حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر، وهل يجوز تأخيرها إلى غروب شمس عيد الفطر، وما حكم تأخيرها عنه وما هو وقت وجوبها وأفضل وقتٍ لها، هو ما سيتمّ بيانه من خلال هذا المقال، حيث إن زكاة الفطر من الأمور المشروعة على المسلمين في نهاية شهر رمضان المبارك، والتي من واجبهم معرفة أحكامها وضوابطها، ولذلك فإن موقع المرجع سيبين عبر هذا المقال متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر وحكم تأخير دفع زكاة الفطر عن وقتها.

زكاة الفطر معناها وحكمها

زكاة الفطر من الزكاة وهي التنمية والطهارة والتزكية، والفطر هو انتهاء الصوم، فزكاة الفطر هي الزكاة التي كان سببها الفطر من رمضان، وتسمّى صدقة الفطر، وتسميتها زكاة لأنّها تزكي النفس وتطهرها من أدرانها، وتسميتها صدقة لما في ذلك من صدق إرادة المثوبة من الله سبحانه وتعالى عند إخراجها، ومن الجدير بالذكر أن زكاة الفطر فريضةٌ واجبة على كلّ مسلم ومسلمة صغارًا وكبارًا أحرارًا وعبيدًا، وكانت فرضيتها في السنة الثانية للهجرة مع شهر رمضان المبارك، ولها وقتها وضوابطها وأحكامها الخاصة.[1]

شاهد أيضًا: حكم من نسي اخراج زكاة الفطر

حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

لا يجوز شرعًا تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر بقول الظاهرية وابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله، فقد اختار المذكورين من أهل العلم أخر وقتٍ لإخراج زكاة الفطر هو صلاة العيد، فمن أخّرها عنه لم تقع منه زكاة الفطر وإنما له أجر صدقة، وإن الأدلة التي استدلوا عليها في ذلك، قول ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما، حيث ورد عن عبد الله بن عباس أنه قال: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”. [2] فمن أخرها عن صلاة العيد لم تجز عنه لأنّه خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين

هل يجوز تأخير زكاة الفطر بعد غروب شمس عيد الفطر

في قولٍ لأهل العلم في مسألة آخر وقت لإخراج زكاة الفطر، أنّ آخر وقتها يكون عند غروب شمس يوم العيد، فيجوز تأخيرها عن صلاة العيد ولو بغير عذر ولا يجوز تأخيرها مطلقًا عن غروب الشمس في يوم العيد، وهذا هو الراجح عند الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وذلك أن المقصود من زكاة الفطر هو إغناء الفقراء والمساكين نهار العيد عن الحاجة والسؤال والطواف والطلب، ويتحقق هذا الغرض لو أدّيت بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس والله ورسوله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب للمعيقلي

حكم تأخير دفع زكاة الفطر ابن باز

اختار الشيخ ابن باز رحمه الله آخر وقتٍ لزكاة الفطر هو صلاة العيد، حيث أنّه يحرم عنده تأخيرها عن صلاة العيد، ولما سُئل عن هذه المسألة أجاب بقوله:[5]

“ينبغي للإنسان إذا حضرت الزكاة أن يقدمها للفقراء المحتاجين الموجودين، ولا يؤخرها عن وقتها، أما زكاة الفطر فلا يؤخرها عن وقتها، الواجب أن تقدم قبل الصلاة -قبل صلاة العيد- يقدمها صباح العيد، أو في ليلة العيد في رمضان، أو في آخر الشهر، اليوم واليومين كالتاسع والعشرين، والثامن والعشرين، أو الثلاثين، ولا يؤخرها إلى بعد الصلاة، زكاة الفطر فلا تؤخر، بل يجب أن تؤدى في وقتها قبل صلاة العيد”.

وقت زكاة الفطر

فصّل أهل العلم في وقت زكاة الفطر على عدة أقوال، قسّموا وقتها لوقت وجوب ووقت جواز وتعجيل، ووقت أفضلية، ووقت تحريم، وفي كلّ وقتٍ كان بينهم خلافٌ ناتجٌ عن تحليل النصوص الشرعية، وربما كلٌّ أتى بالحكم بحسب ظروف زمانه، فلا ضرر في الخلاف وإنّما في ذلك سعة للمسلمين، ولكن اتفقوا على وقت الأفضلية لزكاة الفطر، وفيما يأتي تفصيل وقتها كاملًا:[6]

وقت وجوب زكاة الفطر

كما تمّ ذكره وشرحه سابقًا فقد وقع خلافٌ بين العلماء حول وقت وجوب زكاة الفطر، وأتى منهم قولان حول ذلك، وهما:

• القول الأول: إن زكاة الفطر واجبة بغروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، وقال به الشافعية والحنابلة وقولٌ لدى المالكية، وبعض السلف، وكذلك اختاره الشيخ ابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء.
• القول الثاني: إن وقت وجوبها يكون من طلوع فجر يوم العيد، وهو قول أبي حنيفة، والظاهرية وقولٌ لدى المالكية واختاره ابن المنذر.

الوقت المسنون في إخراج زكاة الفطر

إن أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو من بعد طلوع فجر يوم العيد حتى صلاة العيد، فمن أخرج زكاته قبل صلاة العيد فقد وافق السنة ووقت الأفضلية، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى *وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.[7]

شاهد أيضًا: حكم اخراج زكاة الفطر نقدا

آخر وقت زكاة الفطر

ذهب بعض أهل العلم إلى أن آخر وقت زكاة الفطر يكون عند صلاة العيد ويحرم تأخيرها بعدها، ولكنّ الراجح وقول جمهور أهل العلم أنّ آخر وقت زكاة الفطر هو غروب شمس يوم عيد الفطر ولا يجوز تأخيرها عنه وهو ما قال به المالكية وأصحاب الشافعي والحنابلة.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

• حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
• هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الاقارب
• هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة
• هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض
• هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لشخص واحد
• حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية
• هل تجوز الزكاة للأخ العاطل عن العمل

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر، حيث تمّ التعريف بزكاة الفطر وحكمها وحكم تأخيرها، والتفصيل في وقتها.