حكم اطعام الرجل اهل بيته

حكم اطعام الرجل اهل بيته هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فمن المعلوم في شريعة الإسلام أنّ الخالق -سبحانه وتعالى- قد جعل الرجال قوّامون على النساء، وقد يتساءل الكثيرون فيما إذا كان إطعام أهل البيت يعدّ من القوامة التي خصّها المولى -عزّ و جلّ- للرجل دون الأنثى؟ لذا يهتمّ موقع المرجع في إيضاح هذه التساؤلات مبيّنًا الحكم الشرعيّ في وجوب إطعام الرّجـل لآل بيتـه من عدم وجوبه عبر هذا المقال.

حكم اطعام الرجل اهل بيته

إنّ حكم اطعام الرجل اهل بيته من الواجبات على الرجل للزوجة والأطفال القاصرين، فإطعام آل البيت من النفقات الواجبة على الرّجل، والنفقة تدخل ضمن معنى القوامة الذي قد جعلها الله -سبحانه وتعالى- في عصمة الرجال، فقد قال تعالى في سورة النساء: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.[1] وقد ورد في الحديث الصحيح ممّا رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: “كُنَّا جُلُوسًا مع عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، إذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ له فَدَخَلَ، فَقالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَانْطَلِقْ فأعْطِهِمْ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كَفَى بالمَرْءِ إثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ“.[2] وبذلك استدلّ أهل العلم على كون الحكم الشرعيّ في إطعـام الرّجـل لأهــل بيتـه هو الوجوب، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم العلم قبل الدعوة إلى الله

إعالة الرجل أهل بيته

إنّ إعالة الرّجل أهل بيته لا تقتصر على إطعامه إيّاهم بالوجوب، وإنّما يتعدّى ذلك إلى الأكل والشرب والمسكن والملبس، تقديمًا لهم بالإحسان والمعروف، وكذلك تتضمّن العلاج، فقد ورد ذلك في سيرة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- ما رواه كرز بن علقمة الخزاعي حينما قال: “سألَهُ رجلٌ : ما حَقُّ المرأةِ علَى الزَّوجِ قالَ تُطعِمُها إذا طعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ ولا تضرِبِ الوجهَ ولا تُقبِّحْ ولا تَهجُرْ إلَّا في البيتِ“.[3] كذلك جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى من سورة الطلاق: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ}.[4]

شاهد أيضًا: حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط

ماذا تفعل من لا ينفق عليها زوجها

كذلك الخوض في بيان حكم اطعام الرجل اهل بيته يدفع البعض إلى التساؤل حول ما يجب أن تفعله المرأة التي لا ينفق عليها زوجها، والأصل في الشريعة الإسلاميّة أنّه يباحُ للمرأة أن تأخذ من مال زوجها بالمعروف، وذلك استنادًا لما روته السّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- فيما صحّ من الحديث: “قالَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أنْ آخُذَ مِن مَالِهِ سِرًّا؟ قالَ: خُذِي أنْتِ وبَنُوكِ ما يَكْفِيكِ بالمَعروفِ“.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق للحامل

أعظم الصدقة ما ينفقه الرجل على أهل بيته

وقد يتساءل البعض فيما إذا كان الرجل يؤجر عند إطعامه أهل بيته وإنفاقه عليهم، فعلى الرّجل أن يحتسب ما ينفقه على أهـل بيتـه على الله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى في سورة سبأ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.[6] كذلك جاء في الحديث الصحيح عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ“.[7] فقد عظّم الدّين الإسلاميّ النفقة والإحسان على الزوجة وأهل البيت ، وجعل ذلك من أعظم الصدقات، والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم استعمال انية الذهب والفضة

حكم اطعام الرجل اهل بيته مقالٌ فيه تمّ بيان جملة من الأحكام الشرعيّة فيما يتعلّق بنفقة الزوج على زوجته وأولاده من أهل بيته، إضافةً إلى بيان أنّ أعظم ما يكون من الصدقات هو ما ينفقه الرجل على أهل بيته.