حكم قص الاظافر في عشر ذي الحجة للنساء

حكم قص الاظافر في عشر ذي الحجة للنساء هو واحد من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على كل امرأة مسلمة معرفتها، فالعلم في الدين يجنِّب المسلم الوقوع في الخطأ الشرعي الذي يكتب على الذنب والإثم على المسلم به، وفي هذا المقال سوف يقدِّم موقع المرجع الرأي الفقهي السليم في عدَّة مسائل فقهية تتحدث عن حكم قص الأظافر والشعر بالنسبة للمضحي سواء كان رجلًا أم امرأة في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة على وجه الخصوص.

حكم قص الاظافر في عشر ذي الحجة للنساء

إذا كانت المرأة تريد الأضحية في شهر ذي الحجة فلا يجوز لها أن تقص أظافرها منذ أن يهلَّ هلال شهر ذي الحجة وحتَّى تضحي، أمَّا إذا كانت لا تريد الأضحية فلا حرج عليها في أن تقص أظافرها أو شعرها في العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال في الحديث الذي روته أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”[1] وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيمَنْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ عَشْر ذِي الْحِجَّة وَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَقَالَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَرَبِيعَة وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَدَاوُد وَبَعْض أَصْحَاب الشَّافِعِيّ: إِنَّهُ يَحْرُم عَلَيْهِ أَخْذ شَيْء مِنْ شَعْره وَأَظْفَاره حَتَّى يُضَحِّي فِي وَقْت الْأُضْحِيَّة، وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه: هُوَ مَكْرُوه كَرَاهَة تَنْزِيه وَلَيْسَ بِحَرَامٍ…”، والله تعالى أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز قص الاظافر في العشر الاوائل من ذي الحجة

حكم حلق الشعر في أيام ذي الحجة للنساء

إنَّ حكم حلق الشعر في أيام ذي الحجة للنساء يتوقف على ما إذا كانت المرأة تريد الأضحية أو لا، فإذا أرادت الأضحية، فإنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نهى عن حلق الشعر للمضحي في العشر الأوائل من ذي الحجة، قال عليه الصلاة والسلام: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”[1] وبناء على شرح هذا الحديث وفهم متنِه، ذهب أهل العلم ثلاثة مذاهب في حكم حلق الشعر وقص الأظافر، وهذه المذاهب الثلاث هي:[3]

  • الرأي الأول: وهو رأي الشافعي وأتباعه، ويرى أنَّ الإمساك عن حلق الشعر مُستحب، وليس واجبًا في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للمضحي، سواء كان رجلًا أو امرأة.
  • الرأي الثاني: رأى أحمد بن حنبل أنَّ الإمساك عن حلق الشعر واجب، ومن أخذ من شعره شيئًا، وهو يريد الأضحية فقد أثمَ، واستدل بظاهر الحديث المذكور.
  • الرأي الثالث: يرى أبو حنيفة ومالك أنَّ الإمساك عن حلق الشعر لا سنة ولا واجب، فبما أنَّ الطيب واللباس مُباح، فلا يحرم قص الشعر والأظافر في هذه الحالة، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاشتراك بالاضحية بأقل من سبع

أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي

وردت عدَّة أقوال للعلماء في مسألة أخذ الشعر بالنسبة للمضحي في الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهذه الأقوال جاءت في شرح قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”[1]هي:[4]

  • الإمام النووي رحمه الله: “مذهبنا أنَّ إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع، ولا يحرم في الواجب، واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة، واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هدي”.
  • ابن قدامة: “ظاهر هذا تحريم قص الشعر وهو قول بعض أصحابنا، وحكاه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب، وقال القاضي وجماعة من أصحابنا: هو مكروه غير محرم وبه قال مالك والشافعي لقول عائشة: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي…”.
  • الشيخ سائد بكداش: “الكلُّ متفقون على استحباب عدم الأخذ إما نصَّاً، أو مراعاة للخلاف، ولا شكَّ أن هذا هو الأحوط”.
  • قال ابن القيم: “…حديث أم سلمة -رضي الله عنها- يدلُّ على أن مَن أراد أن يُضحِّي أمسكَ في العشر عن أخذ شعره وظفره خاصة، فأيّ منافاة بينهما، ولهذا كان أحمد وغيره يعمل بكلا الحديثين، هذا في موضعه، وهذا في موضعه”، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم قص الشعر و الأظافر ناسياً للمضحي

يرى أهل العلم على أنَّه لا يترتب على المضحي قص الشعر أو الأظافر شيء أبدًا، فلا حرج ولا إثم عليه في ذلك لو قص شعره ناسيًا أو قصه متعمدًا، ولكنْ يُكره لمن أراد الأضحية عن يأخذ من شعر رأسه أو شعر إبطه أو عانته أو شاربه، ويُكره له أن يقص أظافره أيضًا في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة حتَّى يضحي، قال ابن قدامة فيمن قص الشعر أو الأظافر ناسيًا: “إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعًا سواء فعله عمدًا أو نسيانًا”، والله تعالى أعلم.[5]

هل يجوز حلق الذقن للمضحي

يرى أهل العلم أنَّه لا يجوز للمضحي أن يحلق ذقنه ولا شعر شاربه ولا رأسه ولا إبطه ولا شعر العانة أبدًا ولا يجوز له قص أظافره تنفيذًا لما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من نهي عن حلاقة الشعر وقص الأظافر في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، فعلى المسلم أن يلتزم بأوامر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يدفع عن نفسه الحرج، وأن يخرج -قدر الإمكان- من الاختلاف الذي وقع فيه العلماء في كثير من المسائل الفقهية، وهذه المسألة واحدة منها، والله تعالى أعلم.

بهذه المعلومات والأحكام الفقهية المهمة نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء كما تحدَّثنا عن مجموعة من الأحكام الفقهية التي تتعلق بقص الشعر والأظافر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للمضحي، سواء كان رجلًا أو امرأة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *