حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول

حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول، كما بينته الشريعة الإسلامية، حيث إنَّ الدين الإسلامي لم يترك أي مسألة شرعية من غير بيان حكمها الشرعي الذي يعود بالخير والفضل على العبد المسلم، وفيه ابعاد له عن اقتراف الذنب ولو من غير قصد، حيث إنَّ مسألة الانتفاع بجلود الحيوانات أصبح استخدامه من الضرورة، ولا سيما وأنه لا يكاد يخلو أي غرض من أغراض الإنسان إلا ومصنوع من جلود الحيوانات، وهذا مما بيّنه أهل العلم في كتبهم، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول، بعد أن نتعرف على أقسام الجلود في الإسلام، ومن ثم سنتعرف على حكم استعمال جلد الميتة بعد دبغه في هذا المقال.

أقسام الجلود في الإسلام

إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الحيوان لحكمة كبيرة، حيث إن الإنسان لا ينتفع في حياة إلا على الحيوان والنبات، إلا أن المسألة قد تحتاج إلى بيان أكثر؛ حيث إن العلماء قد ذهبوا إلى تقسيم الجلود إلى أربعة أقسام على النحو الآتي:[1]

  • القسم الأول: جلد الإنسان؛ وهو ما يبقى طاهر في حياة الإنسان وبعد موته، ولا يجوز الانتفاع به لحرمة ذلك.
  • القسم الثاني: جلد المذكاة؛ وهو الجلد الذي يذكى بالذكاة شرعية من مأكول اللحم، ويجوز الانتفاع به بحياته.
  • القسم الثالث: جلد الميتة؛ وهو كجلد الشاة التي ذكيت بذكاة شرعية، ومنه ما لا يذكى عليهكالحمار الأهلي ينتفع بعد دبغه على الصحيح من أقوال أهل العلم.
  • القسم الرابع: جلد الكلب والخنزير؛ وهو الجلد النجس الذي لا يجوز الانتفاع به في الحياة وبعد موت الحيوان.

شاهد أيضًا: هل الحيوانات تدخل الجنة

حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول

بيّنا فيما سبق أن أقسام الجلود على الأربعة وهذا ما وقف عليه أهل العلم، ويجدر بعد ذلك بيان الحكم من الانتفاع بجلود الحيوانات تحديدًا، وهذا مما اختلف به العلماء على أقوال متعددة؛ فقد جاء الاختلاف بجواز الانتفاع بجلود اللحم المأكول وغير المأكول أم لا، وعليه  فقد أجمع أهل العلم على أنه يجب أن يدبغ جلد الحيوان سواء أكان من المأكول أم غيره باستثناء جلد الخنزير والكلب لنجاسته، ولذلك فإن حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول:

  • الإجابة: يجوز الانتفاع به بعد دبغه.

شاهد أيضًا: ما هو الحيوان الذي يستخرج من دم بطنه المسك

حكم استعمال جلد الميتة بعد دبغه

أجمع أهل العلم على أن يجوز استعمال جلد الميتة بعد دبغه، وهذا بدليل ما جاء  عن ابن عباس -رضي الله عنهم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا دبغ الإهاب فقد طهر”،[2] وقد بيّن أهل العلم واللغة أن الإهاب هو جلد الميتة، أي أن الإنسان إن قام باستعمال جلد البقرة والشاة والبعير بعد دبغه فقد جاز له ذلك، وهذا كما جاء عن ميمونة -رضي الله عنه- كان عندها شاة فماتت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “هلا أخذتم إهابها فدبغتموه وانتفعتم به”،[3] وينتفع به في الرطب واليابس على الصحيح من قول أهل العلم.[4]

وبهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الانتفاع بجلد الميتة من غير المأكول، وتعرفنا على جواز ذلك، ثم تطرقنا للتعرف على أنواع الجلود في الإسلام، ومن ثم تعرفنا على حكم استعمال جلد الميتة بعد دبغه.

المراجع

  1. www.islamweb.net , الجلود على أربعة أقسام , 11/12/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عباس، 366، صحيح
  3. فتح الغفار , الرباعي، عبدالله بن عباس،33/1، صحيح
  4. binbaz.org.sa , حكم استعمال جلد الميتة , 11/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *