلامه، يصبح يمينًا مشروعًا، ولكن إذا كان المقصود هنا الورق والمداد، فذلك يكون حلفًا بغير الله عز وجل، وفي هذه الأثناء يُسمى شركًا به -سبحانه وتعالى-، مثلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “منْ حلفَ بغيرِ اللهِ فقدْ أشركَ”[1].[2]

شاهد أيضًا: متى يكون الحلف بغير الله شركاً اكبر؟

عقوبة الحلف على المصحف كذبا في الدنيا

إن الحلف كذبًا على المصحف يعتبر من الأمور الخاطئة، حيث يكون من اليمين الغموس، لذلك هو من الكبائر التي تُكثر الذنوب، وعقوبة الحلف على المصحف كذبًا هو دخول صاحبه النار، كما ذكر أهل العلم أن هذا اليمين ليس له كفارة، بل ينبغي أن يتوب المسلم التوبة النصوح إلى الله -سبحانه وتعالى-، بالإضافة إلى التحلي بالعزيمة الصادقة على عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى فيما بقي من العمر.[3]

كفارة الحلف على المصحف كذبًا

إن كفارة الحلف على المصحف كذبًا هي التوبة النصوح إلى الله تعالى، على أن يكون ذلك بالندم الصادق، الاستغفار، والعزيمة على عدم تكرار هذا، حيث إن الحلف على المصحف كذبًا بالتعمد من الشخص أو لغير حاجة ضرورية يُطلق عليه يمين غموس، والذي يعتبر من كبائر الذنوب، بينما في حال تحقيق التوبة النصوح؛ مما قام به المسلم، فتكون توبته مقبولة بإذن الله، إذ إنالله -عز وجل- رحمته واسعة بالعباد، والجدير بالذكر أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن كفارة الحلف كذب على المصحف هي إطعام 10 مساكين، أو صيام 3 أيام.[4]

أحاديث عن عقوبة الحلف على المصحف كذبًا

لم يتم الذكر في القرآن الكريم بشكل صحيح عقوبة الحلف على المصحف كذبًا، بل ما ورد كان العقاب على القيام بهذا، وتم التعرف عليه في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي منها الآتي:

• لقد ورد في صحيح البخاري أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، – أوْ قالَ: – اليَمِينُ الغَمُوسُ”[5].
• كما ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قوله: “من اقتطع حقَّ امرئٍ مسلمٍ بيمينِه حرَّم اللهُ عليه الجنةَ وأوجب له النارَ، فقال رجلٌ وإنْ شيئاً يسيرٌ قال: وإنْ قضيبٌ من أراكٍ، وإنْ قضيبٌ من أراكٍ”[6].
• أيضًا قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: “ليسَ مِمَّا عُصِيَ اللَّهُ بهِ هُوَ أعجلُ عقابًا في الدُّنيَا منَ البغيِ، وما من شيءٍ أُطيعَ بهِ أسرعُ ثوابًا منَ الصِّلةِ، واليمينُ الفاجرةُ تدعُ الدِّيارَ بلاقع”[7].

حكم الحلف بالله باستمرار

لقد ذُكر في كتابه تعالى حكم من يُكثر الحلف كذبًا، إلى جانب إدراج صفته من بين الأوصاف المذمومة، مثل: النمية، المشاء، الهماز، وغيرها من الأوصاف، إذ قال عز وجل: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ}[8]، لذا، يجب على المسلم ألا يتخذ الحلف بالله أمرًا مستمرًا، لأن في هذا ما يشير إلى عدم استيعابه مدى عظمة الله -سبحانه- وتعالى، فضلًا عن أن فيه صورة من الجرأة على الله تعالى، حيث يقول الله عز وجل: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[9]، إضافةً إلى قوله سبحانه وتعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[10].[11]

شاهد أيضًا: تفسير حلم القسم بالله العظيم في المنام

في نهاية مقالنا نكون قد أوضحنا هل يعتبر الحلف بالمصحف يمينًا، إلى جانب ذكر عقوبة الحلف على المصحف كذبا في الدنيا، وكفارة الحلف على المصحف كذبًا، وأيضًا قدمنا أحاديث عن عقوبة الحلف على المصحف كذبًا، وحكم الحلف بالله باستمرار.