ما حكم الاحتفال بعيد الأم وهل هو بدعة

حكم الاحتفال بعيد الأم هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فالعيد هو الاسم الذي يطلق على العود من الاجتماع على وجه العادة في السنة أو الشهر أو الأسبوع، وعيد الأمّ هو أحد أيّام السنة التي يحتفل بها العالم أجمع، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال بيان عيد الام هل حرام ام حلال والحكم الشرعي للاحتفال بعيــد الأمّ وفتاوى أهل العلم حول هذا اليوم.

ما حكم الاحتفال بعيد الأم وهل هو بدعة

إنّ حكم الاحتفال بعيد الأم هو أنّه لا يجوز في الشريعة الإسلامية، وذلك على الرغم من عدم دخوله في مسمى البدعة؛ لأنه لا يكون بنية التعبد إلى الله، ولكن توجد العديد من العلل التي تحرّم الاحتفال بهذا اليوم منها العمل بسنن الجاهلين والتشبّــه بغيــر المسلميــن، فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللَّهِ ثَلاثَةٌمُلْحِدٌ في الحَرَمِ، ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ، ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ“،[1] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: “فكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهلية دخل في هذا الحديث”.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الأم الإسلام سؤال وجواب

هل يجوز الاحتفال بيوم الام ابن باز؟

أمّا ما جاء في حكم هل يجوز الاحتفال بعيد الام للشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- فهو:[3]

ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد والمعنى: فهو مردود على من أحدثه، وكان ﷺ يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في صحيحه.
ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله ﷺ ولا صحابته المرضيون، فوجب تركه وتحذير الناس منه، والاكتفاء بما شرعه الله ورسولهﷺ.

شاهد أيضًا: حكم اهداء الام في عيد الام

فتاوى أهل العلم في بيان حكم عيد الأم

بعد الخوض في بيان حكم الاحتفال بعيد الأم وهل هو بدعة أم لا قد يبحث البعض عن الفتاوى الشرعية في هذا الحكم لأهل العلم والاختصاص، وهو ما سيتمّ تقديمه فيما يأتي:[4]

فتاوى اللجنة الدائمة في بيان حكم عيد الأم

“لا يجوز الاحتفال بما يسمى”عيد الأم” ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد”، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله – صلى الله عليه وسلم – ولا من عمل أصحابه -رضي الله عنهم- ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار”.

فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في بيان حكم عيد الأم

“إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا؛ فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله -سبحانه وتعالى-، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع (يوم الجمعة) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك، فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله -سبحانه وتعالى-، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”أي: مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ:”من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد “، وإذا تبين ذلك، فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه، ويفتخر به، وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق، بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا، وحتى يكون أسوة لا متأسياً؛ لأن شريعة الله – والحمد لله – كاملة من جميع الوجوه كما قال تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، والأم أحق من أن يحتفي بها يوماً واحداً في السنة، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها، وأن يعتنوا بها، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله -عز وجل- في كل زمان ومكان”.

اقرأ أيضًا: حكم عيد الام للشيخ ابن باز وابن عثيمين

مكانة الأم في الإسلام

أوصى الدّين الإسلاميّ بالأمّ من خلال آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقد جعل لها مكانةً عظيمة إذا قرن رضاها برضا الخالق سبحانه وتعالى، وكذلك جعل الجنّة تحت قدميها الشريفتين، وممّا ورد من الآيات والأحاديث النبوية عن الأمّ:[5]

  • قال الله تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[6]
  • كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ“.[7]
  • وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ الذي له، فإنَّ اللَّهَ أحَقُّ بالوَفاءِ”.[8]

حكم الاحتفال بعيد الأم مقالٌ فيه تمّ تقديم نبذة عن ماهيّة عيد الأمّ وكذلك بيّن المقال الحكم الشرعيّ للاحتفــال في عيــد الأم، وفي الختام بيّن مكانة الأمّ في الإسلام.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري/عبد الله بن عباس/6882/صحيح
  2. islamweb.net , الاحتفال بيوم الأم تقليد أعمى , 19/03/2023
  3. binbaz.org.sa , حكم الإسلام في عيد الأم والأسرة , 19/03/2023
  4. alukah.net , فتاوى العلماء في بيان حكم عيد الأم , 19/03/2023
  5. islamweb.net , الأم في الإسلام , 19/03/2023
  6. سورة لقمان , الآية 14-15
  7. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/2548/صحيح
  8. صحيح البخاري , البخاري/عبد الله بن عباس/7315/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *