تقرير عن الحق في الحياة

تقرير عن الحق في الحياة موضوعٌ هامٌّ سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، فالحقّ في الحياة واحدٌ من أهم الحقوق التي يتمتّع بها الفرد في المجتمع، وهو أساس الحياة الدّنيا التي خُلقت من أجله، فالإنسان خُلق ليعيش عمره كاملاً دون أن يسلبه أحدٌ حياته بغير وجه حق، فلا يحقّ لأحدٍ أن يقتل أحداً ولا يحقّ لأمٍّ أن تُجهض جنيناً ولا يحقّ للفرد أن ينتحر ويقتل نفسه حتّى، فالحياة قيمةٌ لا بد من عيشها بشكلٍ سليم، ويساعد موقع المرجع في بيان المعنى الكامل للحقّ في الحياة من وجهة نظرٍ اجتماعيّة ودينيّة.

مقدمة تقرير عن الحق في الحياة

الحقّ في الحياة مبدأٌ أخلاقيّ أساسيّ ويقوم على فكرةٍ بقدر ما يكون لفظها بسيطاً بقدر ما تكون عميقةً وذات دلالةٍ كبيرة، وفكرته الأساسيّة أنّ لكّل إنسان الحق في العيش وعدم التّعرّض للقتل من قِبل إنسانٍ آخر، ويتمحور مفهوم الحق في الحياة حول قضايا كبيرة من قضايا القتل كالإعدام والإجهاض والقتل الرّحيم وجرائم الحروب، فمهما كانت ظروف المرئ ومكانه وجنسه ولونه له الحقّ في الحياة، يقول الله في كتابه الحكيم: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}.[1] وقد أجمع القانون الدّولي حديثاً على سنّ قانون على تحريم القتل وسلب الحياة وإنزال العقوبات على من يفعل ذلك، فلكلّ فرد من أفراد المجتمع حقوق تتمثّل بالحريّة والأمن والسّلام وحق العيش وغيره، وسلب تلك الحقوق يعتبر جريمة لا يغفر لها القانون.[2]

شاهد أيضاً: كشف النص عن بعض وسائل النجاح في الحياة

تقرير عن الحق في الحياة

عبر التّاريخ لم يكن هناك قبول عند البشر لهذا المفهوم الذي من المفترض أن يكون فطريّاً، بل كان يتمّ منحه كامتياز من أصحاب السّلطة والنّفوذ الاجتماعي وأصحاب القوّة والملك، فحقوق الإنسان وعلى مرّ التّاريخ كانت تتطوّر ببطيء شديد وبشتّى الطّرق والوسائل، لكن وفي الحقبة الأخيرة شهد التّاريخ تسارعاً رهيباً في الأحداث والتّغيّرات، وشهدت القوانين تغيّراً مع هذا التّسارع، حيث تمّ وضع مجموعة كبيرة من القوانين الدوليّة ووثائق قانونيّة تحدّد المُثل العليا والمبادئ السّامية التي تمنهج الحقوق في الكثير من القضايا المهمّة المتعلّقة بالفرد وغيرها، ومن بين تلك القضايا:

  • إجهاض الأجنّة: ناهض الكثير من النّاس ومن مختلف الأديان والطّوائف هذا الفعل الشّنيع، معتبرين إيّاه جريمة قتلٍ بحقّ الجنين وإنّ من حقّ الجنين العيش وله الحق في الحياة.
  • الأخلاق والحق في الحياة: فقد كان يرى بعض النّاس أنّ البشر غير الكاملين كالمعاقين والأجنّة والعجّز يمكن سلب حياتهم بما يندرج تحت مسمّى القتل الرّحيم، ولكنّ الكثير من البشر يرون أنّ حق الحياة لا يقتصر على الأرواح الكاملة بل هو يشمل الجميع وحتّى الحيوانات.
  • عقوبة الإعدام أو القتل تحت سلطة القانون: لدى هذه العقوبة الكثير من المعارضين الذين يزعمون أنّها انتهاكٌ لحق الإنسان في الحياة، وأمّا مؤيّدوها يقولون أنّها لا تنتهك حقّ الحياة بل هي تطبيق الحق في الحياة مع مراعاة العدالة، وحتّى قيام الجهات القانونيّة التّابعة للدّولة ببعض الأفعال التي قد تودي بحياة بعض المدنيين، هذه من الأمور المُعارضة بشدّة ويرى معاضوها أن على أجهزة الدّولة أن تكون على اطّلاعٍ تام بحقوق الإنسان وخاصّةً حث الإنسان بالعيش.
  • القتل الرّحيم أو الحقّ في الاختيار: وهو ذاته الانتحار حيث يُقدم شخصٌ ما على إنهاء حياته بنفسه، يعتقد مؤيّدوه أنّ هذا من الحريّة الشّخصيّة وحق الاختيار، لكنّ معارضيه يرون أنّه أمرٌ غير أخلاقيّ وغير قانونيّ.

شاهد أيضًا: تقرير عن سير العمل في المدرسة

أهمية الحق في الحياة

بعد ذكر تقرير عن الحق في الحياة سيتمّ معرفة أهمية الحق في الحياة، فهذا الحقّ يندرج تحت حقوق الإنسان، فهو يمتلك ذات الأهميّة التي تمتلكها حقوق الإنسان، فهو حقٌّ غير قابلٍ للمسّ وعلى كلّ إنسانٍ أن يمتلك هذا الحقّ، فهو متأصلٌ في البشر منذ الأزل، فلا يلغى ولا يسقط ولا يعدّل عليه ولا يتمّ تحويره، وقد أكّد على أهميّته الدّستور العالمي لحقوق الإنسان والوثيقة التي اعتمدتها الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، والتي ورد فيها أنّ لكلّ شخص الحقّ في الحياة والحريّة والأمن الشّخصيّ، فعلى كلّ الدّول أن تدرج حق الفرد في الحياة في دستورها وقانونها، حتّى يساهم في أهميّته وتثبيته وترسيخه لدى الجميع.

