حكم تاخير طواف الافاضه مع الوداع
جدول المحتويات
حكم تاخير طواف الافاضه مع الوداع، يعد الحجُ ركنًا من أركان الإسلام، يبدأ بالإحرام، وهو نية الدخول في النُسك، وهو في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، أي يوم التروية، وينتهي بطواف الوداع للمسافر والخارج من مكة المُكرمة، ومن خلال موقع المرجع سنسلط الضوءَ على طواف الافاضة، وحُكم تأخيرهُ مع طواف الوداع للحاج تفصيلاً واستنادًا إلى أدلة صحيحة من الكتاب والسنة.
ما هو طواف الافاضه
طواف الافاضة هو الطوافُ الذي يفعله الحاج يوم العاشر من ذي الحجة في مكة المكرمة بعد إفاضته من منطقة مِنى، ويتشابه طواف الافاضه مع طواف القدوم إجمالاً، وتكون نية الحاج بطواف الافاضةِ الزيارة، إلا أن الحاج لا يُرمل في طواف الافاضة، أي لا يسرع في مشيه، ويتحلل من إحرامه ويلبس ثيابه المعتادة، بخلاف طواف القدوم الذي يرمل فيه ويكون مُحرمًا، وكيفية الطواف تكون بالوقوف عند الحجر الأسود في كل شوط والإشارة إليه أو تقبيله، بالإضافة إلى الطواف حول الكعبة سبع مرات.
شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم
حكم تاخير طواف الافاضه مع الوداع
يجوزُ تأخير طواف الافاضة عن يوم النحرِ مع طواف الوداع، بحيثُ يطوف الحاج طوافًا واحدًا يجزئهُ عن الوداع والافاضة، وإن كان من السنة أن يكون طواف الافاضة يوم النحر، وإن كانت نية الحاج الجمع بينهما، فإن المقصد من طواف الوداع يتحقق بطواف الافاضة، وتجدرُ الإشارة إلى أن الأفضل في وقت الإتيان بطواف الافاضة عند تأخيره لجمعه مع طواف الوداع أن يكون في يوم العيد وأيام التشريق.
شاهد أيضًا: بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه
حكم طواف الافاضه مع الوداع ابن باز
يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوادع، لكن يجب جمع النية، أو قصدُ نية طواف الافاضة، حيثُ أن الركن يغني عن الواجب، وقول ابن باز في هذه المسألة هو:
لا حرج في ذلك، لو أن إنساناً أخّر طواف الإفاضة، فلما عزم على السفر طاف عند سفره بعدما رمى الجمار وانتهى من كل شيء، فإن طواف الإفاضة يجزئه عن طواف الوداع، وإن طافهما – طواف الإفاضة وطواف الوداع – فهذا خير إلى خير، ولكن متى اكتفى بواحد ونوى طواف الحج أجزأه ذلك.
حكم تاخير طواف الافاضه
اتفق الفقهاء بعدم وجود حد مُعين لأداء طواف الإفاضة، وتعددت آراؤهم في حكم تأخيرهِ عن يوم النحر، كما يأتّي:
- الحنفية: أقروا بكراهة تأخير طواف الافاضة عن يوم النحر، وإن أخرهُ الحاج عن أيام التشريق وجب عليه الدم.
- المالكية: أقروا بوجوب الدم للحاج الذي أخر طواف الافاضة عن يوم النحر عن خروج شهر ذي الحجة.
- الشافعية والحنبلية: أقروا بأن تأخير طواف الافاضة عن يوم النحر لا يوجب النحر، وكذلك تأخيرهُ عن أيام التشريق، ولا يلزمه شيء إن خرج عن شهر ذي الحجة أيضًا، ولكنْ يحرم عليه مجامعة النساء حتى يُؤديهِ.
شاهد أيضًا: هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟
وقت طواف الافاضه
تباينت آراء الفقهاء في وقت طواف الافاضة على قولين، كما يأتيّ:
الشافعية والحنابلة
ذهبوا إلى أن طواف الافاضة يبدأ بعد نصف ليلة عيد الأضحى عندهم، استدلالاً بما روت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، حيثُ قالت: (أرسل رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- بأمِّ سلمةَ ليلةَ النحرِ فرمت الجمرةَ قبلَ الفجرِ، ثم مضت فأفاضَت)، فإذا كان رمي الجمرات مباحاً قبل الفجر، فيجوز أداء طواف الإفاضة أيضًا.
الحنفية والمالكية
ذهبوا إلى أن طواف الافاضة يبدأ عند طلوع فجر يوم النحر بعد رمي الحاج لجمرة العقبة، ويحلق، واستدلوا بفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (إن رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَفَاضَ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بمِنًى، قالَ نَافِعٌ: فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُفِيضُ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فيُصَلِّي الظُّهْرَ بمِنًى وَيَذْكُرُ أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَعَلَهُ)[1]، فأداءه -صلى الله عليه وسلم- لطواف الافاضة يوم النحر دليل على أن هذا وقته.
شاهد أيضًا: دعاء الطواف حول الكعبة ، أدعية العمرة كاملة مكتوبة
شروط طواف الافاضة
يُوجد شرطان أساسيّن لطواف الافاضة، وهُما:
- يشترط أن يكون ميقات طواف الافاضة بعد الوقوف بعرفة: وقد استدل ذلك بفعل رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيثُ أداة يوم النحر، وإن أداه الحاج قبل الوقوف بعرفة لا يسقط عنه حتى يؤديه بعد الوقوف بعرفة.
- يشترط الاحرام قبل طواف الافاضة: حيثُ أن الاحرام شرط لأعمال الحج كُلها.
حكم طواف الافاضة
يعتبر طواف الافاضة ركن من أركان الحج، ولا يتم الحج إلا به، لقوله -سبحانه وتعالى-: (وليطوفوا بالبيت العتيق)[2]، وما جاء عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (حججنا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأفَضْنَا يَومَ النَّحْرِ، فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ فأرَادَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- منها ما يُرِيدُ الرَّجُلُ مِن أهْلِهِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّهَا حَائِضٌ، قالَ: أحابستنا هي؟، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ أفَاضَتْ يَومَ النَّحْرِ، قالَ: اخْرُجُوا)، واستدل العلماء من هذا الحديث أن طواف الافاضة واجب، وأن من تركه عليه أن يعود من بلده محرمًا ويأتي به، ولا يجوز غير ذلك.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حكم تاخير طواف الافاضه مع الوداع، حيثُ سلطنا الضوء على كل ما يتعلق بطواف الافاضة من أحكام وشروط وميقات، ويعتبرُ طوافًا الافاضة واجبًا على الحاج، ولا يجوز تركه.
التعليقات