حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد

حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد هو الموضوع الذي سوف نتعرف عليه في هذا المقال، إذ أنَّ التوحيد هو جوهر الرسالات السماوية وهو أساس دعوة الأنبياء والرسل أجمعين، وسوف يقدم موقع المرجع للزوار الكرام تعريفًا حول التوحيد، وسيتم ذكر حكم الدعوة إلى التوحيد في الإسلام، وذكر دليل على وجوب الصبر في التوحيد بالإضافة إلى العديد من المعلومات والأحكام المتعلقة بالتوحيد.

مفهوم التوحيد في الإسلام

يعرَّف التوحيد في الإسلام بأنه الإيمان الله تعالى وبأنَّه واحدٌ فردٌ أحدٌ في جميع أفعاله وجميع صفاته، وأنَّ الله تعالى ليس له شريكٌ في تدبيره وأفعاله وملكه، وبأنَّ الله تعالى وحده هو فقط المستحق للعبادة، وأنه لا يجوز أن تصرف العبادة لغيره، والتوحيد محور العقيدة في الإسلام وأساس الدين الإسلامي كله بجميع ما يترتَّب عليه من أحكام وتشريعات، وقد قال تعالى في محكم التنزيل: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”،[1] وتشكِّل عبارة التوحيد نصف كلمة الشهادة التي يجب على الإنسان أن يلفظها من أجل دخول الإسلام وهي قول: أشهد ألا إله إلا الله، ويشمل التوحيد  أيضا نفي وجود آلهة أخرى مع الله، ونفي وجود أي شبه بين الله ومخلوقاته، فالله تعالى في الإسلام واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ لان ولا شريك ولا مثيل  له متفرد واحدُ متصرف في ملكه كما يشاء.[2]

شاهد أيضًا: لماذا كان التوحيد سببا للتمكين في الأرض

حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد

إنَّ الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى التوحيد واجب من الواجبات التي أمر الله تعالى بها عباده المسلمين، وقد ورد أكثر من دليل على وجوب الصبر في القرآن الكريم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”،[3] فقد أمر الله تعالى في هذه الآية المسلمين بالصبر والصلاة لأنَّه إلى جانب الصابرين يوفقهم ويرحمهم ويحفظهم بحفظه، وفي آية أخرى يقول تعالى: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا”،[4] وفي هذا دليل على وجوب الصبر والمصابرة في الدعوة والوقوف إلى جانب الدعاة وعدم الابتعاد عنهم والالتفات للدنيا وزينتها.[5]

حكم الدعوة إلى التوحيد مع الدليل

إنَّ دعوة التوحيد هي جوهر الرسالات السماوية كلها منذ أن خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام، حيث أنَّ الله تعالى يقول في كتابه العزيز: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ”،[6] ولذلك فإنَّ حكم الدعوة إلى التوحيد في الإسلام واجبة على جميع المسلمين، ودليل ذلك ما ورد في كتاب الله تعالى، حيث قال الله تعالى في آياته المحكمات من سورة النحل: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.[7]

اقرأ أيضًا: أول ما يجب أن يبدأ به من يريد الدعوة إلى الإسلام

ما اسباب البدء بالدعوة الى التوحيد

إنَّ الأسباب التي تدعو المسلم إلى بدء الدعوة إلى التوحيد كثيرة وجليلة ولا يحصيها إلا الله تعالى لأنَّ الدعوة إلى التوحيد هي الدعوة إلى الإسلام وإلى الله تعالى وحده لا شريك له لم الملك وهو على كل شيء قدير، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم أسباب بدء الدعوة إلى التوحيد في الإسلام:[8]

  • لأنَّ التوحيد هو واحد من أهم الواجبات وهو أولها وأعلاها في الإسلام.
  • لأنَّ كلمة التوحيد هي مفتاح لدخول الناس في الإسلام وذلك عند نطق الشهادة بقول: أشهد ألا إله إلا الله.
  • من أسباب الدعوة إلى التوحيد أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل حتى لو كان صالحًا في ظاهره أو تعبديًا أو إلا بعد التوحيد.
  • لأنَّ التوحيد هو أساس ومحور وجوهر الإسلام وجميع العبادات تبنى لاحقًا على التوحيد.
  • لأنَّ الدعوة إلى التوحيد هي منهاج وطريق ودعوة الأنبياء والرسل جميعًا عليهم أفضل الصلاة والسلام.

فضل الدعوة الى التوحيد

إنَّ الدعوة إلى الله تعالى تحمل في طياتها فوائد عظيمة وفضائل جليلة كبيرة، تعود بالنفع على الداعي وعلى المدعوين وعلى جميع المسلمين بالخير العميم والفضل الجزيل، فهي أفضل عمل يقوم به المسلم، وفيما يأتي سوف يتم ذكر أهم فضائل الدعوة إلى التوحيد في الإسلام وحسب ما ورد في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم:[8]

  • إنَّ الدعوة إلى التوحيد هي المهمة التي أرسل الله تعالى بها الرسل عليه الصلاة والسلام، وفي الدعوة ابتاع لهم واقتداء بسنتهم، إذ قال الله سبحانه وتعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُون”.[6]
  • لأن هداية شخص واحد ودعوته إلى توحيد الله والدخول في الدين الإسلامي لهو خيرٌ من مال كثير جدًّا قد يملكه المسلم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لصهره علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم فتح خيبر: “انفذْ على رسلِك؛ حتى تنزلَ بساحتِهم، ثم ادعُهم إلى الإسلامِ ، وأخبرهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لأنْ يهْدي اللهُ بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أنْ يكونَ لك حُمرِ النعمِ”.[9]
  • إنَّ الدعوة إلى التوحيد والله تعالى والإسلام من أفضل الأعمال وأحسنها عند الله تعالى، قال تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.[10]
  • إذا اهتدى على يدي الداعية إنسان إلى التوحيد وإلى الإسلام  والإيمان بالله تعالى فإن جميع ما يقوم به من الأعمال الصالحة من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك يكون له مثل أجره، وذلك من دون أن ينقص من أجر الشخص شيئًا.
  • إنَّ الدعوة إلى التوحيد رحمة بالبشر وإشفاق عليهم من الجهل والضلال وإنقاذ لهم من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.

في نهاية مقال بعنوان حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد تعرفنا على مفهوم التوحيد في الإسلام وتعرفنا على حكم الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وتعرفنا على حكم الدعوة إلى الله تعالى والدعوة إلى التوحيد الذي هو جوهر الإسلام ومفتاح الإسلام.

المراجع

  1. سورة النساء , آية 36
  2. wikiwand.com , التوحيد في الإسلام , 27/10/2021
  3. سورة البقرة , آية 153
  4. سورة الكهف , آية 28
  5. islamweb.net , الصبر في الدعوة إلى الله , 27/10/2021
  6. سورة الأنبياء , آية 25
  7. سورة النحل , آية 125
  8. saaid.net , فضل الدعوة إلى التوحيد , 27/10/2021
  9. صحيح الجامع , الألباني، سهل بن سعد الساعدي، 1511، صحيح
  10. سورة فصلت , آية 33

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *