حكم أكل الشرشمان

حكم أكل الشرشمان أو ما يعرف بسمكة الرّمال، حيثُ أنّ الله سبحانه وتعالى قد أحلّ لنا أكل اللّحوم من الحيوانات المختلفة، وحرّم علينا البعض منها لما فيها ضرر لجسم الإنسان، والشّرشمان هو نوعٌ من تلك الحيوانات التي نريد أن نتعرّف على الحكم الشّرعي من أكلها، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نوضّح لكم ما هو الشرشمان، وما حكم أكل الشرشمان.

ما هو الشرشمان

إنّ الشّرشمان أو ما يُعرف بسمكة الصحراء أو سقنقور هو نوع من فصيلة الزّواحف التي تمتلك أربعة أطراف، فهو نوعٌ من الوزغ التّابعة للفصيلة السقنقوريّة التي تعيش في الصّحراء، حيثُ أنّها تخرج من بيوتها في أيّام الرّبيع بعد قضاء سباتها الشّتوي تحت الرّمال كونها من ذوات الدّم البارد، كما أنّها تستخدم الغطس للإختباء لذلك سمّيت بسمك الرّمال (سمك الصحراء)، وهي من الحيوانات الأليفة غير الضّارّة والتي تتغذّى على الحشرات، حيثُ يكون الذّكر منها أكبر من الأنثى ويمتلك تموّجات بنّيّة اللّون على الظّهر، بينما الأنثى ذات لون أصفر يشبه لون الرّمال، كما أنّها تختبئ في الرّمال بشكل جماعي مما يسهّل على الصّيادين إيجادها، وهي تتواجد بشكل كبير في صحاري المملكة العربيّة السّعوديّة ودولة الجزائر، وهي معروفة لدى سكان الصّحراء الجزائريّة بالشرشمان.

حكم أكل الشرشمان

لا يجوز للمسلم أكل الشّرشمان أو السقنقور لأنّه محرّم شرعًا، فقد أجمع جمهور العلماء على أنّ فصيلة الأوزاغ والسّحالي هي من الخبائث ولا يجوز للمسلم أكلها، لقوله تعالى: {ويحلُّ لهمُ الطَّيّباتِ ويُحرّمُ عليهمُ الخبائثَ}[1]، وقد أحلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمسلم أن يقتلها لكونها من الخبائث، والدّليل على ذلك من السّنة الشّريفة ما روته أمّ شريك رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ، وقالَ: كانَ يَنْفُخُ علَى إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ”[2]، لذا من الأفضل للمسلم أن يأكل ما أحلّ الله له وأن يبتعد عن ما حُرّم عليه أكله.[3]

شاهد أيضًا: حكم شرب السوبيا وهل السوبيا تسكر

هل يجوز أكل الشرشمان سمك الصحراء

اتفق أهل العلم والفقهاء على أنّه لا يجوز أكل الشّرشمان أو المعروف بسمك الصّحراء، لأنّه من فصيلة السّحالي والأوزاغ التي تُعتبر من الخبائث، وقد حثّنا الرّسول الكريم على قتلها لأنّها كانت تنفخ على سيّدنا إبراهيم عليه السّلام عندما أُلقي في النّار، والدّليل ما جاء عن أم شريك رضي الله عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ، وقالَ: كانَ يَنْفُخُ علَى إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ”، وربّما لن نجد حكمًا شرعيًّا صريحًا يحرّم أكلها إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى أحلّ لنا أكل الحلال الطّيب وحرّم علينا أكل الخبائث، والدّليل في قوله: {ويحلُّ لهمُ الطَّيّباتِ ويُحرّمُ عليهمُ الخبائثَ}.[4]

حكم أكل السقنقور

كما تحدّثنا عبر الفقرات السّابقة فإنّ السقنقور (الشرشمان) التّابع للفصيلة السقنقوريّة من الزّواحف، وبالأخص فصيلة السّحالي والأوزاغ وهي من الحيوانات الخبيثة والتي حرّمها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وأمر بقتلها الرّسول الكريم لأنّها كانت تنفخ على النّار عندما أُلقي فيه سيّدنا إبراهيم لتزيد من اشتعالها، وقد جاء في الحديث الصّحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن قَتَلَ وزَغًا في أوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، وفي الثَّانِيَةِ دُونَ ذلكَ، وفي الثَّالِثَةِ دُونَ ذلكَ. وفي رواية : في أوَّلِ ضَرْبَةٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً”.[5]

شاهد أيضًا: حكم الأكل باليد اليسرى

ما حكم من أكل الصقنقور الشرشمان

لا يجوز للمسلم أن يأكل ما حرّم الله عليه من الحيوانات، فقد أحلّ الله لهم الطّيبات وحرّم عليهم الخبائث، حيثُ أنّ هذا النّوع من فصيلة الزّواحف التّابعة للسّحالي والأوزاغ من الخبائث التي حرّم الله أكلها، إلّا أنّ البعضٌ من جماعة المذهب المالكي أحلّ أكلها إذا أمن المسلم ضررها من السّم  وغيره، ولكن من الأفضل للمسلم الابتعاد عن الوقوع في الشّبهات، باعتبار أنّ الأدّلة الواردة من القرآن الكريم والسّنة الشّريفة تحرّم على المسلمين أكلها فلا يجوز لنا مخالفة قولهم، والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي وضّحنا لكم فيه حكم أكل الشرشمان، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عبر فقرات المقال عن ما هو الشّرشمان، وهل يجوز أكل الشرشمان سمك الصحراء، إضافةً إلى حكم أكل السقنقور (الصقنقور).