حق الحياة في الإسلام

في سياق الكلام عن تقرير عن الحق في الحياة لا بد من التّطرق لهذا الحقّ في الإسلام، فالإسلام دينٌ عالميّ لم ينزل ليكون لفئةٍ معيّنةٍ من النّاس بلك كان للنّاس كافّة، ولك يكن النّبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- مرسلاً للعرب فقط بل للنّاس أجمع، وكان هو نبيّ الرّحمة والهداية، وقد اعتمد الإسلام على قاعدة أساسية أنّ البشر جميعاً أولاد آدم فهم أخوة ومصدرهم جميعاً هو واحد وهو التّراب، وقد ضمنت حقوق الإنسان في الشّريعة الإسلاميّة معنى الإنسانيّة وضمنت الكرامة والأمن للإنسان، وضمنت العديد من الحقوق التي يجب أن يتمتّع بها الفرد منها حق الحياة وهو بحدّ ذاته هبةٌ من الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، وقد ورد على لسان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- في الحديث الشّريف قوله: “كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ”.[3] ومن ضمن حق الحياة، فيحرم قتل الإنسان بغير حقّ، وهذا ما يتساوى به كل النّاس، ويحرّم الانتحار فالانتحار يندرج ضمن قتل النّفس، والحياة هبةٌ من الله وأمانةٌ بيد صاحبها ولا يجوز له أن يُزهقها، ولا يجوز أن يعطي إذناً لأحد بأن يقتله، فهذه أيضاً جريمة وهي محرّمة، وقد حرّم الإسلام المبارزة لأن فيها تعريضاً للنّفس احتماليّة الموت وفقد الحياة.[4]

الحق في الحياة والأمن

إنّ الحق في الحياة والأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار نعمٌ أنعمها الله على خلقه، فالأمن له معنىً شاملاً جوانب الحياة الإنسانيّة والفكريّة والنّفسيّة والصّحيّة، فالأمن أساس ازدهار الحضارات وتقدّم الأمم ورقيّ المجتمعات، الأمن من الضّرورات الإنسانيّة وهو حقٌّ لكلّ إنسان أن يأمن على نفسه وماله وأفكاره، وقد نصّت العهود والمواثيق الخاصّة بالأمم المتّحدة التي تتعلّق بالحقوق المدنيّة على أن لكل فرد الحق في الحريّة والأمان على شخصه، وله حريّة الفكر والوجدان، وله الحق في اعتناق آراءٍ خاصّة دون مضايقة، وله الحق في حريّة التّعبير دون أيّ تعرّضٍ لتهديد أو تخويف، وضمنت هذه العهود والمواثيق التي عقدت حديثاً عبر التّاريخ حق الإنسان في الحياة والأمن، الذي ضمنه الإسلام قبل أكثر من ألفٍ وأربعمئة عام.[5]

الحق في المساواة وعدم التمييز

إنّ الحق في المساواة وعدم التّمييز يوازي بأهميّته الحقّ في الحياة، فهو لا يقلّ عنه أهميّة ولا قيمة، ويعدّ من المبادئ الأساسيّة لسيادة القانون، فإنّ جميع الأشخاص والمؤسّسات والكيانات العامّة والخاصّة يجب أن تُحاسب وفق القانون، تبعاً لقوانين نزيهة وعالة ومنصفة، وكلّ اللذين ذُكروا لهم الحقّ بأن يحميهم القانون دونما تمييزٍ بينهم، فالقانون فوق كلّ شيء وعليه أن يكون منصفاً بين الجميع فلا يميل بميل القوى واختلافها بل يكون عادلاً لا يميّز بين أحد، وهذا يضمن لكلّ شخص حقّه في المساواة وعدم التّمييز أمام القانون.[6]

شاهد أيضاً: بحث عن شروط النجاح الوظيفي

خاتمة تقرير عن الحق في الحياة

وإلى هنا نصل إلى ختام التقرير مستنبطين منه أن الحق في الحياة هو الحق الأول للإنسان، حيث به تبدأ سائر الحقوق وعند وجوده تطبق بقية الحدود وعند انتهائه تنعدم الحقوق، فالحق في الحياة يبقى الركيزة الأساسية لمجتمع يطمح إلى الحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية التي لطالما نادت بها جميع التشريعات السماوية.

شاهد أيضًا: خطوات النجاح في الحياة

في نهاية المقال الذي ذكر تقرير عن الحق في الحياة، قد تمّ الحديث عن مفهوم ومعنى حق الإنسان في الحياة وشرحه، كما ورد فيه نظرة الإسلام وضمانه لحقوق الإنسان ومنها حق الإنسان في الحياة، وتطرّق المقال لبعض الحقوق كحقّ الحياة والأمن وحق المساواة وعدم التّمييز أمام القانون.

المراجع

  1. سورة الإسراء , الآية 33
  2. wikiwand.com , حق الحياة , 14/08/2021
  3. صحيح الجامع , الألباني/ أبو هريرة/ 7242/ صحيح
  4. uobabylon.edu.iq , حق الحياة فى الاسلام , 14/08/2021
  5. ohchr.org , العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية , 14/08/2021
  6. un.org , المساواة وعدم التمييز , 14/08/2021

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *